بحضور الملك وولي العهد.. جلالتهاتفتتح جلسة "مستقبل العمل"
دور الآلات والروبوت سيكون مسانداً للبشر ولن تحل مكانهم
البحر الميت –الأنباط
بحضور جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، افتتحت جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم الاربعاء جلسة "مستقبل العمل: مهارات الغد وتحديات التوظيف" الحوارية بكلمة تحدثت فيها عن الدمج بين التكنولوجيا والمبادئ الانسانية في سبيل بناء مستقبل أفضل.
وقالت جلالتها خلال الجلسة التي جاءت ضمن الاجتماع السنوي للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ومنتدى الأعمال للبنك بمشاركة 2500 شخص يمثلون حكومات ورجال أعمال وأكاديميين، إن المستقبل الآلي بكل ما سيحمل من تحديات سيأتي محملاً بالفرص، ودور الآلات والروبوت سيكون مسانداً للبشر ولن تحل مكانهم.
وبحضور رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي وعدد من الوزراء ورئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية سوما تشاكرابارتي وكبار المسؤولين، أضافت جلالتها "ان الذكاء الاصطناعي ينبع من القدرة على استيعاب الكميات الهائلة من البيانات، لكن لدى الكائنات البشرية أفكاراً فريدة، نحن قادرون على الإدراك دون تلقي التعليمات، وحتى عندما يكون الذكاء الاصطناعي معبأ بالبيانات، يبقى الابداع هِبة بشرية".
وأشارت جلالتها إلى انه في جوانب عديدة من حياتنا نحن حضارة تقف على الحافة، والأمم قاطبة تقف على أعتاب مستقبل لا أحد منا يدركه تماماً، ويرى البعض في ذلك مصدرا لليأس، وهم يحدقون النظر إلى الهاوية، وآخرون يملؤهم الحماس وهم يتخيلون ما ينتظرهم، لكن ما هو مؤكد هو أنه لا يمكننا تخطي حاجز الهوة بالمشي خطوات صغيرة.
وسلطت جلالتها الضوء على مواضيع رئيسة مثل سرعة وتيرة التغيير التي تفوق أي تحولات حصلت، ونبهت الى خطر التغيير الديموغرافي – خاصة في منطقتنا، حيث 60 بالمئة من السكان هم تحت سن الثلاثين عاماً، وقالت "حالياً، 2 من كل 5 خريجين في المنطقة العربية لا يمكنهم إيجاد وظيفة، هذا قبل أن يسيطر عصر الأتمتة علينا بالكامل".
وأضافت "الآن يتوقع بعض الخبراء أن الآلات ستسيطر حتى على وظائف المبتدئين، وتساءلت كيف سيحصل الشباب – في منطقتنا وحول العالم - على الخبرات التي يحتاجونها للمضي قدماً؟".
وقالت "نعرف جميعاً أن جزءاً من الإجابة يكمن في إعادة تَصَوُرِ التعليم – في إعداد الأجيال الصاعدة للازدهار في هذه المرحلة الجديدة، ويعني ذلك تطويع التكنولوجيا لإعطاء الجميع فرصة الحصول على المعرفة – من خلال أدوات مثل إدراك والتي أطلقتها مؤسستي في عام 2014 ... وهي الآن أكبر منصة إلكترونية للمتعلمين في العالم العربي".
وأكدت جلالتها ان تعليم الأجيال يجب ان لا يقتصر على النجاح في الامتحانات فقط، بل التفكير النقدي ليتمكنوا من التكيف مع متطلبات العصر، وتسليحهم للتميز بكل الطرق التي لا يمكن للآلات التفوق فيها – بالذكاء الابداعي والذكاء الاجتماعي والذي لا يمكن اختزاله لوحدات البت والبايت.
واضافت جلالتها "نعم، بعض الوظائف ستختفي لكن غيرها ستتطور أو تنشأ"، مؤكدة "أن الذكاء الاصطناعي سيوفر لنا أدوات جديدة مثيرة لتحسين حياة الناس – من التنبؤ الأفضل بغلة المحاصيل.. لتقييم الضرر بعد الكوارث الطبيعية.. لتوفير تشخيص مبكر وأكثر دقة للأمراض.. للمساعدة في العمليات الجراحية وتقليل مدة التعافي وخطر العدوى، كما أننا نعرف أن التكنولوجيا الجديدة يمكن أن تساعدنا في تحقيق مكاسب كبيرة في الانتاجية، وتوليد النمو الاقتصادي وتحفيز الطلب الجديد".
وقالت جلالتها ليكون مستقبل العمل ناجحا ومنتجا يجب أن يشمل الجميع، مبينة أن مستقبل العمل هو بالفعل مستقبل الناس، وحتى عندما نتعامل مع الرموز الرقمية التي تعيد تعريف حياتنا في الواقع، هنالك رموز قديمة ما زالت تتطلب اهتمامنا. رموز انسانية كالتعاطف والرحمة والتفاهم، والتي يمكن أن تؤثر على أعمالنا وتوجهها.
وعن اللجوء قالت جلالتها "اليوم، هنا في الأردن، كل شخص سابع هو لاجئ سوري. وعندما كنا نفكر بما يجب فعله حيال الأزمة في سوريا.. كيف يمكننا مساعدة جيراننا الذين هم بحاجة لنا.. لم نترك الأمر لآلة. ولو أننا فعلنا ذلك، على الأرجح كانت أدخلت الأرقام وبالنتيجة أغلقت الحدود – فوراً".
وقالت الذكاء الاصطناعي لن يتطابق أبدا مع عيش التجربة. لا يوجد قوة خوارزمية ستساوي في يوم قلب الإنسان، مؤكدة ثقتها بانه إذا واجهنا تحدياتنا بالتصور والتعاطف البشري، يمكن أن يكون سوق العمل المستقبلي مكاناً أفضل للجميع. يمكن أن يكون مستقبلا فيه وظائف ومساواة وازدهار أكبر.
وأقيمت جلسة "مستقبل العمل: مهارات الغد وتحديات التوظيف" الحوارية ضمن أعمال الاجتماع السنوي السابع والعشرين لمجلس محافظي البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ومنتدى الأعمال الذي يقام في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت خلال الفترة 8-10 هذا الشهر تحت عنوان (تنشيط الاقتصاد)، لمناقشة التحديات على المستوى العالمي.
وتناولت الجلسة التي ادارتها الصحفية في قناة "بي بي سي" لوسي هوكينغس التحديات التي تواجه أسواق العمل في دول البنك الأوروبي والمهارات التي يجب تطويرها، وسبل استكشاف طرق لتعزيز مرونة أسواق العمل وقدرتها على التكيف.