قمة التحديات في الظهران
عمان – الانباط - فارس شرعان
يترقب العرب من المحيط الى الخليج اعمال القمة العربية التي تعقد في الظهران اليوم الاحد في ظروف محلية ودولية مضطربة وتعقيدات وتحديات بالغة الخطورة فيما لا تزال الخلافات العربية تحت وطاة ثورات الربيع العربي وما اعقبها من خلافات خلفت المزيد من الدمار والويلات والمعاناة.
ليس غريبا ان يعقد العرب قمة عربية حيث اعتادوا على عقد قمة كل عام انما الغريب ان يعقدوا هذه القمة في خضم عواصف من التحديات والعقبات التي يتعذر ان تحقق الفوائد المرجوة منها في رأب الصدع وتحقيق المصالحات المرجوه سواء عربيا او جزئيا على صعيد دولتين او اكثر .
وفي ضوء التحديات التي تواجه الامة العربية والخلافات بين دولها فمن المتوقع ان تشهد قمة الظهران بعض الاشكاليات او تعجز عن تحقيق بعض الانجازات وخاصة على صعيد حل الخلافات العربية او انجاز بعض المصالحات وتحقيق موقف موحد ازاء العديد من القضايا العربية لا سيما على صعيد القضية الفلسطينية التي تواجه خطرا مصيريا يتمثل بتصفيتها وضياع القدس بعد ان قرر الرئيس الامريكي دونالد ترامب اعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني وعاصمة ليهود العالم الامر الذي يهدد بالقضاء على الحلم الذي انتظره الفلسطينيون طويلا باقامة دولة فلسطينية مستقله وعاصمتها القدس الشريفز
ففي الوقت الذي قامت فيه الدوله الصهيونية منذ صدور قرار التقسيم عام 1947 بموجب قرار الجمعية العامة للامم المتحده رقم 181 فان الدولة الفلسطينية التي ينتظرها الفلسطينيون لم تخرج الى النور بعد ومع بدء اعمال القمة العربية اليوم فان هذه القمة تكتنفها العديد من التحديات التي تتطلب مزيدا من التعاون والمصالحات للخروج بمواقف موحدة ومن ابرز هذه التحديات:
المؤامرة على القدس
من خلال مشروع ترامب القاضي باعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني وسلخها عن الاراضي الفلسطينية والدولة المرتقبة رغم الاجماع العالمي على ان القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية ونظرا للتمسك الاسرائيلي بمشروع ترامب والرفض الفلسطيني له فقد اهتز الموقف الفلسطيني وتخلخل الموقف العربي ما قد يؤدي الى انهيار الموقف العربي او تنازل الموقف الفلسطيني عن القدس رغم ما يلوح في الافق من احتمال استقالة رئاسة السلطة الفلسطينية رغم الاصرار الامريكي والاسرائيلي على تنازل السلطة عن القدس وهذا الامر الذي ينبغي ان يحسم فيه الموضوع من قبل القمة العربية حيث تختلف المواقف ازاء هذا الموضوع البالغ الاهمية.
الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الوصي على ثالث الحرمين الشريفين المسجد الاقصى المبارك والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس لن يتخلى عن القدس ومقدساتها والمسجد الاقصى وبالتالي لن يوافق على مشروع ترامب وسيدافع عن عروبة القدس واسلاميتها في شتى المحافل العربية والاسلامية والدولية رغم ان هنالك بعض الدول العربية التي تبدي استعدادها للموافقة على اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني وعلاوة على ان بعض الاقطار العربية تنخرط في مشروع ترامب الذي يقوم على التنازل عن القدس مقابل تطبيع عربي شامل مع الكيان الصهيوني بل ان بعض الاطراف العربية لا تفرق بين القدس او رام الله لتكون عاصمة الدولة الفلسطينية.
مشروع ترامب باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني يتطلب جهدا عربيا خارقا لاسقاطه فيما يصر الرئيس الامريكي على ضرورة اقناع القيادة الفلسطينية بالتخلي عن القدس حيث يصر ترامب على انتزاع موافقه القيادة الفلسطينية على هذا المشروع الذي من المفترض ان يتم تنفيذه بذكرى نكبه فلسطين في الخامس عشر من شهر ايار مايو المقبل .... موضوع القدس سيكون اكبر تحد يواجه القمة العربية في الظهران.
