المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تسلل طائرة مسيّرة على الواجهة الغربية طقس حار خلال الأيام الثلاثة المقبلة 6 علامات تدل على عدم شرب كمية كافية من الماء 3 سلوكيات صحية للقلب تحقق فوائد عديدة للجسم هل سيُسلم فضل شاكر نفسه؟ بأجواء بسيطة.. نجم شهير يتزوج للمرة الثانية وعروسه من خارج الوسط الفني (صور) بنك الإسكان يرعى مهرجان جرش للثقافة والفنون 2025 “ماتت أمي”.. فنانة شهيرة تنعي والدتها بكلمات مؤثرة جداً (صورة) الأردنيون أمام فرصة تاريخية صور متقابلة من غزة: الأحداث المنتقاة لا تصنع المشهد كاملاً الكاتبة سارة طالب السهيل تقدم ورشة القصص والكتابة التعبيرية للاطفال في بيت مليح الثقافي في لواء ذيبان. . عشيرة أبو رمان تمنح الخليفات عطوة اعتراف لثلاثة أِشهر تحسن على مؤشر داو جونز الأميركي قرار لمجلس الأمن يدعو لحل النـزاعات بالطرق السلمية لجنة مجلس محافظة المفرق توقف تنفيذ 140 مشروعا “الأراضي والمساحة” تسعى إلى بناء شراكات مع المعنيين بالقطاع العقاري المدني يطلق دعوة لوحدة التيار الديمقراطي رئيس الوزراء يستقبل المهيدات ويشيد بجهوده في إدارة "الغذاء والدواء" منتدى "شومان" يستضيف الأعظمي في أمسية مميزة بعنوان "ليلة المقام العراقي" افتتاح معرض صور بعنوان "الأماكن التاريخية في مدينة إربد وضواحيها"

مسحوق سحري لتحسين كل شيء

مسحوق سحري لتحسين كل شيء
الأنباط -

صالح سليم الحموري

مثلما كانت الثورة الصناعية الأولى بوابة لتعزيز القدرات الجسدية للبشر، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي هو المفتاح الجديد لتعزيز قدراتنا الذهنية والمعرفية. في عالم حيث يتسارع التطور بوتيرة هائلة، يمكن أن يُنظر إلى هذا النوع من الذكاء الاصطناعي "كمسحوق سحري يعمل على تحسين كل شيء من حولنا"، فهو يتجاوز حدود ما هو ممكن، ويجعل من الخيال حقيقة يومية نعيشها، وانا فعلا اعيشها.

خلال الثورة الصناعية، اكتشف البشر طرقًا لتسخير قوة الآلات لتعزيز القدرات العضلية؛ فقد كان العامل يستطيع إنجاز ما لا يمكن تحقيقه بالجهد البشري وحده. وقد أدى ذلك إلى تغييرات جذرية في الإنتاج والصناعة والمجتمع بأسره. أما اليوم، فإننا نعيش في عصر حيث الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس مجرد أداة تكميلية، بل هو محرك رئيسي يعزز التفكير، الابتكار، والإبداع البشري. فهو يتيح لنا الوصول إلى مستويات من التحليل والفهم لم تكن ممكنة من قبل.

الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس مجرد برمجيات أو أدوات قادرة على توليد النصوص والصور أو حتى الرموز البرمجية؛ إنه منظومة تعتمد على التعلّم الآلي والخوارزميات المتقدمة للتنبؤ، الإبداع، وتطوير الأفكار بطرق غير مسبوقة. يشمل ذلك العديد من المجالات مثل التعليم، الرعاية الصحية، الفن، والإنتاج الإعلامي. فهو قادر على تقديم أفكار جديدة، تصميمات مبتكرة، بل حتى الوصول إلى حلول معقدة في غضون ثوانٍ.

التعليم، على سبيل المثال، يستفيد من أدوات الذكاء الاصطناعي لتخصيص المناهج الدراسية وفقًا لاحتياجات الطلاب، مما يعزز من فاعلية التعلم ويسهم في بناء جيل ذكي وقادر على مواكبة التطور. في مجال الرعاية الصحية، يساعد الذكاء الاصطناعي في التشخيص المبكر للأمراض، تحسين طرق العلاج، وتحليل كميات هائلة من البيانات الطبية للوصول إلى رؤى دقيقة. حتى في الفن والإبداع، نرى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكنه تصميم أعمال جديدة ومساعدتنا في إعادة تخيل ما يمكن للفن أن يكون عليه.

رغم القوة المذهلة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلا أن هناك تحديات حقيقية علينا مواجهتها. من ضمن هذه التحديات القضايا الأخلاقية المتعلقة باستخدام هذه التقنية، خصوصًا في ظل احتمالية استغلالها لنشر معلومات مضللة أو إحداث آثار اجتماعية سلبية. لذلك، فإن الحاجة ماسة إلى وضع ضوابط وأطر تنظيمية تحكم هذا الاستخدام وتضمن أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يخدم البشرية بدلاً من أن يشكل تهديدًا لها.

"الذكاء الاصطناعي التوليدي" هو بالفعل "المسحوق السحري" الذي يمكن استخدامه لتحسين كل شيء. لكن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية تسخير قوته بطرق تعود بالفائدة على المجتمع وتعزز القيم الإنسانية. إنه عصر جديد يحمل في طياته فرصًا لا حدود لها، ومسؤولية عظمى تجعلنا نتعامل مع هذا التقدم بحكمة ووعي، لنرسم مستقبلًا يكون فيه الذكاء الاصطناعي خير سند لعقولنا وطموحاتنا.

تجسيدًا لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يقود تحولًا حقيقيًا نحو المستقبل ليس فقط عبر استشرافه، بل بصناعته، من خلال تكثيف الدراسات والأبحاث والجهود لتعزيز تبني التكنولوجيا المستقبلية في العمل الحكومي والاستفادة من قدراتها الإيجابية، وقد أحسن مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، بأصدار "دليل استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي"، حيث يمثل هذا الدليل أداة أساسية لتمكين الجهات الحكومية والموظفين من توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعزيز استخدامها في مختلف مجالات العمل.

ومن واقع تجربتي الشخصية، التي شاركتها في إحدى المحاضرات، لاحظت زيادة في إنتاجيتي بنسبة تجاوزت 30%، إلى جانب تحسين كبير في جودة المخرجات. لهذا، أوصي الجميع بالاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي بما يتناسب مع طبيعة عملهم، لتحقيق أفضل النتائج وتطوير الأداء.


صالح سليم الحموري

خبير التدريب والتطوير

كلية محمد بن راشد للادارة الحكومية



© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير