Authors

إرم أو رم الغائرة

{clean_title}
Alanbatnews -
د. حازم قشوع
 
فى المنطوق اللفظي قد تعنى كلمة إرم مدينة "رم" الغائرة التي تعود بحكم اسمها "عاد"، وهذا ما جعلها المدينه المفقوده التى يبحث عنها الكثير من المستكشفين لحيثيات تاريخية، بينما يتحراها علماء الفلك لدواعي علميه كونها مخلوق يمتلك إشعاع وهالة توهج مازالت معالمه غائره وغير بائنة، لكن عند استكشاف مكانها يمكن الاستدلال على ماهية العلوم الهندسية التي كانت تحويها للدرجة التى جعلت من تلك المدينة لتصبح مدينة اعجاز هندسي، يتم تشييد صروحها بواسطة منظومة أعمدة وسقوفها تكونها الرمال، وهذا ما جعل من مدينة "إرم" قد تحول إلى "رم" عند عودة الحياة اليها من جديد، وهى ذات الجغرافيا المكانية التي جعلت من رم على حد تعبير بعض الكتب القديمة ترسم رساله الأرض لعلم الفلك، وهى الصورة التى يمكن للزائر رؤيتها عند زيارة رم حيث تكون النجوم صافيه لحد التتبع وبينما ترسم الرمال الحمراء دلالة عنصر الحديد والنحاس الماثل فى تربتها الجيولوجية، وهي الدلالة التي تؤكد من وحى المنطوق الارضى واختزال المعنى اللفظي ان إرم بدأت تعود للحياة مع بدء عودة رم.
 
ولان الجبابرة أو العماليق كانوا فى المنطقة الجغرافية الواقعة من غزة حيث عسقلان الى بكه ومن مكاور الى العقبة، وهذا ما جعل من هذه المنطقة ترسم صوره بدايه إعمار الأرض بعد الطوفان أو ما يعرف بقيامة نوح عليه السلام، والأمر الذي يجعل من رسالة هود بمضمون علم الفلك اضافه لعلوم التنقيب الذي أخذ يحوم بأرجائها بالدلالة اللفظية لمعنى التنقيب التي تحملها صحراء النقب باعتبارها تحوي على أول آبار التنقيب عن المياه "بئر السبع" التى قامت بها البشرية باستخراج المياه من جوف الأرض بعلامة زهرة الارجوان التي كانت تدل اهل المنطقة على ما في جوف الأرض من مياه، هو فحوى العلوم المعرفية التي جاءت بعد الطوفان مع أول الأنبياء في عهد سيدنا هود عليه السلام والذي يعتبر اصل العرب والذى جعل من نسله قحطان فيما بعد حسب ما ورد في بعض القراءات القديمة، كما تؤكد كتب النسب والانسال حيث مكان استقرار كنعان في الأردن على ضفتيه، وهو كنعان بن قحطان الذي كان أحد أبنائه افريقس الذى راح ليؤسس افريقيا في الشمال الأفريقي.
 
واستنادا لهذه الخلاصات التى أجدها اكثر قربا للدقه كونها مستنبطة من جغرافيه المكان، والتى تبين فيها ايضا ان نابط ابن سيدنا اسماعيل بدوحة استقراره كان فى جنوب الاردن، وهو الذى اتخذت من اسمه مسئله استنباط المياه الجوفيه، وكان اول من كتب العربيه بالارميه لتتكون فيما بعد حضاره الانباط، فان اصل العرب بدلاله المكان وبدايه النشاءه بعد الطوفان يكون فى الاردن، حيث كانت بدايه اعمار الارض من جديد بدلالة خلق مدينه إرم التى لم تبنى بل تم خلقها بطريقه اعجازية حيث شكلت منارتها فى البنيان اول وثبه اعماريه على وجه الارض بعد الطوفان، وهذا ما جعل منها المدينه الغائبه من على سطح الارض الحاضره فى باطنه بدلاله إرم الغائره حيث وادى رم الذى كان جنات وانهار وسيعود بدلالة "عاد" من حيث العودة إلى حيث كان، وهذا ما يحتم علينا الاتجاه جنوبا حيث يمكن ان تتشكل البدايات فكما تم إعادة احياء الارض بعد الطوفان من هنالك، يوم ايضا تشكيل مدينه جديد تحوى على ارث غائر لزمن غابر بعد احياءه من جديد برمزيه احياء فى جمله اعمار، فان انشاء مدينه دون فكره تبقى صماء ان لم تحمل فكره احياء او فكره اعمار او حتى فكره هندسيه حديثه يمكن البناء عليها، مثلا فى تكوين بحيره صناعيه تحيي المكان فان اختيار المكان هو مساله ضروريه من اجل انجاح فكره بناء مدينه جديده، وهذا ما تبينه مدينه إرم الحاضره الغائره فى مدينه رم.

مقالة من كتاب جغرافية المكان لبيان تاريخ الأنسان
الدكتور حازم قشوع