المصالحه الخليجية
الخلاف بين كل من السعودية والامارات والبحرين ودولة قطر او ما يعرف بحصار قطر يعتبر من ابرز التحديات التي تواجه القمة العربية لدرجه ان بعض هذه الدول رفضت تلبية دعوة الرئيس ترامب حتى لا ترغم على تحقيق مصالحة مع قطر رغم استعداد دولة قطر لتحقيق المصالحة مع شقيقاتها الثلاث الا ان اعلان امير قطر ترؤسه وفد بلاده للقمة العربية قد طمأن الاوساط العربية والخليجية الى امكانية تحقيق المصالحة الخليجية سيما وان هذه هي رغبة الرئيس الامريكي بانهاء الحصار على قطر وتحقيق المصالحة بين قطر وشقيقاتها الاخريات ما ينهي الازمة التي استمرت زهاء 9 اشهر .
المصالحة الفلسطينية
هنالك المصالحة الفلسطينية التي تراوح مكانها منذ فتره طويله والتي يعول عليها العرب والفلسطينون امالا كبيرة حيث يصعب على طرفي الازمة الفلسطينية وحركتي فتح وحماس تطبيق بنود ما اتفق عليه ومن الواضح ان اختلاف النهج السياسي لكل من الحركتين هو سبب عدم توصلهما الى اتفاق حول بنود المصالحة فرفض حماس للنهج السلمي والتنسيق الامني بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني واصرارها على افتتاح معبر رفح بين قطاع غزة ومصر يجعل من المتعذر تحقيق المصالحه بين الجانبين كما ان اتهام حماس بالتحالف مع بعض الدول مثل قطر وتركيا وايران وحركة الاخوان المسلمين يدفعها الى المضي قدما بسياستها ومواقفها المعادية لبعض الاطراف العربية.
الازمة السورية
ادت الازمة السورية والثورة الشعبية السورية لاسقاط النظام في ضوء الجرائم التي ينفذها ضد شعبه وانتهاك الحريات العامة والاعتداء على الشعب والحريات العامة وحقوق الانسان والدماء التي اراقها النظام والفظائع التي قام بها من القاء البراميل المتفجرة وقصف الشعب بالطيران والمدفعية واستخدام السلاح الكيماوي والغازات السامة مرات عديدة طوال سنوات الثورة كان اخرها استخدام الغازات السامة في دوما بالغوطة الشرقية الذي كاد رئيس النظام يفقد حياته وسلطته بسبب هذه الجريمة الى وقوف العديد من الدول العربية ضد الخطة التي حاولت اسقاطه والتخلص منه بعد ان استبعدته الجامعة العربية كما حرضت عليه عدد من الدول الكبرى مثل الولايات المتحده وبريطانيا وفرنسا وتركيا المجتمع الدولي لم يكن جادا في وضع نهاية للنظام الحاكم الى ان جاءت واشنطن ولندن وباريس وبرلين وقررت وضع حد لجرائمه التي اقترفها ضد ابناء شعبه وفي مقدمتها التهجير القسري حيث ارغم 13 ميلون سوري على التهجير قسريا خارج بلادهم فيما تشتت الملايين على الدول المجاورة مثل تركيا ولبنان والاردن والعراق بالاضافه الى بعض الملايين هاجرت الى مختلف بلاد العالم بحثا عن العيش الكريم والحرية .
اختلاف المواقف العربية بسبب سوريا حال دون عودة النظام الى جامعة الدول العربية كما ان خضوع سوريا المباشر لكل من روسيا وايران والمليشيات التابعة لها قد زاد حدة الخلافات بين الدول العربية الذي انعكس سلبيا على اجتماعات الجامعة العربية فسوريا التي تم استبعادها من عضوية الجامعة يحظر عليها المشاركة في القمم العربية علاوة على ان تبعيتها لكل من روسيا وايران يفرض على الدول العربية الاقتراب منها او التعامل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا كانها دولة خارج اطار الجامعة العربية ومنبوذة على الصعيد العربي .//