النبر...الأوبرا شغفي المتأخر الذي أصبح هويتي
الانباط – ليث حبش
عدي النبر، أحد مغني الأوبرا الأردنيين، لديه تجربة فريدة في عالم الأوبرا، حيث بدأ رحلته في سن متأخر. كانت موسيقى الأوبرا مصدر إلهام كبير له، مما دفعه لاحترافها بينما كان يتابع مسيرته المهنية في مجال الاقتصاد ،هذه الرغبة الملحة نحو الموسيقى قادته إلى التدريب وتعلم دروس الغناء الأوبرالي، ليكتشف النبر أن لديه موهبة فريدة في هذا المجال.
في مقابلة حصرية أجرتها صحيفة "الأنباط" مع الفنان الأوبرالي عدي النبر، قال: أول مشاركة لي في عالم ا لغناء، كانت جزءًا من عمل مسرحي موسيقي عالمي بعنوان "أوليفر"، الذي قُدم بنسخته العربية في الأردن كانت هذه التجربة الأولى لي في هذا المجال، تبعتها عدة مشاركات محلية وعالمية في أكاديميات أوبيرا دولية وقد أظهرت لي هذه المشاركات عمق وتعقيد فن الأوبرا مشيرًا إلى أن فن الأوبرا يحتاج إلى خامة صوتية مميزة، وجهد كبير، وتحمل عالٍ يتطلب هذا الفن تدريبًا طويل الأمد ومعرفة موسيقية عامة بالإضافة إلى ذلك.
موضحًا أن المغني الأوبرالي يجب أن يكون ملمًا بعدة لغات، مما يعزز من قدرته على أداء الأدوار المختلفة بفعالية ،كان حبه للغات داعمًا كبيرًا له في رحلته الأوبرالية، حيث ساعده على تحقيق تقدم ملحوظ في الأداء اللغوي والموسيقي والقدرة على فهم وتقديم الأعمال بلغاتها الأصلية أضافت بُعدًا جديدًا لتجربته وأثرت بشكل إيجابي على أدائه.
وأشار إلى أن الأوبرا تتطلب الكثير من الالتزام والتحضير، حيث يقضي المغني ساعات طويلة يوميًا في التدريب الصوتي والتمارين على القطع الموسيقية بالإضافة إلى ذلك، يجب على المغني فهم السياق الثقافي والتاريخي للعمل الذي يؤديه مما يضيف عمقًا لأدائه.
وأكد أن التحديات هي جزء أساسي من هذا الفن، وعلى الرغم من تعقيدها، إلا أنها تضيف إثارة وتحفيزًا إضافيًا للأداء ،وبصفته شخصًا يتحدى نفسه باستمرار يجد في الأوبرا لحظات جميلة تجمع بين المثابرة والإبداع، وهي جزء لا يتجزأ من هويته وعشقه للفن.
ذكر النبر أن من أهم الأعمال وأقربها إلى قلبه هي عروض "موسيقى الشرفات"، وهي إحدى الأعمال التي قدمتها جمعية تجلى للموسيقى والفنون، والتي أصبح عدي عضوا بهيئتها الادارية. انطلقت هذه العروض في عام 2015 في وسط البلد، من شرفة ديوان الدوق كانت هذه التجربة من أهم التجارب، وما زالت عروض الشرفات مستمرة حتى الآن بين الحين والاخر في عدة أماكن في عمّان والمحافظات الأردنية.
وأكمل حديثه قائلاً إن موسيقى الشرفات تعد تجربة استثنائية، حيث تكون عبارة عن عرض موسيقي مفاجئ مجهز بشكل كامل من جميع النواحي اللوجستية كما أن هذه العروض تعطي شعورًا مختلفًا للجمهور، حيث توفر لهم تجربة موسيقية دون الحاجة إلى التحضير المسبق أو تكلفة إضافية على المستمع.
في السياق ذاته، يجدر بالذكر أن من أحدث وأهم مشاركاته كانت في صيف 2023، حيث شارك عدي بالغناء في حفل للموسيقار الكبير ريكاردو موتي، وهو واحد من أهم الموسيقيين في مجال الموسيقى الكلاسيكية، لقد كنتُ والفنانة زين عوض برفقته في هذا الحفل الذي أُقيم في جرش بتنسيق مع وزارة الثقافة.
وذكر أيضًا عن التطور الذي تشهده ا الموسيقى الكلاسيكية في الأردن حاليًا، مع تزايد الاهتمام من قبل الجمهور والفنانين. وأعرب عن تفاؤله بمستقبل هذا الفن الرائع رغم التحديات، مؤكدًا على أهمية التوعية بالفن الأوبرالي.
أنهى حديثه بأنه يشعر بالفخر بكونه جزءًا من المجتمع الفني المتنوع في الأردن، داعيًا الجميع إلى استكشاف جمال الأوبرا والتفاعل معها فهي ليست مجرد مشاهدة بل تجربة تفاعلية تأسرالعواطف، وتنقل إلى عوالم جديدة ودعا لجعل الفن جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.