غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 35903 شهداء الاحتلال يحرم آلاف الجرحى ومرضى السرطان في غزة من العلاج نعم لنفتخر بعيد الإستقلال .. ثمانٍ وسبعون عاماً من الحُب والتضحية.. الرئيس الكازاخي يبعث برقية تهنئة لجلالة الملك بمناسبة عيد الاستقلال 78 صحيفة الأنباط تهنئ جلالة الملك والشعب الأردني بمناسبة عيد الإستقلال الاردنيون يبتجهون فرحا احتفالا بالاستقلال واليوبيل الفضي العضايلة يستقبل موفد الرئيس المصري للتهنئة بعيد الاستقلال رياديو أورنج الأردن يطلعون على الخبرات والتجارب الريادية والتكنولوجية العالمية في VivaTech 2024 26 شهيدًا بقصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق في قطاع غزة الأونروا: النازحون في غزة أجبروا على الفرار 6 مرات توقعات بانخفاض ملموس على اسعار المشتقات النفطية بداية الشهر القادم الأمير الحسين عبر "انستغرام": حفظ الله الأردن آمناً مستقراً المدن الصناعية : صروح الاقتصاد شاهد على صنيع الهاشميين عيد الاستقلال مناسبة عزيزة على قلوب الاردنيون الملك:سنبقى على العهد في خدمة أردننا الحبيب بكل عزيمة وإصرار استبدال جميع عدادات الكهرباء في الطفيلة والسلط بأخرى ذكية اختتام فعاليات مهرجان المسرح المدرسي العربي الأول البنك الإسلامي الأردني يحصد جائزة التميز في المسؤولية المجتمعية للمؤسسات المالية والمصارف الاسلامية لعام2024 الأردن يشارك الاثنين المقبل في اجتماعات الدورة (77) لجمعية الصحة العالمية في جنيف إحذروا الرسائل الاحتيالية: طرق تصيد جديدة تهدد المواطنين عبر الهواتف النقالة..
كتّاب الأنباط

دخل ولم يعد

{clean_title}
الأنباط -

بهدوء

عمر كلاب

 لم ننجح طوال عقود الضياع العربي في انتاج اي أثر ايجابي في المسيرة الكونية , وباستثناء دخول مصطلح الانتفاضة الى اللغة العالمية بعد العام 1987 لم نستطع تسجيل علامة فارقة , لكن ذلك لم يمنعنا من الدخول الى كل القواميس العالمية بالأثر السلبي , فالربيع العربي تحول الى خريف وصارت صورة الاسلام قاتمة بعد داعش ومشتقاتها الارهابية , ونجحنا في تحويل اقطارنا الى اقطاعيات ومزارع فئوية وجهوية وطائفية معدومة الأثر والتأثير .

منذ اسبوعين نجحنا في اختراق حواجز المألوف وأعدنا حضورنا العالمي , فالعلم كله ونحن من ضمنه تعودنا على جملة " خرج ولم يعد " وظلت هذه العبارة تتردد في كل يوم وافردت لها بعض الشاشات العربية اوقاتا خاصة , للمساهمة في البحث عن المفقودين , الى ان نجحنا في ابتكار مصطلح جديد مفاده " دخل ولم يعد " , فأشغلنا العالم كله بهذه العبارة الجديدة , ولا اظن امة من الامم سبقتنا الى هذا المنتج العربي الخالص , لنكمل حلقة الابتكارات السلبية الموسومة بنا .

صحيح ان القصة بكليتها ليست واضحة وثمة مقاطع تم تشفيرها , لكن الثابت ان حضن الأم في الغربة لم يعد آمنا , واننا سبايا معكوسين , حيث يقوم الاعداء والغزاة بتسليمنا الى اهالينا , فالاعداء والغزاة محكومون بأنظمة تمنعهم من معاملتنا بالطريقة التي تتخلق في مختبرات اهالينا , فالتنسيق الامني منح الغزاة ما عجزوا عن الحصول عليه طوال احتلالهم , والانظمة حمت حدود المحتل بكل قوتها وطاقتها , ومن كثرة خجلنا نستحي ان نطالب بحقوقنا البسيطة من العدو الغاصب خشية ا يفهم ان احتلاله غير مرّحب به , او خشية ان يفهم اننا فاشيون نرفض الآخر .

السفارت في الغربة هي وطن , والوطن هو الام التي تحنو علينا , هكذا فهمنا وهكذا قيل لنا في كتب التربية الوطنية , ولم نعلم يوما ان حضن الام مليئ بالاشواك وأن حليبها فاسد , وأن طريق الغربة اكثر حنانا من طريق العودة الى حضن الوطن , فالحدود المفتوحة لم تستجلب عائدا واحدا والملح يعيش في ماء اقطارنا العربية بكل رفاه دون ذوبان الى في الامعاء الدقيقة , وفعلا نجحنا في انتاج سندويشات من الادمغة , بل نحن وحدنا من نجح في تحويل العقول الى سندويشة مطلوبة بكثافة , ونقوم بطهي العقول والادمغة بمهارة فائضة عن حاجة المعدة .

مناسب جدا الحديث عن سلوك دولتنا التي نشبعها انتقادا , بعد ان عشت ردحا من الزمان معارضا بأعلى سقوف المعارضة , دون خشية من كاتم صوت او خشية من انفجار المركبة او من اختفاء دائم , وحين طوت الدولة بالعفو والمصالحة صفحة من صفحات السواد في التاريخ الوطني , طوتها بصدق وعاد المعارضون والهاربون , ومنهم من جلس على مقعد السلطة الوثير , والباقي بدا العمل دون خوف .

نعم ننتقد واجب علينا النقد والمطالبة باعلى درجات الاصلاح ومحاربة الفساد , لكن دون ان نغفل اننا احياء في البحر الميت الذي لا يقبل الحياة مع الاحترام للطيب مؤنس الرزاز رحمه الله , فاليحر الميت هو الوطن العربي الكبير الذي لا تحيا فيه الحرية والديمقراطية , ومع ذلك نجحنا في هذا البلد في الحياة والعمل والمعارضة الآمنة .

لا ادري ان كان تفسيري لرواية مؤنس الرزاز دقيقا او انه اجتهاد اتحمل وزره , لكننا فعلا نجحنا ان نحيا في البحر الميث العربي الكبير , وما زال يراودنا الحلم والامل , ونعود صباحا ومساء الى بيوتنا دون خوف او التفاتة الى الخلف خشية طعنة او رصاصة غادرة .

omarkallab@yahoo.com