الجزيرة تقع في شر أعمالها.. و تسبق البنتاغون بخبر قاذفات B-2 بساعة... دون انتظار مصدر رسمي أو موثوق قرارات مجلس الوزراء وزارة الشباب تعلن البدء بالتسجيل لمعسكرات الحسين للعمل والبناء 2025 حرمان طلبة من الامتحانات بسبب المستحقات المالية عمر الكعابنة يكتب:سيادة الأردن خط أحمر: ضرورة تعديل قانون الجرائم الإلكترونية لردع الإساءة إلى الدولة ورموزها إبراهيم أبو حويله يكتب:هل تدفع الدول المحايدة الثمن... البرلمان والجامعة العربية يحذران من عواقب التصعيد في المنطقة ضربة تسبق التوافق ؛ الملك ورئيس الوزراء البريطاني يبحثان سبل وقف التصعيد الخطير بالمنطقة الزميلة الصحفية يارا بادوسي ترزق بمولودها "جواد" الصين تدين بشدة الهجوم الأمريكي على إيران انطلاق دورة "القيادة المؤثرة" ضمن برنامج "نشامى – الفوج الثالث" في بيت شباب عمّان الملك يترأس اجتماعا مع رؤساء السلطات وقادة الأجهزة الأمنية البنك الأردني الكويتي يستضيف جلسة نقاشية توعية بعنوان"آفة المخدرات وجهود المكافحة ومخاطر الإدمان" بالتعاون مع الملتقى الوطني للتوعية والتطوير وإدارة مكافحة المخدرات المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة باستخدام طائرة مسيرة بالبالونات والمناطيد .. ضبط 3 مهربي مخدرات يرتبطون بعصابات خارجية رئيس المجلس الأوروبي يدعو لضبط النفس واحترام السلامة النووية “جامعة البلقاء التطبيقية وشركة المدن الصناعية توقعان اتفاقية لتعزيز التدريب والتشغيل لطلبة التخصصات التقنية” "التربية" تطلق فعاليات المدرسة الصيفية مجموعة البركة: تعزيز فرص العملاء عبر منصّة التمويل التجاري وشبكة التعاون المشترك

هل ما يحدث في إيران ثورة؟

هل ما يحدث في إيران ثورة
الأنباط -

هل ما يحدث في إيران ثورة؟

بلال العبويني

يبدو السؤال صعبا، على الرغم من أن ثمة من تبنى ذلك منذ اليوم الأول الذي انطلقت فيه المسيرات الاحتجاجية في مدينة مشهد.

ذلك أن تناول الشأن الإيراني مدفوع غالبا برغائبية لدى الكثيرين الذين يرون فيها عدوا ويتمنون لو أنها تكتوي بنار ما اكتوى فيه أكثر من بلد عربي، وتحديدا سوريا التي وقفت في أزمتها إلى جانب الحكومة السورية ما ساهم في مغادرة الأخيرة مربع الأزمة التي كادت أن تسقط فيها دمشق عام 2013 – 2014 بيد الإرهاب. 

إلى اليوم، من المؤكد أن ما يجري في إيران لم يصل إلى مستوى يمكن وصفه على أنه ثورة شعبية، فأعداد الذين خرجوا إلى الشوارع متدنية، وما يتحدث عنه البعض من قمع المتظاهرين ليس بدعة إيرانية خالصة، فغالبية أنظمة العالم تتعامل بذات الطريقة مع مثل هكذا احتجاجات.

بالتالي، قد يكون مصير هذه الاحتجاجات، كمصير احتجاجات 2009، على الرغم من أن ثمة فارقا بينهما في أن الأولى ذات طابع سياسي، بُعيد نتائج الانتخابات الرئاسية، فيما ما تشهده هذه الأيام ذو

 طابع اجتماعي متعلق بالواقع الاقتصادي المعيشي اليومي.

وما يدفع إلى الاعتقاد أن الاحتجاجات ستخمد مع الأيام أن ثمة إعلانا أمريكيا صريحا بدعمها، حيث غرد الرئيس الأمريكي أكثر من مرة معلنا وقوفه إلى جانب المحتجين تارة، وتارة أخرى دعوته إلى حماية حق الإيرانيين في التظاهر، وصولا إلى إعلان واشنطن أنها تفكر في فرض عقوبات على المسؤولين الإيرانيين الذين يشاركون في "قمع المحتجين"، وذلك يأتي في إطار الضغط وتوتير الشارع أكثر.

الإيرانيون تربوا منذ أكثر من ثلاثين عاما على كره الولايات المتحدة، وعلى أن الأخيرة عدوة، وكذا الحال بالنسبة لإسرائيل، وبالتالي فإن اندفاع هاتين الدولتين على الأقل تجاه دعم المحتجين قد يأتي بنتيجة عكسية تُنهي الحراك في الشارع، تحديدا أن المعارضين التقليديين لنظام الحكم في داخل إيران ينظرون إلى الولايات المتحدة نظرة عدائية، باستثناء معارضي الخارج طبعا.

لكن، ذلك يتطلب من الحكومة الإيرانية التعامل بحكمة مع المحتجين واحتواءهم، وذلك أظنه سهلا تحديدا ما تعلق بالشأن المرتبط بغلاء المعيشة، فإيران دولة ذات موارد كبيرة وقادرة على الخروج من الأزمة رغم الحصار الذي فُرض عليها زمنا ورغم العقوبات التي مازالت تضغط عليها.

  في بدايات الأزمة الليبية، قال معمر القذافي في واحدة من خطاباته إن عدد المحتجين ضئيل، رغم ما تم تصويره آنذاك أن الشعب الليبي كله خرج في مسيرات احتجاجية، وكذا الحال في بدايات الأزمة السورية.

غير أن استغلال التركيبة السكانية في سوريا، على سبيل التحديد، بالضخ الإعلامي أن ثمة أكثرية مظلومة من قبل أقلية تمتلك السلطة والنفوذ هو ما ساهم فيما وصلت إليه سوريا، وكذا الحال في إيران التي يتم تكبير الحدث فيها للوصول إلى ثورة شعبية عارمة بالحديث تارة عن أكثرية شيعية تمتلك النفوذ والسلطة على حساب أقليات عرقية وطائفية مظلومة، وتارة أخرى في تصوير أقلية حاكمة تتمتع بكل الامتيازات على حساب أكثرية تكتوي بنار الفقر والعوز.

من حق أي شعب التظاهر ضد حكومة بلاده، ومن حقه المطالبة بالتنعم بثروات بلاده، ومن حقه أيضا المطالبة بتداول السلطة وما إلى ذلك، لكن هذا الحق يتوقف عندما يخرج من إطاره المحلي الداخلي إلى الضخ والضغط والدعم الخارجي.

عندها يصبح الحراك مشبوها مدفوعا، وهذا ما حدث في بعض دول "الربيع العربي"، وهو ما لا نتمناه لإيران التي تبقى رغم كل الخلافات، دولة جارة.//

 

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير