اللون الاصفر الخردلي موضة أساسية في موسم خريف 2025 المقبل تعرفوا على خطر التحديق في الهاتف لمدة ساعة الملياردير الصيني يفاجئ رونالدو في معسكر النصر ..فما قصته؟ ذعر في مطار بميلانو… رجل يشعل النيران ويحطم الشاشات بمطرقة (فيديو) الجمبسوت الأبيض… أيقونة صيفية لإطلالة أنيقة وبسيطة العمانيون يواجهون ضغوطاً متزايدة بسبب ارتفاع الإيجارات قانون الكهرباء.. من المستفيد؟ عون العبادي الف مبروك التخرج مراجعات طهران وتل أبيب. اختتام مشروع "مسارات آمنة" لدعم المرأة في بيئة العمل ماكرون: هجوم إسرائيل على غزة سيؤدي إلى كارثة “الأونروا”: واحد من بين كل 3 أطفال مصاب بسوء التغذية في غزة ‏وسط الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني، تشتد الحاجة إلى إنهاء الصراعات في الشرق الأوسط خدمةُ العلم ….شرفُ الأمم رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة يستقبل مدير عام الجمارك الأردنية إذاعة القوات المسلحة الأردنية تستضيف وزير الاتصال الحكومي للحديث عن إعادة تفعيل خدمة العلم محمد سليمان نوار الف مبروك التخرج إيمان زايد تحصل على الماجستير في الكيمياء التطبيقية بامتياز فى علوم الأزهر "إربد.. التي لا تعرف الإتاوات، منارة الحضارة وقلب الأمان" السلك المشدود، ما يبدأ فكرة ينتهي واقعا ...

مناعتنا المجتمعية الهشة

مناعتنا المجتمعية الهشة
الأنباط -

مناعتنا المجتمعية الهشة

 

الدكتور رياض الشديفات

 

    يطلق مفهوم المناعة على قدرة الجسم على مقاومة الأمراض التي قد تهاجمه ، فحين يتمكن الجسم من منع المرض من الاقتراب منه تكون المناعة لديه قوية ، وحين لا يتمكن من مقاومة المرض تضعف مناعته ، فهناك جهاز في جسم الإنسان يسمى " جهاز المناعة " .

  ولا شك أن هذا  المفهوم  يمكن أن يطلق على حال المجتمعات في مناعتها الثقافية والاجتماعية والقيمية والسلوكية  والفكرية  ، ومدى قدرة هذه المجتمعات على المحافظة على ثوابتها الأساسية التي تمثل كيانها وشخصيتها العامة ، ويقاس ذلك بمدى ثباتها على هويتها الفكرية والسلوكية وعدم ذوبانها في الثقافات المختلطة بها .

   فضعف المناعة الثقافية واضحة للعيان ، ولا تخفى على ذي عينين ، فلم يعد أفراد المجتمع نخبة وعوام يميزون بين الغث والسمين ، فالدين والمتدين غريبان ، والعربية والناطق بلسانها لا مكان لهما  في عالم اللهجات والثقافات الهجينة ، والعبارات المنحوتة خارج قواعد  النحو ، والعربية الفصحى تندب حظها بعقوق من أنتسب إليها .

 وأما العادات والتقاليد  فهي مستوردة من ألفها إلى يائها بأفراحها واتراحها وقضها وقضيضها ، ومن صغيرها إلى كبيرها ، ولم يبق إلا أشباه عادات كثوب خلق يُستحى منه لشدة ما أصابه من الغربة والهوان وفعل السنين العجاف التي جلبت كل عجيب وغريب ليحل محل الأصيل والنفيس لينقل إلى متحف التاريخ والذكريات .

   أما منظومة القيم التي تغنت بها الأمة طويلا فقد تاكلت بمعاول أبنائها وأعدائها بدرجة متساوية ، فما كان يعد من العيب صار مثالا يحتذى ،ونظرة عابرة تنبئك عن مقدار التحول في أخلاق أبناء مجتمعنا في لباسهم وسلوكهم وعباراتهم وأفكارهم واهتماماتهم وأمنياتهم .

وما كان من المحرمات في الشرع والعرف صار أمرا مألوفا لا تهتز له شوارب بني يعرب ، ولا تتمعر له الوجوه ، بل ولشدة الإسفاف فسد الذوق العام ليطرب بكلام الفحش وينفر من حديث القيم والآداب العامة ،  وما كان حراما  في الكسب والسلوك صار  محلا للتنافس والتباري وموضع الثناء والفخر ، فلك الله مجتمعنا ، وكان الله في عون القابضين على جمر القيم والثوابت في زمن تم التجاوز فيه على كل الخطوط الحمراء وعلى كل المحرمات والمقدسات خدمة لشياطين الأنس والجن، والله المستعان .//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير