تحية محبة واعتزاز أرسلها لشعبنا الأردني العظيم، الذي أفخر بأنني أنتمي إليه وأحمل هويته، وأخص الشباب الأردني الذي عبّر عن رأيه بأجمل الصور التي أبهرت العالم، وأثبتت مقدار الحب الذي يحمله أبناء هذا الوطن لأرضهم وقيادتهم وللأجهزة الأمنية، لقد صاغوا عقد مواطنة عجز كل الساسة والمراقبين عن وصفه وفهمه. وتحية ولاء كذلك إلى جلالة الملك المعظم، الذي استمع لشعبه وانتصر لهم، ليس فقط بسحب قانون الضريبة، بل بإجراء تغيير حكومي، وموجهاً بعدم إهمال صوت الشعب وأهمية الاستعانة بعنصر الشباب، منتقداً الأداء الحكومي لابتعاده عن تلمس حاجات المواطنين، مطالباً إياها بضرورة التقرب منهم من أجل إبقاء قنوات التواصل مفتوحة ومؤكداً إصراره على العدالة الضريبية.
إخواني وأخواتي أبناء الوطن الغالي، وكأي مواطن أردني محب لوطنه وعاشق لهويته، أكتب معترفاً لكم أن كل نجاح حققته خارج الوطن لا يعادل في مذاقه النجاح الذي حققته فيه، ما يمنحني الشعور بالفخر والاعتزاز والرضا برد بعض حقوق الوطن عليّ .
لست أنا الخبير في السياسة، ولا البارع في تنميق الكلام، ولكن يجب أن أقول بأن ما شاهدته من ضغط ووعي شعبي، وما سمعته من جلالة الملك في انتقاد الأداء الحكومي، وكيفية التواصل مع المواطنين، سيكون كفيلاً بأن يكون حافزاً مهماً لكل مسؤول بأن يوجه كل طاقاته نحو الإنجاز فعلاً لا قولاً. ولذلك أقول أن الفريق الحكومي يستحق الفرصة، بغض النظر عن الأسماء، فهم يعلمون أنهم تحملوا المسؤولية لأن الشعب يريد التغيير. دعونا نثق بخيارات الرئيس فهو من يتحمل مسؤولية أداء فريقه الوزاري، ولنا حق المراقبة من خلال السلطة التشريعية ومؤسسات المجتمع المدني وذلك ضمن الأطر الدستورية.
نعلم جميعاً أن التحديات كبيرة، وأن رئيس الحكومة والفريق الوزاري لن يستطيع الإنجاز دون أن يكون هناك وعي شعبي كامل للتحديات، وفهم للخيارات المطروحة، فأحياناً تكون الحلول بسيطة ومقبولة ومرضية إذا ما كانت مدروسة بالشكل الصحيح.
أعتقد أننا اليوم نحمل المسؤولية جميعاً، وأنا متفاءل بأن التغيير الإيجابي قد بدأ من الشعب نفسه وهذا سينعكس إيجاباً على الأداء الحكومي بكل تأكيد، وأنا مقتنع بأن هناك حلولاً كثيرة وقد تكون كما ذكرت سابقاً بسيطة وسهلة ومرضية للجميع، ولكن يجب سد كل فجوات التواصل، والعمل بأقصى درجات التشاركية والشفافية، سواء كنّا مؤسسات، أو شركات، أو مسؤولين أو أفراد.
علينا أن نركز الاهتمام والجهود نحو التحول إلى مجتمع منتج بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حتى على مستوى الأفراد والبيوت، وعلينا أن نشجع زيادة الإنتاج، ودعم الشباب لخلق فرص عمل لهم، وعلى الحكومة والشركات والمؤسسات أن تعمل معاً لتوفير البيئة المناسبة لتحقيق هذا التحول.
بعزيمة الأردنيين وحكمة القيادة الهاشمية سيعبر الوطن كل التحديات وسنصل بعون الله إلى بر الأمان ومنه إلى مرحلة الازدهار والتطور المستمر.
حمى الله الأردن وشعبه وقيادته من كل شر وسوء، وحفظ الله الوطن عزيزاً، كريماً، يملؤه الاحترام والثقة والمحبة.
م. زياد المناصير
رئيس هيئة المديرين لمجموعة المناصير