زاوية سناء فارس شرعان
لم يكتف الكيان الصهيوني برفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين والعمل مع الادارة الامريكية على اسقاط والغاء القرار رقم ١٩٤ الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة القاضي بعودة اللاجئين الذين ارغموا على مغادرة مدنهم وبلدانهم واراضيهم قسريا عام ١٩٤٨ الى ديارهم وتعويض من لا يرغب منهم بالعودة … وانما بدأ مرحلة جديدة وخطيرة من مخططاته تتمثل بابلاغ مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية والاستيلاء على اراضيها وضمها لمشاريع الاستيطان في الضفة الغربية.
فبتشجيع من الادارة الامريكية ودعما لمشروع ترامب باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل وليهود العالم ودعما للمخططات الامريكية بالغاء وكالة الغوث الدولية «الاونروا» قررت بلدية القدس التابعة للاحتلال الصهيوني في الغاء ممتلكات الاونروا في القدس والمؤسسات والمرافق التابعة لها بما في ذلك المدارس والمخيمات والاندية الشبابية والرياضية باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني خاصة بعد ان نقلت الادارة الامريكية سفارتها من تل ابيب الى المدينة المقدسة.
ويعتبر هذا القرار الذي اتخذته البلدية دون اعتراض سلطات الاحتلال في حكومة الليكود جريئا في ابتلاع الارض الفلسطينية وزيادة مساحة المستوطنات سيما وانه الاول من نوعه وتضم المنطقة ٧ مدارس تابعة للاونروا تضم ١٨٠٠ طالب وطالبة في مخيمات شعفاط للاجئين الفلسطينيين الذي تم نزع صفة المخيم عنه وضمه لبلدية القدس والاستيلاء على ارضه تمهيدا لتوسيع المستوطنات في القدس واقامة المزيد منها ما يزيد من رقعة الاستيطان في الاراضي الفلسطينية الذي كان ولا يزال يشكل عائقا امام المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين على القضية الفلسطينية.
الغاء وجود الاونروا في القدس يعتبر خطوة في الاتجاه المعاكس ففي الوقت الذي ينتظر فيها العالم تخلي اسرائيل عن اجزاء ومناطق القدس لضمها الى الدولة الفلسطينية المزمع اقامتها تقوم بلدية القدس بالغاء كل وجود للاونروا في القدس بما في ذلك المدارس والمرافق.
الغاء كل وجود للانروا في القدس يأتي في خضم مشروع ترامب وصفقة العصر لتحقيق المصالحة بين اسرائيل وعدد من الدول العربية لتكريس التطبيع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والسياحي بين الجانبين لاقامة المزيد من التضامن الاقتصادي والمبادلات التجارية ومواجهة الاخطار المشتركة والاعداء الذين يهددون امن المنطقة واستقرار الجانبين…
ورغم ان موضوع الاونروا وتخفيض التبرعات الامريكية لمؤازاتها امر من السهولة له من خلال زيادة تبرعات الدول الغنية وخاصة الدول الصناعية والنفطية مثل دول اوروبا الغربية والصين واليابان وروسيا والدول العربية النفطية التي وعدت جميعها بزيادة تبرعاتها للانروا لتعويض تقليص التبرعات الامريكية الا ان الادارة الامريكية والكيان الصهيوني يعملان على تصعيد مشكلة الاونروا من خلال اغلاق مدارس الاونروا والغاء المخيمات التابعة لها مثل مخيم شعفاط الذي تم سلخه عن الاونروا والحاقه ببلدية القدس والاستيلاء علي اراضيه لاقامة المزيد من المستوطنات عليها … !!!