زاوية سناء فارس شرعان
توطين اللاجئين في الدول التي يقيمون فيها آخر ما تفتقت عنه عبقرية الرئيس الامريكي دونالد ترامب على صعيد تصفية القضية الفلسطينية وانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وفق ما يتمناه الصهاينة ويخططون له منذ عشرات السنين …
وتقضي الخطة الامريكية الجديدة توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية التي يقيمون فيها منذ عام ١٩٤٨ وهي الاردن وسوريا ولبنان والعراق وشطب قضية اللاجئين وعدم المطالبة بعودتهم الى ديارهم التي ارغموا على مغادرتها تحت وطأة هجمات العصابات الصهيونية على المدن والقرى الفلسطينية بدعم القوات البريطانية قبل انسحابها من فلسطين حيث كانت الدولة المنتدبة ..
وتستثني الخطة الامريكية مصر التي يقيم فيها بضع الاف من اللاجئين بسبب الاكتظاظ السكاني فيها بالاضافة الى دول الشتات التي يعيش فيها الفلسطينيون ولا تتضمن عودة لاجئ فلسطيني واحد الى فلسطين رغم ان اكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني يعيشون في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة لأن المخططات الصهيونية تهدف الى ابعاد اللاجئين عن الاراضي الفلسطينية التي تعتبرها اسرائيل ارض الميعاد ..
وتتضمن الخطة تخصيص تعويضات للاجئين لمساعدتهم على شراء اراضي واقامة منازل ومشاريع لتمكينهم من العيش وهو ما تلوح به الادارة الامريكية لتشجيع الفلسطينيين على القبول بهذه الخطة كتعويض عن اقامة الدولة الفلسطينية التي نصت عليها معاهدة اوسلو التي ابرمتها منظمة التحرير والكيان الصهيوني في الثالث عشر من شهر ايلول سبتمبر عام ١٩٩٣ التي تضمنت الاعتراف المتبادل بين الكيان الصهيوني ومنظمة التحرير واعتبار الاراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧ اراض متنازع عليها …
ورغم ان الخطة الامريكية تتضمن تعويض اللاجئين وحصولهم على مبالغ مالية مقابل اراضيهم ومدنهم وقراهم التي اجبروا على التهجير قسريا منها الا ان هذه التعويضات لن تكون للفلسطينيين وحدهم لأن اسرائيل تطالب بتعويضات لليهود مقابل تشريدهم في شتى مناطق العالم … ومن المتوقع ان يحصل الكيان الصهيوني على نصف تعويضات اللاجئين على الاقل فيما يحصل الفلسطينيون على النصف الآخر من خلال الحكومات التي سيتم توطينهم فيها …
ان توطين اللاجئين الفلسطينيين في الاردن وسوريا ولبنان والعراق يعتبر تنازلا عن فلسطين وحقوق شعبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية وينبغي على الشعب الفلسطيني رفض هذه الخطة جملة وتفصيلا حتى لو قبلتها منظمة التحرير الفلسطينية لأن فلسطين وقف اسلامي لا يمكن التنازل عنها بأي حال من الاحوال.
توطين اللاجئين يستند الى عجز الفلسطينيين عن النضال عن حقوقهم المشروعة بسبب رفض منظمة التحرير قيام اي انتفاضه في الاراضي الفلسطينية وحرصها على التنسيق الامني مع الكيان الصهيوني وتصفية المناضلين الرافضين لأي تسوية مع العدو باشراف الادارة الامريكية …
المطلوب من الفلسطينيين رفض خطة التوطين في الدول العربية جملة وتفصيلا والتصدي للمخططات الاسرائيلية الامريكية لتصفية قضيتهم مهما كانت الاغراءات التي تقدمها الادارة الامريكية لهم من خلال تقديم التعويضات وتسهيل هجرتهم الى مختلف دول العالم … فمهما كانت الدول التي سيتم تهجيرهم اليها لن تكون بديلا عن وطنهم باي حال من الاحوال … !!!