رصد فيروس يسبب شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في غزة الخارجية تستدعي السفير الهولندي في عمّان وتوجه رسالة احتجاج لحكومة بلاده الأمن العام يطلق محطة التوعية المتنقلة ضمن حملته المرورية بني مصطفى: مذكرة التفاهم تهدف لترسيخ الشراكة واستمرار التعاون مع البلقاء التطبيقية انقطاع جزئي مؤقت في الخدمات الرقمية وتطبيق "سند" يومي 19 و26 تموز وزير الخارجية يلتقي نظيره المصري سفارة جنوب أفريقيا ومبرة أم الحسين تحتفلان باليوم الدولي لنيلسون مانديلا الأردن يدين إقرار الكنيست الإسرائيلي لمقترح يعارض ويستهدف منع إقامة الدولة الفلسطينية الجامعة العربية تدين إعلان الكنيست الإسرائيلي برفض إقامة دولة فلسطينية خرفان يكرم المفوض العام للأونروا و المشاركين في حملة النظافة في مخيم البقعة وزيرة النقل تطلع على واقع الخدمات بمطار الملكة علياء والجهود المبذولة لتطويرها ارتفاع عدد شكاوى البيع الإلكتروني 2% خلال النصف الأول من العام الحالي ختام ورشة فن الممثل وصناعة الافلام وزير الصناعة يوعز بتكثيف حملات التعريف والتوعية بحقوق المستهلك إغلاق 28 فندقا في البترا لنقص السياح وزير الأوقاف يفتتح ملتقى خيريا في كفريوبا وزير الزراعة يفتتح مشروعا للطاقة الشمسية في معان ويتفقد محطة "اوهيدة" "الأعلى لذوي الإعاقة" يصدر تقريره لشهري أيار وحزيران مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي بني ياسين والحمود الأمن: ضبط شخص ظهر بفيديو تخريب وقلع الأشجار في الكرك
كتّاب الأنباط

نحن بين الفيل والحمار والقرد

{clean_title}
الأنباط -

نحن بين الفيل والحمار والقرد

 

صالح بن عبدالله السليمان

 

بعض الحكايات تختصر الكثير, والأمثلة تحقق ما لا يحققه الحديث المباشر, ولهذا ضرب الله لنا الأمثال في القرآن الكريم. اذ قال تعالى: (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) ولله المثل الأعلى

سأذكر هنا أربع حكايات هي عنوان ما يحدث لنا وتوضح ما يجري وكيف بنيت مفاهيمنا واحكامنا على الأمور والحوادث حولنا , وهذه الحكايات لخصها جوزيف غوبلز، مهندس الإعلام النازي والذراع الإعلامي لهتلر: "اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس". قد يتصور ان الكذب الفج هو ما يؤثر في الناس وهذا الخطأ وقعت به الكثير من وسائل الاعلام لدينا, ولكن نسوا ان المشاهد الواعي أصبح يعرف كذبها ويستخف به بل ويشمئز منه, ولكن نتكلم عن الكذب المغلف بشيء من الوقائع الحقيقية اعيد تصويرها حتى أصبحت مشابهة للحقيقة فيصدقها بعض الناس وهذا البعض يجر الآخرين حتى تصبح الكذبة مصدقة من كم كبير وتعامل على انها حقيقة.

الحكاية الأولى: -

يقال انه عندما يرغب الصيادون الاسيويون بصيد فيل وترويضه, يقومون بحفر حفرة ويغطونها ببعض الأعشاب والاغصان, ثم يلاحقون الفيلة بالطبول والصراخ حتى تسرع فيسقط أحدها في الحفرة المعدة, وبالطبع لا يستطيع الفيل الخروج,

يتركونه أيام حتى يجوع ويعطش. ثم ينقسم الصيادون الى قسمين, قسم يلبس لونا يخالف لون لباس الآخر ولنقل اللون الأبيض واللون الأسود,

يأتي القسم الأسود للفيل ويبدأون بضربه وتعذيبه وايذائه فيغضب ولكن لا يستطيع فعل شيء لأنه محصور في الحفرة, حتى يأتي القسم الثاني باللون الأبيض فيطردون الأشرار ويربتون على الفيل ويشعرونه بالآمن ويعطونه القليل من الماء والطعام ويذهبون ولكن لا يخرجونه من الحفرة

