خلال المؤتمر الدولي الاول
المساعيد:الحروب وضعت التعليم في أزمة كبيرة
انخفاض نسبة الأمية في الأردن إلى 5% حتى نهاية 2017
الأنباط-عمان-فرح شلباية
أكد وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة ،على أهمية تسليط الضوء على ظاهرة التسرب المدرسي،من خلال عقد مؤتمرات وورشات عمل دورية،سيما أن المنطقة المحيطة تشهد صراعات وحروبا حرمت ملايين الاطفال من حقهم في التعليم،وشجعتهم على الهروب من مدارسهم.
جاء ذلك خلال المؤتمر الدولي الأول بعنوان:"التسرب من المدرسة (الوقاية والعلاج)"،بتنظيم من المحور الانساني العالمي للطفولة وابحاثها ،والذي عقدت اولى جلساته ،أمس السبت،فيما تستمر جلسته الثانية ،صباح اليوم الاحد.
وطالب محافظة ،خلال كلمته، ان تمتاز المؤتمرات التي تتناول مشكلة "التسرب المدرسي"،بالشكل الريادي وأن تكون ضمن قوالب تمتاز بالحداثه والفاعلية،وضمن أطر وسياقات تربوية ومجتمعية وتنموية،معتبرا التوصيات والنتائج المنبثقة عن المؤتمر خارطة طريق وطنية ودولية للتعامل مع المشكلة.
وأشار محافظة ،إلى ضرورة حماية المتسربين من مخاطر الانحراف السلوكي والفكري،قائلا أن الوزارة اتبعت مسارا علاجيا موازيا للمسار الوقائي،من خلال تنفيذ العديد من البرامج التعليمية العلاجية الملائمة لظروف المتسرب،مثل برنامج التعليم الاستدراكي الذي يهدف الى توفير الخدمات التعليمية لفئة الأطفال من عمر 9-12 سنة، حيث تم فتح 110 مراكز،التحق بها 3538 دارسا ودارسة حتى نهاية العام الدراسي 2017/2018.
وتابع القول بأن الوزارة تعمل حاليا بالتعاون مع مؤسسة "كويست سكوب" والعديد من الشركاء على تنفيذ برنامج تعزيز الثقافة للمتسربين،بهدف إعداد الأطفال المتسربين وتمكينهم،من خلال فتح 150 مركزا التحق بها مايقرب من 6000 دارس ودارسة،وذلك لتحسين مستوى معيشتهم ،والاسهام في نهضة مجتمعهم،فيما تستمر الوزارة بتنفيذ العديد من برامج التعليم غير النظامي ،كبرنامج تعليم الكبار ومحو الأمية، وبرنامج مراكز الدراسات المسائية.
واعتبر محافظة أن التعامل مع مشكلة التسرب المدرسي يعتمد على ركيزتين،الأولى تتضمن التأكيد بأن علاج المشكلة مسؤولية وطنية ومجتمعية تتطلب تضافر جهود المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، وأما الركيزة الثانية فتتمثل بتأكيد التكامل والانسجام بين الجهود الأردنية المحلية والجهود العربية الدولية،وذلك وفق مضامين الخطط الدولية والاستراتيجية.
ودعا الوزير في نهاية حديثه،المؤسسات الوطنية الرسمية وغير الرسمية والمنظمات المحلية والدولية للمشاركة في تنفيذ الحملات والبرامج التوعوية الهادفة إلى التوعية بأهمية التعليم،والتعريف بمخاطر مشكلة التسرب المدرسي،والمشاركة في تنفيذ المشاريع والبرامج التعليمية الموجهة لعلاج المشكلة وفق النهج التشاركي والأدوار المتكاملة التي أطرتها الخطة الاستراتيجية للوزارة (2018-2022)، بما يسهم بالحد من انتشار المشكلة.
رئيس اللجنة العليا للمؤتمر،الفريق الركن المتقاعد عواد المساعيد، قال ان اللجان المشاركة في المؤتمر عملت على مدى اشهر لتسليط الضوء على مشكلة التسرب المدرسي،وللخروج بتوصية تحد من المشكلة،في ظل أن التعليم بات حقا لكل انسان،ومصدرا لتطور البشرية،إلا أن الحروب وضعت التعليم في أزمة تحتاج إلى حل سريع.
واضاف ان المؤتمر،جاء بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة الامية،في حين ان الاردن تمكن من وضع حد للظاهرة،حيث بلغت نسبتها حتى نهاية عام 2017 ما يقارب الـ5% فقط،وهو ما يعتبر نسبة متدنية مقارنة بالدول المجاورة.
رئيس اللجنة العلمية الدكتور أحمد النعيمي، قال أن التعليم حلم بات يراود الاطفال في دول الحروب،سيما ان المتحدثين عن عملية اعادة الاعمار يتطرقون في كلامهم إلى الاعمار الانشائي "الحجارة"، دون التحدث عن اعادة الاعمار الثقافي وبناء الانسان والفكر،مما يهدد مستقبل المحرومين من التعليم.
وطالب النعيمي باعادة استحداث ثورة تعليمية بعيدا عن التلقين الاجوف ،وانما بالاعتماد على النشاطات والتدريب والمواهب وتنميتها وتطويرها ،لغايات الخروج عن النمط التعليمي التقليدي.
وجرى خلال المؤتمر عرض فيديو قصير حول التسرب من المدرسة من إعداد المحور الانساني،فيما تحدثت الدكتورة هديل بكر عن قصة نجاح عالجت التسرب في احدى المدارس والتي كانت تديرها وقتها.
ومن المقرر أن تمتد فعاليات المؤتمر،اليوم الاحد، وان تحتوي على جلسات علمية يتخللها تقديم أوراق نقاشية تحمل عناوين مختلفة وبمشاركة العديد من المختصين وأصحاب الشأن بالاضافة لورشات عمل متنوعة.