نالت عازفة البيانو الأمريكية الأوزبيكية الأصل، لولا أستانوفا، شهرة واسعة على موقع التواصل الاجتماعي "الانستغرام" حيث بلغ عدد متابعيها 280 ألف مشترك بسبب كسرها جميع مقاييس الشكل الخارجي لعازفي البيانو التقليديين.
وفي مقابلة مع "سبوتنيك"، تحدثت لولا عن مهنتها في مجال الموسيقى وكشفت تفاصيل سيرتها الذاتية ودخولها عالم الموسيقى والفن.
تقول لولا: تخرجت والدتي من المعهد العالي للموسيقى، لذلك البيانو كان مرافقا لي منذ اليوم الأول من حياتي، ولكن تجربتي الأولى بدأت في الخامسة من عمري عندما أخذتني أمي لأول مرة إلى استوديو العازفة الشهيرة تمارا بوبوفيتش. كنت صغيرة جدا لدرجة أنني لم أستطع الوصول إلى دواسات البيانو. وبعدها حالفني الحظ أن أدرس على يد اثنين من العباقرة الموسيقيين: الأستاذ مارك روساك، وليف نوموف، والذي يعتبر عراب مدرسة البيانو الروسية. ومن هنا بدأ كل شيء.
وتتابع لولا قولها: انتقلت إلى الولايات المتحدة في بداية الألفين وكان الدافع الرئيسي لهذا القرار هو الموسيقى. كنت أرغب في المضي قدما، والولايات المتحدة تقدم فرصا ذهبية لا توجد في أي مكان آخر في العالم. وهذا لا يعني أن الأمر كان سهلا وخاصة في مجتمع معقد مثل المجتمع الأمريكي حيث يوجد العديد من المصاعب، ولكنني كنت عازمة على تحقيق حلمي مهما كلفني الأمر.
وتضيف لولا: قرأت الكثير من الكتب عن عظماء المؤلفين الموسيقيين أمثال الهنغاري فرانس ليف والبولندي فريديريك تشوبين وتأثرت بهم، ولكن برأي أن الموسيقى الكلاسيكية مقيدة جدا ضمن إطار معين لا تخرج عنه، فهي تشبه نوعا ما "المتحف" الذي يحتفظ بكل ما هو قديم ولا يدخل عليه أي لمسات معاصرة. باعتقادي أن الموسيقى الكلاسيكية كأي شيء في هذه الحياة تحتاج إلى تجديد وهذا ما أحاول فعله بالضبط. حلمي هو كسر القوالب النمطية للموسيقى الكلاسيكية، أنا أرغب في فعل الشيء الذي أشعر به، وأنا سعيدة بذلك لأنه يلمس ويلهم الكثير من الناس.
وفيما يخص مستقبل الموسيقى الكلاسيكية علقت لولا قائلة:
إذا كنا نتحدث عن حفلات متحفظة، أكاديمية، مملة، حيث يطلب من الفنان الضغط على لوحة المفاتيح فقط فأنا برأي أننا سنكون شهود على زوال الموسيقى الكلاسيكية إلا إذا تعاملنا معها كمصدر للإلهام، والإبداع البشري، كما في الموسيقى المعاصرة، فالموسيقى الكلاسيكية يجب أن تتحرر من قيودها القديمة، وحينها فقط سوف يكون لها مستقبل مشرق جدا. وآمل أن تكون أعمالي الجديدة قادرة على تأكيد ذلك.
وكشفت عازفة البيانو أهم الصفات التي ساعدتها على النجاح والوصول إلى عالم الشهرة: أعتقد أن القدرة على التركيز، والابتعاد عن التشويش الذهني هو أساس النجاح في أي عمل.
وفيما يتعلق بجمهور المتابعين تقول لولا إن متابعيها هم من جميع دول العالم "الولايات المتحدة وكندا وأوروبا وروسيا وتركيا، وإيران، والصين وكوريا وسنغافورة، بالإضافة الى أمريكا اللاتينية". وتقول إنها سعيدة جدا بهذا التنوع الثقافي والديني والاجتماعي والسياسي وبالنسبة لها، هذا تأكيد إضافي بأن الموسيقى هي لغة عالمية توحد الجميع.
وردا على سؤال الجوائز الأكثر غرابة التي نالتها تجيب لولا: عقب إحدى حفلاتي قدموا لي كعكة مصنوعة من الشوكولاتة على شكل بيانو كبير، وهذه الجائزة كانت لذيذة وغريبة، أما عن أحدث جوائزي فكانت جائزة إيمي، عن أدائي في فيلم " Rhapsody in Blue "
وتوضح لولا مسألة أن البعض ينظر إليها ليس كموسيقية محترفة بل كامرأة ذات قوام جميل قائلة:
إن ظهور أي فنان على المسرح يتطلب مجموعة من متكاملة من الأمور وكل مشاهد يلتفت إلى ما يهمه فالبعض يأتي إلى المسرح ليسمع الموسيقى والبعض الآخر ينظر إلى الأزياء واللباس وأيضا هناك من الأشخاص الذين يعتبرون أن حضور المسرح هو فرصة للخروج من المنزل. وبالنسبة للأشخاص الذين يلتفتون إلى قوامي وشكلي الخارجي فاللاسف أنا ساحبطهم لأنه في المرتبة الأولى في وسائل التواصل الاجتماعي هناك الكثير من النساء الجميلات اللواتي لا يحتجن إلى بيانو لتحقيق الشهرة.
وثانيا إن نصف عدد متابعيني هو من الفتيات وتلك الفتيات اللواتي يتابعنني لا أعتقد أنهن مهتمات بشكلي أو بقوامي.
وتختتم لولا المقابلة بقولها، العام القادم يعدنا بأن يكون عاما ممتعا جدا، أولا سوف يتم عرض فيلم وثائقي بعنوان "مغامرة في مسرح الصمت" للمخرج ألينا سيسيليانو.
وثانيا سوف أطلق مؤلفاتي الجديدة والتي آمل أن تنال إعجاب جمهوري وأكسب جمهورا جديدا.