البث المباشر
محادثات برلين الأمريكية–الأوكرانية تحقق تقدماً كبيراً تركيا: توقيف شخصين بتهمة ذبح الخيول وبيع لحومها في إسطنبول الارصاد :منخفض جوي يؤثر على المملكة وأمطار متوقعة وتحذيرات. هل يفعلها الرئيس؟ حادثة تدمر وتبعاتها على الحكومة السورية الانتقالية. حسين الجغبير يكتب : متى نتعلم الدرس جيدا؟ الاردن يدين هجوما استهدف قاعدة دعم لوجستي لقوات الأمم المتحدة بالسودان حوارية حول "تعزيز القيادة في ضوء الالتزامات الوطنية للقمة العالمية للإعاقة" قرارات مجلس الوزراء حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام مندوبا عن الملك وولي العهد العيسوي يعزي عشيرتي الخلايلة والعواملة جمعية الأطباء الأردنيين في ألمانيا تؤكد استعدادها لعلاج يزن النعيمات عمر الكعابنة يهنّئ الدكتور حسان العدوان بمناسبة نيله الدكتوراه في الإذاعة والتلفزيون بامتياز ما بين التغيرات المناخية وإخفاقات الإدارة وتحوّلات الإقليم: كيف دخل الأردن معركة المياه؟ أخلاق الطبيب بين القَسَم وإغراء السوشيال ميديا إيرادات شباك التذاكر في الصين لعام 2025 تتجاوز 50 مليار يوان الحاجة عليا محمد أحمد الخضراوي في ذمة الله وصول قافلة المساعدات الأردنية إلى الجمهورية اليمنية جامعة البلقاء التطبيقية توقّع مذكرة تفاهم مع شركة أدوية الحكمة لتعزيز تدريب الطلبة والخريجين وزارة المياه والري : ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر تشرين ثاني

خطة ترامب للسلام من منظور أردني

خطة ترامب للسلام من منظور أردني
الأنباط -
خطة ترامب للسلام من منظور أردني 
طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة جديدة مؤلفة من 21 بندًا لوقف الحرب المدمّرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. اللافت أنّ الحكومة الإسرائيلية سارعت إلى إدخال تعديلات جوهرية عليها بما يتوافق مع قرارات مجلس وزرائها قبل زيارة نتنياهو إلى واشنطن، ليقبل ترامب بهذه التعديلات، وتُطرح لاحقًا تحت مسمّى "خطة ترامب للسلام في غزة"
المبادرة حظيت بترحيب سريع من عدد من الدول العربية والأوروبية باعتبارها فرصة لوقف نزيف الدم وإعادة فتح باب الإعمار، إلا أنّ القراءة الأردنية المتروية تكشف عن مخاطر كامنة تتجاوز حدود غزة، لتعيد إلى الأذهان صفقة القرن واتفاقات أبراهام التي تعامل معها الأردن بحذر ورفض.
فيما ينتظر الجميع موقف حركة حماس منها. غير أنّ قراءة هذه الخطة من زاوية أردنية بحتة تبدو أكثر أهمية، لكون الأردن الأكثر عرضة لتداعيات أي ترتيبات إقليمية تمس جوهر القضية الفلسطينية وتعيد شبح النزوح القسري وتهميش القدس الى الواجهة
أوجه الاختلاف مع "صفقة القرن" و"السلام الإبراهيمي"
1.التركيز الجغرافي والسياسي: صفقة القرن سعت إلى فرض حل شامل يتناول القدس واللاجئين والحدود، بينما تنحصر خطة ترامب الحالية في غزة، مع وعود مؤجلة ومبهمة بمفاوضات لاحقة حول الدولة الفلسطينية.
2.الآليات التنفيذية: الخطة الجديدة تتحدث عن حكم انتقالي تكنوقراطي في غزة بإشراف دولي، بخلاف صفقة القرن التي انطلقت من فرض واقع إسرائيلي على الأرض.
3.البعد التطبيعي: اتفاقات أبراهام شكّلت إطارًا لتطبيع عربي – إسرائيلي بمعزل عن الفلسطينيين، أما الخطة الحالية فتسعى إلى توظيف هذه الشبكة الإقليمية لدعم إدارة غزة دون أن تقدّم حلولًا جوهرية للقضية الفلسطينية.
التداعيات المباشرة على الأردن
1.الهاجس الديموغرافي: أي إشارة لإعادة توزيع السكان أو نزوح قسري من غزة أو الضفة تمثل خطرًا مباشرًا على الأردن الذي أعلن مرارًا رفضه المطلق لهذا السيناريو.
2.الدور الديني والسياسي: تجاهل قضايا القدس والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية يهدد موقع الأردن ودوره الإقليمي.
3.الأمن الوطني: استمرار الصراع أو إعادة تفجيره في غزة يزيد مناخ التطرّف ويضاعف المخاطر على الحدود الأردنية.
4.المكانة الدبلوماسية: المضي في الخطة دون مشاركة السلطة الفلسطينية يفرض على الأردن بلورة موقف أوضح دفاعًا عن الحقوق الفلسطينية.
5.الفرص الاقتصادية المشروطة: المشاركة الأردنية في إعادة إعمار غزة قد تحمل مكاسب، لكنها تبقى مرهونة بضمانات سياسية تمنع أي حلول على حساب الأردن.
إن قراءة خطة ترامب بعيون أردنية تفرض نفسها اليوم. فالأردن الذي رفض صفقة القرن وتعامل بحذر مع اتفاقات أبراهام، مطالب بالتشبث بثوابته الوطنية: لا للتوطين، لا للنزوح القسري، ولا لأي تسوية تُضعف الحقوق الفلسطينية أو تنتقص من الوصاية الهاشمية على المقدسات.
إنها لحظة فارقة تتطلب موقفًا عربيًا منسجمًا ورؤية أردنية واضحة تحافظ على المصالح الوطنية، وتبقي القضية الفلسطينية في صميم أولويات المنطقة.

م. عدنان السواعير
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير