البث المباشر
مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة مديرية الأمن العام تطلق خدمة “التدقيق الأمني للمركبات” عبر الرقم الموحد "117111" موهبة استثنائية .. جامعة روشستر في دبي تقبل طالبا بعمر 12 عامًا وزارة الصناعة والتجارة والتموين تفوز بجائزة التميز الحكومي العربي .. أفضل وزارة عربية خبراء بمنتدى القطاع غير الربحي: الذكاء الاصطناعي يقود استثمارات خيرية تتجاوز 10 مليارات دولار عالميًا المساعد للعمليات والتدريب يلتقي وفداً عسكرياً سعودياً الصداقة الأردنية الإسبانية في الأعيان تلتقي السفير الإسباني المساعد للعمليات والتدريب يلتقي وفداً عسكرياً سعودياً رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل السفير القطري دوجان: الأردن ملتزم بحماية الاطفال من كافة أشكال الاستغلال الاقتصادي "الصناعة والتجارة" أفضل وزارة عربية رئيس الديوان الملكي يرعى إطلاق المرحلة الثانية للمبادرة الملكية لتمكين وتفعيل القطاع التعاوني

مناعتنا المجتمعية الهشة

مناعتنا المجتمعية الهشة
الأنباط -

مناعتنا المجتمعية الهشة

 

الدكتور رياض الشديفات

 

    يطلق مفهوم المناعة على قدرة الجسم على مقاومة الأمراض التي قد تهاجمه ، فحين يتمكن الجسم من منع المرض من الاقتراب منه تكون المناعة لديه قوية ، وحين لا يتمكن من مقاومة المرض تضعف مناعته ، فهناك جهاز في جسم الإنسان يسمى " جهاز المناعة " .

  ولا شك أن هذا  المفهوم  يمكن أن يطلق على حال المجتمعات في مناعتها الثقافية والاجتماعية والقيمية والسلوكية  والفكرية  ، ومدى قدرة هذه المجتمعات على المحافظة على ثوابتها الأساسية التي تمثل كيانها وشخصيتها العامة ، ويقاس ذلك بمدى ثباتها على هويتها الفكرية والسلوكية وعدم ذوبانها في الثقافات المختلطة بها .

   فضعف المناعة الثقافية واضحة للعيان ، ولا تخفى على ذي عينين ، فلم يعد أفراد المجتمع نخبة وعوام يميزون بين الغث والسمين ، فالدين والمتدين غريبان ، والعربية والناطق بلسانها لا مكان لهما  في عالم اللهجات والثقافات الهجينة ، والعبارات المنحوتة خارج قواعد  النحو ، والعربية الفصحى تندب حظها بعقوق من أنتسب إليها .

 وأما العادات والتقاليد  فهي مستوردة من ألفها إلى يائها بأفراحها واتراحها وقضها وقضيضها ، ومن صغيرها إلى كبيرها ، ولم يبق إلا أشباه عادات كثوب خلق يُستحى منه لشدة ما أصابه من الغربة والهوان وفعل السنين العجاف التي جلبت كل عجيب وغريب ليحل محل الأصيل والنفيس لينقل إلى متحف التاريخ والذكريات .

   أما منظومة القيم التي تغنت بها الأمة طويلا فقد تاكلت بمعاول أبنائها وأعدائها بدرجة متساوية ، فما كان يعد من العيب صار مثالا يحتذى ،ونظرة عابرة تنبئك عن مقدار التحول في أخلاق أبناء مجتمعنا في لباسهم وسلوكهم وعباراتهم وأفكارهم واهتماماتهم وأمنياتهم .

وما كان من المحرمات في الشرع والعرف صار أمرا مألوفا لا تهتز له شوارب بني يعرب ، ولا تتمعر له الوجوه ، بل ولشدة الإسفاف فسد الذوق العام ليطرب بكلام الفحش وينفر من حديث القيم والآداب العامة ،  وما كان حراما  في الكسب والسلوك صار  محلا للتنافس والتباري وموضع الثناء والفخر ، فلك الله مجتمعنا ، وكان الله في عون القابضين على جمر القيم والثوابت في زمن تم التجاوز فيه على كل الخطوط الحمراء وعلى كل المحرمات والمقدسات خدمة لشياطين الأنس والجن، والله المستعان .//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير