القطاع السياحي يدعو رئيس الوزراء لزيارة البتراء "المنكوبة" الأردن صمام أمان المنطقة وحارس الهوية الفلسطينية والمقدسات يارا بادوسي تكتب : جولات رئيس الوزراء:خطوة مطلوبة لتحفيز قطاع السياحة المرأة بالمحافظات وتحديات سوق العمل المجلس النيابي العشرون: من العمل الفردي المبعثر إلى العمل الجماعي المنظّم الثلاثي الفولاذي.. محور سياسي جديد يعيد رسم ملامح التوازن في الأردن الترخيص المتنقل بالأزرق من الأحد إلى الثلاثاء واتساب يقدم ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص أمانة عمان تعلن حالة الطوارئ المتوسطة اعتبارا من صباح غد ابتكار أردني رائد – إطلاق منتجات Animax+ و Animax++ قرارات مجلس الوزراء مطالبات جماهيرية بالاستعانة بالمحترفين الأردنيين المجنسين نتائج الدوريين الإنجليزي والإسباني.. تشيلسي وأرسنال يواصلان الانتصارات وأتلتيكو مدريد يتألق الحكومة تقرِّر إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة بنسبة 50% من الضَّريبة الخاصَّة حتى نهاية العام ولمرَّة واحدة فقط البستنجي: قرار إعفاء السيارات الكهربائية حل جزء من مشكلة المركبات العالقة في المنطقة الحرة الأردنيون يؤدون صلاة الاستسقاء في مساجد المملكة عمرو خصاونه يكتب: معاداة السامية بدأت في أوروبا و ليس في العالم العربي. اختتام أعمال مؤتمر "الفهم المشترك بين ضفّتيّ المتوسّط: مفاهيم، أفكار، ومدركات"، في "الأردنيّة" لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سنوات ترمب يرشح الأردنية نشيوات لأعلى منصب طبي في الولايات المتحدة

هل ما يحدث في إيران ثورة؟

هل ما يحدث في إيران ثورة
الأنباط -

هل ما يحدث في إيران ثورة؟

بلال العبويني

يبدو السؤال صعبا، على الرغم من أن ثمة من تبنى ذلك منذ اليوم الأول الذي انطلقت فيه المسيرات الاحتجاجية في مدينة مشهد.

ذلك أن تناول الشأن الإيراني مدفوع غالبا برغائبية لدى الكثيرين الذين يرون فيها عدوا ويتمنون لو أنها تكتوي بنار ما اكتوى فيه أكثر من بلد عربي، وتحديدا سوريا التي وقفت في أزمتها إلى جانب الحكومة السورية ما ساهم في مغادرة الأخيرة مربع الأزمة التي كادت أن تسقط فيها دمشق عام 2013 – 2014 بيد الإرهاب. 

إلى اليوم، من المؤكد أن ما يجري في إيران لم يصل إلى مستوى يمكن وصفه على أنه ثورة شعبية، فأعداد الذين خرجوا إلى الشوارع متدنية، وما يتحدث عنه البعض من قمع المتظاهرين ليس بدعة إيرانية خالصة، فغالبية أنظمة العالم تتعامل بذات الطريقة مع مثل هكذا احتجاجات.

بالتالي، قد يكون مصير هذه الاحتجاجات، كمصير احتجاجات 2009، على الرغم من أن ثمة فارقا بينهما في أن الأولى ذات طابع سياسي، بُعيد نتائج الانتخابات الرئاسية، فيما ما تشهده هذه الأيام ذو

 طابع اجتماعي متعلق بالواقع الاقتصادي المعيشي اليومي.

وما يدفع إلى الاعتقاد أن الاحتجاجات ستخمد مع الأيام أن ثمة إعلانا أمريكيا صريحا بدعمها، حيث غرد الرئيس الأمريكي أكثر من مرة معلنا وقوفه إلى جانب المحتجين تارة، وتارة أخرى دعوته إلى حماية حق الإيرانيين في التظاهر، وصولا إلى إعلان واشنطن أنها تفكر في فرض عقوبات على المسؤولين الإيرانيين الذين يشاركون في "قمع المحتجين"، وذلك يأتي في إطار الضغط وتوتير الشارع أكثر.

الإيرانيون تربوا منذ أكثر من ثلاثين عاما على كره الولايات المتحدة، وعلى أن الأخيرة عدوة، وكذا الحال بالنسبة لإسرائيل، وبالتالي فإن اندفاع هاتين الدولتين على الأقل تجاه دعم المحتجين قد يأتي بنتيجة عكسية تُنهي الحراك في الشارع، تحديدا أن المعارضين التقليديين لنظام الحكم في داخل إيران ينظرون إلى الولايات المتحدة نظرة عدائية، باستثناء معارضي الخارج طبعا.

لكن، ذلك يتطلب من الحكومة الإيرانية التعامل بحكمة مع المحتجين واحتواءهم، وذلك أظنه سهلا تحديدا ما تعلق بالشأن المرتبط بغلاء المعيشة، فإيران دولة ذات موارد كبيرة وقادرة على الخروج من الأزمة رغم الحصار الذي فُرض عليها زمنا ورغم العقوبات التي مازالت تضغط عليها.

  في بدايات الأزمة الليبية، قال معمر القذافي في واحدة من خطاباته إن عدد المحتجين ضئيل، رغم ما تم تصويره آنذاك أن الشعب الليبي كله خرج في مسيرات احتجاجية، وكذا الحال في بدايات الأزمة السورية.

غير أن استغلال التركيبة السكانية في سوريا، على سبيل التحديد، بالضخ الإعلامي أن ثمة أكثرية مظلومة من قبل أقلية تمتلك السلطة والنفوذ هو ما ساهم فيما وصلت إليه سوريا، وكذا الحال في إيران التي يتم تكبير الحدث فيها للوصول إلى ثورة شعبية عارمة بالحديث تارة عن أكثرية شيعية تمتلك النفوذ والسلطة على حساب أقليات عرقية وطائفية مظلومة، وتارة أخرى في تصوير أقلية حاكمة تتمتع بكل الامتيازات على حساب أكثرية تكتوي بنار الفقر والعوز.

من حق أي شعب التظاهر ضد حكومة بلاده، ومن حقه المطالبة بالتنعم بثروات بلاده، ومن حقه أيضا المطالبة بتداول السلطة وما إلى ذلك، لكن هذا الحق يتوقف عندما يخرج من إطاره المحلي الداخلي إلى الضخ والضغط والدعم الخارجي.

عندها يصبح الحراك مشبوها مدفوعا، وهذا ما حدث في بعض دول "الربيع العربي"، وهو ما لا نتمناه لإيران التي تبقى رغم كل الخلافات، دولة جارة.//

 

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير