أثارت لوحات إعلانية باللغة العربية للترويج للموسم الثاني من مسلسل إسرائيلي ناجح، احتجاجاً واسعاً لدى الإسرائيليين الذين خافوا من اللافتات المكتوبة بالعربية، والتي كان بعضها مكتوباً بالأبيض والأسود.
وكانت اللافتات تروج للموسم الثاني من مسلسل "فوضى" الناجح الذي يتناول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وسيبدأ عرضه الأحد.
وكُتبت هذه اللافتات باللغة العربية وبالخطّ الأبيض على لوحات سوداء، فأثارت ذعر بعض السكان.
ومما كتب على هذه اللوحات "في الطريق إليك" و"شوي وببلش الأكشن"، سيبدأ الاكشن بعد قليل، و"حضروا حالكو حضروا أنفسكم"، دون ترجمة إلى العبرية.
ووضعت اللافتات في كافة المدن والبلدات الإسرائيلية.
وتقدم السكان في بلدتي نيشر قرب حيفا شمال، وكريات غات جنوب، بشكاوى من اللوحات، حسب مسؤولين.
وأزيلت اللوحات فعلاً في كافة المدن الإسرائيلية، لكن لم يتضح حتى الآن إذا كان ذلك بسبب الشكاوى.
وقال عضو المجلس البلدي نيشر شلومي زينو: "أشعر بالسعادة لأنه بفضل تحركنا، استبدلت اللافتات المخيفة"، مشيراً إلى لوحة ترويجية جديدة تحمل كلمة "فوضى" باللغتين العربية والعبرية، وصورة لممثل.
ونقلت القناة التلفزيونية العاشرة عن رئيس بلدية كريات غات، أفراهام داهاري، أن السكان اعتبروا اللوحات "تهديداً".
من جهة أخرى، قالت شركة "يس" الإسرائيلية التلفزيونية التي تبثّ المسلسل إنه "يتعامل مع العلاقات المعقدة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، ويتحدث العربية والعبرية، ولهذا من الطبيعي الترويج للمسلسل باللغتين"، حسب ما جاء في بيان.
وانتقد كاتب المسلسل الصحافي الإسرائيلي آفي يسخاروف، إزالة اللوحات، وقال في تغريدة على تويتر: "لا يوجد سبب للخجل أو الخوف من لغة معينة، ولكن ربما يجب أن نخجل من الأشخاص الجاهلين".
ويستعرض مسلسل "فوضى" الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عبر معركة بين عملاء استخبارات إسرائيليين يتسللون إلى المجتمع الفلسطيني، وقائد عسكري في حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وتدور قصة المسلسل حول دورون، الضابط السابق في وحدة "مكافحة الإرهاب" السرية التي تعمل داخل المجتمع الفلسطيني.
ويعود الضابط إلى الخدمة بطلب من مديره السابق بعد اكتشافه أن قائداً عسكرياً في حركة حماس، كان يظنّ أنه قتله، ما زال حياً ومسؤول عن عشرات الهجمات الانتحارية التي أدت إلى مقتل أكثر من مئة إسرائيلي.
وعلى مدار 12 حلقة في الموسم الأول، يغوص المشاهد في المطاردة الطويلة التي تمر بواقع صوّر بدقة الحياة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون والإسرائيليون، من القيود الأمنية والهجمات، إلى العمليات الليلية للجيش في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأحرز المسلسل الذي تدور أحداثه باللغتين العربية والعبرية، ويمثل فيه إسرائيليون يهود وعرب، ست جوائز "أوفير" إسرائيلية في 2016، من بينها جائزة أفضل مسلسل درامي من الأكاديمية الإسرائيلية للفيلم والتلفزيون