أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، اليوم الأربعاء، أهمية الاستثمار بالشباب للنهوض بمستقبل زاهر للوطن، وخصوصًا أن المملكة تُعد بيئة مناسبة ومحفزة لهم.
جاء ذلك خلال لقائه بدار مجلس الأعيان، مع العديد من الخبرات الأكاديمية والهيئات التدريسية في الجامعات الرسمية والأهلية، إلى جانب عدد كبير من طلبة الجامعات الأردنية والهيئات الشبابية، المشاركين بالمؤتمر الوطني للشباب 2018، الذي ينظمه الملتقى الوطني للتوعية والتطوير تحت شعار "نصنع المستقبل".
وقال الفايز في كلمة توجيهية للشباب، إن إيماننا وأملنا المطلق بالشباب ينبثق من إيمان جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي يحرص باستمرار على الاهتمام بالشباب ودعمهم وتمكينهم وتحفيزهم وتذليل مختلف العقوبات أمامهم في شتى المجالات والأصعدة".
وأشار إلى أن "أمل المستقبل يبقى مرهونًا بالشباب، وذلك من خلال استثمار طاقاتهم، لتجاوز مختلف التحديات والصعوبات أمامهم، التي تحول دون تمكين الشباب في المجتمع، المتمثلة بالظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة، في ظل الأوضاع الراهنة على الصعيدين المحلي والإقليمي"، مؤكدًا ضرورة إعادة النظر في استراتيجيات التواصل مع الشباب لتكون أكثر فاعلية.
وأكد الفايز أهمية تعزيز مبدأ المشاركة للجميع فيما يتعلق بقضايا الشباب المختلفة، "لأن المسؤولية تقع على عاتق الجميع بمشاركة مختلف الجهات الرسمية والأهلية التعليمية والدينية والشبابية ومنظمات المجتمع المدني، والمجتمعات المحلية وحتى الشباب أنفسهم".
وشدد على أهمية تبني الشباب لروح المبادرة في الابتكار والإبداع، والاعتماد على الذات، وطرح الأفكار البناءة في المجالات العلمية والعملية، وهو الأمر الذي ينادي به جلالة الملك عبدالله الثاني باستمرار.
وأوضح الفايز أهمية غرس مبدأ سيادة القانون، باعتباره أساس الدول المدنية لدى الشباب، وذلك من خلال تطبيق القانون على الجميع بعدالة ومساواة، بما يحفظ حقوق المواطنة وواجباتها.
وبين أنه تقع على عاتق الشباب مسؤولية وطنية من أجل إدراك حجم التحديات الراهنة، الأمر الذي يدعوهم إلى تبني السلوكيات الإيجابية، والمبادرات المجتمعية، والعمل التطوعي، والانخراط في الأنشطة اللامنهجية، بما يمثل الدولة المدنية التي تعكس صورة المجتمع الأردني أمام العالم أجمع.
وأكد الفايز أهمية تحصين الشباب اجتماعيا وفكريًا، خصوصًا في ظل انتشار ظواهر سلبية كالتجاوزات على قوانين السير وأنظمته، وانتشار المخدرات واغتيال الشخصيات والإساءة للرموز الوطنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشار خطاب الكراهية فيها، وإطلاق العيارات النارية، وتجاوز قوانين البيئية.
ودعا الشباب للتصدي لمثل هذه الظواهر السلبية، بهدف الحفاظ على هيبة الدولة واستقرار المجتمع وتماسكه، مشددًا على ضرورة تغليظ العقوبات على مرتكبي هذه الظواهر التي لا تمت للمجتمع الأردني بصلة.
وأضاف الفايز أن المملكة تجسد صورة الدولة المدنية، التي تحفظ حقوق الجميع، وعلى السلام والتسامح والعيش المشترك، واحترام الرأي والرأي الآخر، وتحقيق التكافل الاجتماعي لمختلف مكونات المجتمع الأردني في إطار القانون.
بدورهما أكد كل من العين غازي الطيب والعين فداء الحمود أهمية تعزيز مبدأ العدالة الاجتماعية المرتبط بشكل رئيس مع سيادة القانون، لدى الشباب في مختلف مراحل حياتهم، بهدف إيجاد جيل شبابي واع وعلى قدر عال من المسؤولية.
من جانبه قال رئيس الملتقى، أمين عام المؤتمر الدكتور محمد البدور، إن المؤتمر جاء لتفعيل دور الشباب وإشراكهم في مسيرة البناء والتطوير في العمل السياسي بالمملكة، ومأسسة وتأطير العمل الشبابي ليكون عملًا منظمًا.
وجرى خلال المؤتمر حوار موسع حول مختلف القضايا الشبابية، وأبرز التحديات التي تواجههم، وسبل إيجاد الحلول الناجعة لها، وتناول المؤتمر مختلف القضايا الراهنة في المنطقة وانعكاساتها الأمنية والاجتماعية والاقتصادية على الوطن.
وتتلخص رؤية المؤتمر في إعداد جيل من الشباب الأردني القادر على الأخذ بزمام المبادرة في صياغة القرار وبناء الحاضر والمستقبل، فيما تتضمن رسالة المؤتمر تطوير آليات التفاعل الشبابي، التي من شأنها تعزيز قدراتهم وتوجيه طاقاتهم وتعميق معرفتهم لتحقيق مشاركتهم بفاعلية ونجاح في الحياة العامة.
ويهدف المؤتمر إلى تحفيز الشباب على الممارسات الديمقراطية في الحياة العامة، ومساهمة الشباب في السلم المجتمعي ومواجهة ظواهر العنف، كما تتمحور استراتيجيات المؤتمر حول محول العمل الشبابي مع الجامعات، والعمل الشبابي في المحافظات والهيئات العامة، والعمل مع الشباب المغتربين.