ومن الغد يأتي الفريق الأسود ويكرر الفعل مرة أخرى, ويتكرر قدوم الفريق الأبيض وطرد الأشرار واطعام الفيل واسقاؤه

يتكرر الفعل مرات كثيرة, حتى يأتي اليوم الذي يقوم الخيرون بطرد الأشرار ثم يطعمون الفيل ويسقونه ويخرجونه فيسير معهم وهو يحبهم ويطيعهم, فيأتمر بأمرهم ويطيعهم فيما يريدون

الفيل المسكين لا يعلم ان لا فرق بين من يظنهم اخيارا وأشرارا وكلهم فريق واحد وزعت ادوارهم.

 

الحكاية الثانية: -

ذهب رجل لحكيم يشكو له مشكلته. فقال له يا حكيم انا اسكن زوجتي واطفالي الستة وامي وحماتي في غرفه واحده ماذا افعل؟

 قال له الحكيم اذهب واشتر حمارا واسكنه معك بالغرفة وعد بعد أيام. عاد الرجل بعد أيام وقال يا حكيم الأمر أصبح اسوأ

فقال له الحكيم اذهب واشتري خروفا وضعه معك بالغرفة وعد الي بعد أيام. عاد الرجل ووجهه مجهدا شاحبا وقال له الأمر أصبح لا يطاق

قال له الحكيم اشتر دجاجه وعد بعد أيام. عاد الرجل وقد بلغ به الإعياء مبلغه.

فقال له الحكيم اذهب وبع الحمار وأخبرني. عاد الرجل وقال له لقد تحسن الامر قليلا.

فقال له الحكيم اذهب وبع الخروف وأخبرني. عاد الرجل وقال الوضع تمام.

قال له الحكيم اذهب وبع الدجاجة وأخبرني. رجع الرجل وقال انا بأفضل حال وأشكرك من القلب.

هكذا تدار الازمات السياسية يخلقون لك مشاكل جديده حتى تشكر الله نعمة مشاكلك وتنسى أصل المشكلة وتبقى مديونا لهم العرفان والجميل ¸ينقلوننا الى الاسوأ حتى نرضى بالسيىء.

 

والحكاية الثالثة: -

يقال أن علماء قاموا بوضع قردة في قفص, ووضعوا في وسط القفص سلما في أعلاه عذق موز, حاول أحد القردة الصعود لتناول الموز وهو طبع غريزي في القردة, ولكن ما ان داس العتبة الثانية حتى انهار على كل القردة تيار من الماء شديد البرودة, حاول الأول والثاني والثالث والجميع ولكن في كل مرة يحاول احدهم الصعود لتناول الموز ينهار تيار الماء البارد على الجميع, فأحجمت القردة عن الاقتراب من السلم, والموز المشؤوم أعلاه.

توقف الماء ولكن استمر الإحجام, اضيف قرد جديد لم يعاصر الماء البارد, وحين حاول القرد الجديد الصعود لتناول الموز ضربه الاخرون وسحبوه بعيدا عن السلم, ثم اخرج قرد وادخل قرد جديد وحاول الحصول على الموز ولكنه كسابقه تعرض للضرب, والغريب ان الذي لم يعاصر الماء شارك في الضرب, استمر اخراج قرد قديم وإدخال جديد واستمرت محاولة الجديد الاقتراب من الموز فيتعرض للضرب, حتى أخرجت جميع القردة القديمة وبقية القردة التي لم تعاصر التيار المثلج, ولكن استمر ضرب وسحب من يقترب من السلم.

أصبح السلم " تابو" يمنع الاقتراب منه او مساسه, اما لماذا فلا أحد من القردة يعلم ولم ير او يمر بتجربة الماء ولكنه طبع وعادة تطبعوه وتعودوه.

وهذه بعض علاقتنا الاجتماعية والأعراف التي نؤمن بها وندافع عنها ولا نعلم لماذا, وعن هذا يقول القرآن الكريم (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ)

أما الحكاية الرابعة: -

فاتركها لك قارئي الكريم لتضع انت حوادثها وفصولها ونتائجها, وكم في حياتنا من حكايات.//