قال رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة إن المجلس يسعى دوماً إلى تقديم الحلول الناجزة لعديد القضايا الوطنية، بخاصة الاقتصادية منها، كي نكون أكثر صلابة في مواجهة الأعباء التي فرضتها علينا أوضاع الإقليم وعلى رأسها أزمة اللاجئين.
حديث الطراونة جاء خلال رعايته السبت أعمال المؤتمر الثاني "نموذج الأمم المتحدة" والذي أقامته الجامعة الأمريكية في مادبا، ومن خلاله يتم تدريب الطلبة على نماذج للعمل كالتي تطرح في الأمم المتحدة من قضايا النزاع والحوار والحرب والسلم، وذلك بحضور رئيس الجامعة الدكتور نبيل أيوب والنائب عبد القادر الأزايدة وعدد من أساتذة الجامعة.
وأكد الطراونة "أننا مستمرون في الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني في مواصلة مسيرة البناء حتى نصل إلى مرحلة نعتمد فيها على الذات، بعيداً عن كل محاولات التأثير علينا غمزاً او تلميحاً عبر تحالفات هنا أو هناك أو محاولات للقفز عن أدوارنا التاريخية المؤثرة بخاصة في القضية الفلسطينة".
وأضاف إننا نعيش اليوم في المنطقة العربية ظروفاً غاية في التعقيد، فأقطارٌ عربية تواجه شبح التقسيم، وأصابع خارجية تعبث في أمنها واستقرارها، بينما شعوبنا العربية تئنِ تحت وطاة الدمار والإنقسام، ولا سبيل لديها اليوم للنهوض من جديد سوى الحوار الداخلي والتوصل إلى صيغة وطنية تحفظ أمنها واستقرارها وعلى رأس ذلك ما يجري في الحالة السورية، التي بلغت من ذروتها ما أنهكها أرضاً وشعباً، متأملين من الله أن يُخلصها من كل أشكال التدخل الخارجي كي تعود آمنة مستقرة موحدة.
وفي إطار حديثه عن التجربة الديمقراطية في المملكة، بين الطراونة أن واحدة من أولويات العمل السياسي والإنخراط في مداركه الواسعة، تتجلى بأهمية التحلي بروح المسؤولية والقناعة التامة بتقبل الآخر، فالديمقراطيات الناجحة لا ترفض الآخر لمجرد رأيه، وهي ترسخ مبدأ احترام الدستور والإنصياع لأدبايته المُثلى فهو الحكم والفيصل لدى مختلف المكونات.
وتابع إن الأردن وبكل فخر يقدم اليوم نموذجاً يشار إليه بالبنان من مختلف دول العالم، فالأردن الذي تحيطه الأخطار وأسوار الاقتتال، يقدم في المنطقة صورة بهية لنظام حكم راسخ، ومؤسسات مستقرة، في مؤشر على متانة وثبات نظامنا السياسي الذي استلهم كل قيم الديمقراطية والانفتاح منذ نشأة الدولة الأردنية، وهذا الثبات والاستقرار، كان ملازماً لمختلف مراحل الدولة الأردنية، وجنب البلاد أخطاراً كبيرة، منذ عهد الملك المؤسس عبدالله الأول، مرورا بأبي الدستور الملك طلال، حتى عهد الراحل الحسين الباني، وصولا لعهد جلالة الملك عبدالله الثاني المعزز، فكانت جميعاً مشاعل مضيئة بالعمل والإنجاز، بعكس مشاعل النار والبنادق التي عصفت بالأشقاء العرب وهم يبحثون في تجارب مريرة عن أشكال أنظمتهم السياسية، عبر الانقلابات والاحترابات التي تستر بعضها بإطار الديمقراطية التي سرعان ما انكشفت هشاشتها وضعف بنيتها.
وقال: لقد كان لنا في الأردن كذلك مرتكزات عميقة في أسس التمثيل الشعبي عبر المجالس النيابية، وقد رسخ الدستور الأردني في الأذهان فلسفة عظيمة للمشاركة الشعبية في صناعة القرار عبر ممثليهم في البرلمان، فكانت فاتحته بأن "نظام الحكم نظام نيابي ملكي وراثي"، وهو ما طبقه النظام السياسي روحا وفعلا، لا قولا وتنظيرا.
وأضاف الطراونة موجهاً حديثه لطلبة الجامعة المشاركين بأعمال المؤتمر: أمام هذه العرض لشكل دولتنا، فإننا وبكل ثقة وقناعة، نقول لكم: انطلقوا في مسارات العمل والبناء، فأنتم أمل هذا الوطن ومستقبله، ووجودكم للإنخراط في قراءة تجارب محلية وعربية وإقليمية عبر مؤتمر نموذج الأمم المتحدة الثاني، سيشكل لكم فرصة حقيقة للغوص في مكامن وآليات اتخاذ القرارات في مراحلها المختلفة.