هل يشير الصداع دائما إلى ارتفاع مستوى ضغط الدم؟ عيد ميلاد سعيد ليث حبش سيدة العيد..... يوسف ابو النادي ابو محمد في ذمة الله ممرضة تكشف الكلمات الأخيرة للمرضى قبل الموت الارصاد : كتلة باردة ورأس سنة ماطرة باذن الله الطريقة المثلى لبلع أقراص الدواء دون معاناة مصر.. القبض على المغني حمو بيكا الأرصاد: ثاني أسوأ موسم مطري مسجل بتاريخ الأردن ديوانِ المُحاسبةِ للعام 2023 الجامعةُ الأردنيّةُ تحقّقُ أعلى نسبة استجابةٍ في الأردنّ لتصويبِ المخرجاتِ الرّقابيّةِ وإنهائها للعام الثالث على التوالي.. جيدكو بلا مخالفات في تقرير ديوان المحاسبة الضلاعين يزور بلدية بني عبيد لتعزيز التعاون وتنفيذ المشاريع التنموية "الوسطية" .. مشاريع تنموية متميزة وجوائز وطنية تعكس التزامها بخدمة المجتمع المحلي ديوان المحاسبة: سرعة استجابة الحكومة سبب لانخفاض عدد صفحات التقرير العزام عضواً في مجلس بلدية اربد الكبرى نداء عاجل من مجموعة السلام العربي لإنقاذ المتضررين من الأزمة الإنسانية في السودان الشديفات: مسارات التحديث مهدت الطريق أمام مشاركة الشباب في الحياة السياسية والاقتصادية. قرأت الأول مالية النواب تناقش موازنات سلطة العقبة وإقليم البترا وشركة تطوير العقبة الأمير الحسن يلتقي رؤساء وممثلي الكنائس الشرقية والغربية في عمان

هل ما يحدث في إيران ثورة؟

هل ما يحدث في إيران ثورة
الأنباط -

هل ما يحدث في إيران ثورة؟

بلال العبويني

يبدو السؤال صعبا، على الرغم من أن ثمة من تبنى ذلك منذ اليوم الأول الذي انطلقت فيه المسيرات الاحتجاجية في مدينة مشهد.

ذلك أن تناول الشأن الإيراني مدفوع غالبا برغائبية لدى الكثيرين الذين يرون فيها عدوا ويتمنون لو أنها تكتوي بنار ما اكتوى فيه أكثر من بلد عربي، وتحديدا سوريا التي وقفت في أزمتها إلى جانب الحكومة السورية ما ساهم في مغادرة الأخيرة مربع الأزمة التي كادت أن تسقط فيها دمشق عام 2013 – 2014 بيد الإرهاب. 

إلى اليوم، من المؤكد أن ما يجري في إيران لم يصل إلى مستوى يمكن وصفه على أنه ثورة شعبية، فأعداد الذين خرجوا إلى الشوارع متدنية، وما يتحدث عنه البعض من قمع المتظاهرين ليس بدعة إيرانية خالصة، فغالبية أنظمة العالم تتعامل بذات الطريقة مع مثل هكذا احتجاجات.

بالتالي، قد يكون مصير هذه الاحتجاجات، كمصير احتجاجات 2009، على الرغم من أن ثمة فارقا بينهما في أن الأولى ذات طابع سياسي، بُعيد نتائج الانتخابات الرئاسية، فيما ما تشهده هذه الأيام ذو

 طابع اجتماعي متعلق بالواقع الاقتصادي المعيشي اليومي.

وما يدفع إلى الاعتقاد أن الاحتجاجات ستخمد مع الأيام أن ثمة إعلانا أمريكيا صريحا بدعمها، حيث غرد الرئيس الأمريكي أكثر من مرة معلنا وقوفه إلى جانب المحتجين تارة، وتارة أخرى دعوته إلى حماية حق الإيرانيين في التظاهر، وصولا إلى إعلان واشنطن أنها تفكر في فرض عقوبات على المسؤولين الإيرانيين الذين يشاركون في "قمع المحتجين"، وذلك يأتي في إطار الضغط وتوتير الشارع أكثر.

الإيرانيون تربوا منذ أكثر من ثلاثين عاما على كره الولايات المتحدة، وعلى أن الأخيرة عدوة، وكذا الحال بالنسبة لإسرائيل، وبالتالي فإن اندفاع هاتين الدولتين على الأقل تجاه دعم المحتجين قد يأتي بنتيجة عكسية تُنهي الحراك في الشارع، تحديدا أن المعارضين التقليديين لنظام الحكم في داخل إيران ينظرون إلى الولايات المتحدة نظرة عدائية، باستثناء معارضي الخارج طبعا.

لكن، ذلك يتطلب من الحكومة الإيرانية التعامل بحكمة مع المحتجين واحتواءهم، وذلك أظنه سهلا تحديدا ما تعلق بالشأن المرتبط بغلاء المعيشة، فإيران دولة ذات موارد كبيرة وقادرة على الخروج من الأزمة رغم الحصار الذي فُرض عليها زمنا ورغم العقوبات التي مازالت تضغط عليها.

  في بدايات الأزمة الليبية، قال معمر القذافي في واحدة من خطاباته إن عدد المحتجين ضئيل، رغم ما تم تصويره آنذاك أن الشعب الليبي كله خرج في مسيرات احتجاجية، وكذا الحال في بدايات الأزمة السورية.

غير أن استغلال التركيبة السكانية في سوريا، على سبيل التحديد، بالضخ الإعلامي أن ثمة أكثرية مظلومة من قبل أقلية تمتلك السلطة والنفوذ هو ما ساهم فيما وصلت إليه سوريا، وكذا الحال في إيران التي يتم تكبير الحدث فيها للوصول إلى ثورة شعبية عارمة بالحديث تارة عن أكثرية شيعية تمتلك النفوذ والسلطة على حساب أقليات عرقية وطائفية مظلومة، وتارة أخرى في تصوير أقلية حاكمة تتمتع بكل الامتيازات على حساب أكثرية تكتوي بنار الفقر والعوز.

من حق أي شعب التظاهر ضد حكومة بلاده، ومن حقه المطالبة بالتنعم بثروات بلاده، ومن حقه أيضا المطالبة بتداول السلطة وما إلى ذلك، لكن هذا الحق يتوقف عندما يخرج من إطاره المحلي الداخلي إلى الضخ والضغط والدعم الخارجي.

عندها يصبح الحراك مشبوها مدفوعا، وهذا ما حدث في بعض دول "الربيع العربي"، وهو ما لا نتمناه لإيران التي تبقى رغم كل الخلافات، دولة جارة.//

 

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير