دراسة: ChatGPT يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟ في وضح النهار.. سرقة كنز وطني من متحف فرنسي دراسة تكشف علاقة غريبة بين الاكتئاب ودرجة حرارة الجسم العالم الهولندي يتنبأ بزلزال عظيم بعد العاصفة لأول مرة بالموعد و المكان خلال ساعات بهذه البلاد الموجة الباردة تستمر نصائح وتحذيرات من الأرصاد الجوية" بيان صادر عن ديوان أبناء مدينة السلط في العاصمة عمان (تحت التأسيس) جيش الاحتلال يشن سلسلة غارات جديدة على بيروت الزراعة الذكية... تقنيات حديثة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في ظل النمو السكاني والتغيرات الإقليمية اللقيس: المنخفضات كتل ضخمة من السحب وتأثير مفاجىء ل"عدم الاستقرار" يارا بادوسي تكتب : حادثة الرابية: التهويل الإعلامي وتأثيره على صورة الأردن الاقتصادية أحمد الضرابعة يكتب : عملية الرابية.. فردية أم منظمة ؟ حسين الجغبير يكتب : بهذا لا نسامح زراعة الوسطية تدعو أصحاب آبار تجميع مياه الأمطار لتجهيزها بلدية الكرك تعلن حالة الطوارئ المتوسطة استعدادا للمنخفض عربيات : سلامة رجال الأمن واجهزتنا الأمنية وجيشنا العربي واجب مقدس مديرية الأمن العام تجدد تحذيراتها من الحالة الجوية نتائج مثيرة في البريميرليغ والليغا.. فوز ليفربول القاتل وتعادل فياريال مع أوساسونا صالح سليم الحموري يكتب:جراحة ذاتية لعقلك محمد حسن التل يكتب :نقطع اليد التي تمتد الى أمننا ..

الغرق في التفاصيل !

الغرق في التفاصيل
الأنباط -

الغرق في التفاصيل !

 

الدكتور يعقوب ناصر الدين

 

كيف يمكننا الحديث عن أزمتنا الاقتصادية ونحن نغرق في التفاصيل الصغيرة ، بينما العالم كله على وشك الغرق في محيط من الأزمات السياسية والاقتصادية الجديدة ، حسب توقعات الخبراء الذين يؤكدون بمناسبة مرور عشر سنوات على انهيار مصرف " ليمان برذرز " وبداية الأزمة المالية العالمية ، أن تداعيات تلك الأزمة مستمرة حتى الآن ، وأن احتمالات أزمة إضافية كبرى على وشك أن تقع ؟

غالبا ما تحدث الأزمات الاقتصادية دون سابق إنذار ، فلم يكن أحد يتوقع أن تفلس مصارف عالمية ، وتتدهور أسواق مالية ، وتتراجع أسعار العقارات الأمريكية ، وتتلاشي قيمة الرهون العقارية عام 2007 مما تسبب بأسوأ أزمة مالية واقتصادية عالمية بعد الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي .

ولم يكن متوقعا حدوث ما عرف " بالإثنين الأسود " عام 1987 عندما اختفت أموال طائلة من كبرى البورصات العالمية ، ولا يعرف أحد حقيقة ما جرى إلى يومنا هذا ، ولا كيف تحول الانتعاش الاقتصادي الأسيوي بين عشية وضحاها إلى كارثة اقتصادية عام 1997!

بالرغم من التوقعات التي صدرت عن صندوق النقد الدولي بشأن النمو الاقتصادي العالمي للعام 2018 ، والثقة التي تتحدث بها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، فإن لورانس سامرس وزير الخزانة الأمريكي السابق يقول " الشيء الوحيد الذي أخاف منه كثيرا هو عدم وجود الخوف ، وهو بالطبع يتابع بقلق شديد الحرب التجارية بين بلده والصين ، وربما يحاول أن يخفي رعبه من الطريقة التي تدير بها إدارة ترامب تلك الحرب التي ما تزال في بداياتها !

إنه صراع حقيقي بين أكبر قطبين اقتصاديين ، والتفكير الصيني لن يكون بعيدا عن فلسفة " وينغ تشون " إحدى أنواع المصارعة الصينية التي ترتكز على اليدين والرجلين في حالة الاشتباك عن قرب في الهجوم والدفاع ، وها هي الصين تقول إنها لن ترضخ للمطالب الأمريكية في أي مفاوضات ، وترحب في الوقت نفسه بالمفاوضات ، وهي على قناعة بأن لديها من قوة الدفع ما يكفي لقيادة اقتصادها حتى لو طال أمد تلك الحرب !

دون الدخول في تفاصيل الأرقام حول الصادرات والواردات والاستثمارات والموازين التجارية ، فمن المؤكد أن عجز الموازنة الأمريكية آخذ بالتضخم ، بينما تضع أوروبا يدها على قلبها خوفا من سقوط ضلعها في مثلث الاقتصاد العالمي الذي يتأرجح بين الصين وأمريكا ، وخوفا من أن تخطئ الصين التي تعتبر محركا للنمو العالمي حساباتها فيشهد العالم الأزمة الأكثر سوءا في التاريخ الحديث .

أعود للسؤال عن حالنا ، وعن أزمتنا الاقتصادية لأقول يكفي غرقا في التفاصيل الصغيرة ، إن التحديات القادمة تفرض علينا إعادة حساباتنا آخذين في الاعتبار أن المساعدات الخارجية قد لا تأتي في المستقبل القريب من دول باتت لا تعرف كيف تساعد نفسها  ، هذه المرة لا أحد يهزأ من الدعوة إلى الاعتماد على الذات !

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير