مندوبا عن الملك، ولي العهد يشارك غدا الأربعاء بأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي الفايز والعبيدات الشمس الاصطناعية" الصينية تسجل رقما قياسيا جديدا في خطوة مهمة نحو توليد الطاقة بالاندماج النووي إطلاق قناة رسمية خاصة بأخبار ونشاطات ولي العهد على منصة "واتساب" قطر ترسل الطائرة ١٢ إلى دمشق ضمن جسرها الجوي رأي في الإنسان والمدنية والدولة والتحالفات الدولية ... العيسوي: الأردن، بقيادته الهاشمية، وبعزيمة أبنائه يمضي، نحو مزيد التقدم والازدهار اتفاقية لتقديم 75 ألف دينار لمركز الملك عبدالله الثاني للسرطان في محافظة العقبه تخريج المشاركين بدورة الأسرة الآمنة في بلدية مأدبا مشاركة أردنية بمؤتمر حول التغير المناخي في دبي منتخب الشباب لكرة القدم يبدأ تدريباته في إندونيسيا تحضيرا لنهائيات آسيا اعتماد مبنى جديد للعيادات الخارجية في مادبا خلال أيام ترامب يعلق المساعدات الأميركية الخارجية لاجراء مراجعة .. تؤثر على عشرات الدول الفناطسة يلتقي مع وزير العمل المصري توقعات بـ ارتفاع الديزل والبنزين بنوعيه لـ شهر شباط المقبل الوحدات يختتم معسكره التدريبي في العقبة والحسين إربد يكثف تدريباته في البحرين ترامب وجائزة نوبل للسلام ؛ التدريب المهني توقع اتفاقيات تأهيل وتشغيل "الزراعة النيابية" تناقش قانون صندوق التكافل للحد من المخاطر الزراعية الأمم المتحدة: 1500 شاحنة مساعدات إنسانية دخلت الى غزة خلال يومين

مناعتنا المجتمعية الهشة

مناعتنا المجتمعية الهشة
الأنباط -

مناعتنا المجتمعية الهشة

 

الدكتور رياض الشديفات

 

    يطلق مفهوم المناعة على قدرة الجسم على مقاومة الأمراض التي قد تهاجمه ، فحين يتمكن الجسم من منع المرض من الاقتراب منه تكون المناعة لديه قوية ، وحين لا يتمكن من مقاومة المرض تضعف مناعته ، فهناك جهاز في جسم الإنسان يسمى " جهاز المناعة " .

  ولا شك أن هذا  المفهوم  يمكن أن يطلق على حال المجتمعات في مناعتها الثقافية والاجتماعية والقيمية والسلوكية  والفكرية  ، ومدى قدرة هذه المجتمعات على المحافظة على ثوابتها الأساسية التي تمثل كيانها وشخصيتها العامة ، ويقاس ذلك بمدى ثباتها على هويتها الفكرية والسلوكية وعدم ذوبانها في الثقافات المختلطة بها .

   فضعف المناعة الثقافية واضحة للعيان ، ولا تخفى على ذي عينين ، فلم يعد أفراد المجتمع نخبة وعوام يميزون بين الغث والسمين ، فالدين والمتدين غريبان ، والعربية والناطق بلسانها لا مكان لهما  في عالم اللهجات والثقافات الهجينة ، والعبارات المنحوتة خارج قواعد  النحو ، والعربية الفصحى تندب حظها بعقوق من أنتسب إليها .

 وأما العادات والتقاليد  فهي مستوردة من ألفها إلى يائها بأفراحها واتراحها وقضها وقضيضها ، ومن صغيرها إلى كبيرها ، ولم يبق إلا أشباه عادات كثوب خلق يُستحى منه لشدة ما أصابه من الغربة والهوان وفعل السنين العجاف التي جلبت كل عجيب وغريب ليحل محل الأصيل والنفيس لينقل إلى متحف التاريخ والذكريات .

   أما منظومة القيم التي تغنت بها الأمة طويلا فقد تاكلت بمعاول أبنائها وأعدائها بدرجة متساوية ، فما كان يعد من العيب صار مثالا يحتذى ،ونظرة عابرة تنبئك عن مقدار التحول في أخلاق أبناء مجتمعنا في لباسهم وسلوكهم وعباراتهم وأفكارهم واهتماماتهم وأمنياتهم .

وما كان من المحرمات في الشرع والعرف صار أمرا مألوفا لا تهتز له شوارب بني يعرب ، ولا تتمعر له الوجوه ، بل ولشدة الإسفاف فسد الذوق العام ليطرب بكلام الفحش وينفر من حديث القيم والآداب العامة ،  وما كان حراما  في الكسب والسلوك صار  محلا للتنافس والتباري وموضع الثناء والفخر ، فلك الله مجتمعنا ، وكان الله في عون القابضين على جمر القيم والثوابت في زمن تم التجاوز فيه على كل الخطوط الحمراء وعلى كل المحرمات والمقدسات خدمة لشياطين الأنس والجن، والله المستعان .//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير