الأردن يحصد جائزة أعلى نسبة رضا للمستفيدين من خدمات الحج المعلمة صفاء لويس العوابده ....لروحك الطاهرة الرحمه والسلام استمرار الأجواء الحارة اليوم وبدء انحسار الموجة السبت... حدادين: العنف الانتخابي شوكة في خاصرة الديمقراطية الصفدي يؤكد ضرورة تحرك المجتمع الدولي فوريا لوقف جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني البنك الأردني الكويتي يطلق حملة جوائز حسابات التوفير لعملائه الأونروا: الأردن المانح الأكبر لوكالة الغوث قطار المشاعر المقدسة الذي تديره شركة صينية ينقل أكثر من مليوني راكب خلال موسم الحج الحسن بن طلال يكتب : الأضحى بين الشعائر والمشاعر ممثل منظمة خيرية بغزة: جهزنا 14 ألف طرد من المساعدات الأردنية لإرسالها لشمال القطاع.. فيديو التعاون الإسلامي تحتفي باليوم العالمي للاجئين وزير الطاقة ورئيس هيئة الطاقة يتفقدان مركز المراقبة والطوارئ ومحطة السمرا لتوليد الكهرباء تراجع الإسترليني مقابل الدولار واليورو اتحاد الكرة ينجز ترتيب استضافة بطولة ودية ثلاثية لمنتخبات الناشئات الدفاع المدني يخمد حريقا داخل ساحة لإصطفاف الآليات الثقيلة في عمان الخارجية: إصدار 68 تصريح دفن لحجاج أردنيين ليتم دفنهم في مكة المكرمة الأونروا: 67% من مرافق المياه والصرف الصحي والبنية التحتية بغزة مدمرة 37431 شهيدا و85653 مصابا بالعدوان الإسرائيلي على غزة بنك إنجلترا المركزي يبقى على أسعار الفائدة عند 5.25 بالمئة محافظ نابلس يزور المستشفى الميداني الاردني نابلس 3
تقارير الأنباط

تصاعد العنف المدرسي ... هل نحن امام ازمة تربوية متنامية ؟

{clean_title}
الأنباط -
الانباط – شذى حتاملة

اصبحنا نشهد في الاونة الاخيرة العديد من حالات العنف بين الطلاب والطالبات ، وما يثير القلق اكثر هو انتقالها من الجامعات إلى البيئة المدرسية سواء الابتدائية أو الثانوية ، حيث يعزى هذا التطور إلى عدة عوامل واسباب منها انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي من الممكن أن توثر على عقول الطلبة وتنشر سلوكيات عدوانية ، إضافة إلى تاثير البيئة المحيطة بالطلبة التي قد تكون مليئة بالعنف والعداونية ، لذا لابد من تضافر الجهود لمعالجة هذه الظاهرة لضمان بيئة تعليمية آمنة للطلبة .

وبدورها اوضحت الاستشارية النفسية والاسرية والتربوية حنين البطوش، ان ظاهرة العنف المدرسي اصبحت مقلقة ومخيفة تهدد سلامة وأمن البيئة التعليمية، وتعيق العملية التربوية لا شك بحيث تخلف آثارًا نفسية واجتماعية وخيمة على ضحاياها ، مبينة أن في الآونة الأخيرة ازدادت حدة هذه الظاهرة وانتقلت من الجامعات لتشمل المدارس ايضا ، ممّا ينذر بتبعات خطيرة إن لم يتمّ التصدي لها بفعالية ،ملقية بظلالها القاتمة على مستقبل الأجيال القادمة ، وللقضاء على العنف المدرسي مسؤولية الجميع أفرادًا ومؤسسات سواء حكومية اوغير حكومية، من خلال العمل الجاد، والتكاتف، والتعاون من مختلف الأطراف المعنية .
واشارت إلى أن أسباب انتشار العنف المدرسي وانتقاله من الجامعات للمدارس متعددة بحيث تشكل الأسرة نواة الأساسية للمجتمع ،فأذا كانت لدينا بيئة أسرية سليمة ،نتفادى الكثير من المشكلات بشتى أنواعها، قد يقلد الأطفال الذين يشهدون العنف في المنزل سلوكياتهم العدوانية في المدرسة، واهمال بعض الآباء التواصل مع أطفالهم بشكلٍ فعال، ممّا يؤدي إلى شعور الأطفال بالوحدة والعزلة، مما قد يدفعهم إلى السلوكيات العدوانية ،مضيفة أن الخلافات الأسرية، مثل الطلاق أو الخلافات الزوجية، تؤدي إلى شعور الأطفال بالقلق وعدم الأمان، ممّا قد يدفعهم إلى السلوكيات العدوانية ،وخاصة بعض الطلاب الذين يهملهم آباؤهم أو أمهاتهم بالإهمال وعدم الأمان، مما قد يدفعهم إلى السلوك العدواني للفت الانتباه ،وافتقار بعض الأهالي إلى مهارات الأبوة والأمومة الفعّالة .
وتابعت البطوش أنه قد يلجأ بعض الآباء إلى استخدام أساليبٍ قاسية في تربية أطفالهم، كـ الضرب أو الصراخ أو الإهانة، ممّا يؤدي إلى تعلم الأطفال للعنف كوسيلة للتواصل وحل المشكلات ،وقلة الوازع الديني عند بعض الأسر وعدم وضع أسس التربية الدينية الصحيحة المناسبة لتربية أبنائها ، مشيرة إلى الأسباب المدرسية التي لها دور رئيسي في زيادة حالات العنف بالمدارس ، إذ تعاني بعض المدارس من نقصٍ في الأمن وقلة الرقابة وسوء الإدارة والتنمر ،ممّا يؤدي إلى شعور الطلاب بالخوف وعدم الأمان، مما قد يدفعهم إلى السلوكيات العدوانية ،وقد لا يتمتع بعض المعلمين بالقدرة الكافية على الإشراف على الطلاب وحل الخلافات بشكلٍ فعال، ممّا قد يؤدي إلى تفاقم مشكلة العنف.
وزادت أن التركيز المفرط على المنافسة والتحصيل الدراسي يؤدي إلى شعور بعض الطلاب بالضغط والقلق، مما قد يدفعهم إلى السلوكيات العدوانية، إضافة إلى وجود اسباب مجتمعية حيث تساهم ثقافة العنف المنتشرة في المجتمع في تعزيز سلوكيات العنف لدى الطلاب ، مضيفة أن قلة فرص الترفيه المتاحة للطلاب يؤدي إلى شعورهم بالملل والإحباط ، مما قد يدفعهم إلى السلوكيات العدوانية ، والتعرض المفرط لمشاهد العنف في وسائل الإعلام يؤثر على سلوكيات الطلاب ويشجعهم على تقليد هذه السلوكيات.
وبينت البطوش أن هناك أسباب فردية تسهم في انتشار العنف كـ معاناة بعض الطلاب من اضطرابات نفسية مثل فرط النشاط أو القلق أو الاكتئاب، لافتة إلى أن تعرض بعض الطلاب للعنف في المنزل ،ونقص كبير عند بعض الطلاب إلى المهارات الاجتماعية اللازمة للتواصل مع الآخرين ، ومهارة حل المشكلات بشكلٍ سلمي، ممّا يدفعهم إلى استخدام العنف للتعبير عن مشاعرهم أو تحقيق أهدافه، مما يُؤثّر سلباً على سلوكهم ويُؤدّي إلى تصرفاتٍ عدوانية.
ولفتت إلى أن القضاء على العنف المدرسي مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود من مختلف الأطراف المعنية، بدءًا من الأسرة والمدرسة والمجتمع، وصولًا إلى الجهات الحكومية ، مبينة اننا نحتاج إلى نهجٍ شاملٍ يجمع بين الإجراءات الوقائية والعلاجية، مع التركيز على تعزيز ثقافة التسامح والاحترام والتعاطف والمحبة ، فعلى الأهالي توفير بيئةٍ أسرية آمنة وداعمة لأطفالهم، بعيدة عن العنف والاهانة والضر، إضافة إلى توفير بيئة أسرية مليئة بالحب والدعم والتفاهم، ممّا يُعزّز شعور الطفل بالأمان والثقة بالنفس.
واكملت حديثها أنه يجب على الأهل قضاء وقتٍ كافٍ مع الطفل، واللعب معه، والاستماع إليه باهتمام عن طريق الحوار المفتوح بين أفراد الأسرة، ممّا يتيح للطفل التعبير عن مشاعره ومخاوفه بحرية وتشجيعهم على استخدام أساليب إيجابية للتعبير عن غضبه، من خلال ممارسة الرياضة أو الرسم أو الكتابة ، ومراقبة سلوكيات أطفالهم ومتابعة تصرفاتهم، والتدخل في حال ظهور أي سلوكياتٍ عدوانية ، مضيفة إلى ضرورة تشجيع الأبناء على مساعدة الآخرين والمشاركة في الأعمال الخيرية ،وغرس قيم العمل الجماعي والتعاون لدى الأبناء، بحيث يجب أن تدرك الأسرة أنّ العنف المدرسي قد يكون ناتجا عن مشكلاتٍ نفسية أو اجتماعية يعاني منها الطفل ،لذلك في حال ظهور أي علامات تدل على أن الطفل يعاني من العنف، أو في حال واجه الآباء صعوبةً في التعامل مع سلوكيات أطفالهم العدوانية، على الأسرة طلب المساعدة من المرشد التربوي بالمدرسة أو من خلال أخصائي نفسي أو أخصائي اجتماعي.
وذكرت البطوش أنه يقع على عاتق أفراد المجتمع مسؤولية كبيرة في القضاء على ظاهرة العنف بالمدارس ، وللمجتمع دور محور في العمل على نشر ثقافة اللاعنف من خلال التوعية بمخاطر العنف وآثاره السلبية، وتعزيز القيم والأخلاق الحميدة، اولمكافأة على السلوكيات الإيجابية ، مبينة أهمية نشر الوعي حول مخاطر العنف المدرسي من خلال برامج توعوية تقدمها المؤسسات التعليمية، والجمعيات الأهلية، ووسائل الإعلام تهدف إلى توعية الطلاب، وأولياء الأمور، والمعلمين، بأشكال العنف المدرسي وسببه ونتائجه، وآليات التصدي له ، إضافة إلى دور الإعلام التوعية بمخاطر العنف المدرسي، من خلال نشر قصص واخبار عن هذه الظاهرة، وطرق الوقاية منها .
وتابعت أن المنظمات المجتمعية عليها دور كبير في مكافحة العنف المدرسي من خلال تقديم برامج توعية، ودعم نفسي، وخدمات إرشادية للطلاب، وأولياء الأمور، والمعلمين ، حيث هناك دور بالبحث العلمي باعداد الدراسات والبحوث العلمية في فهم أسباب العنف المدرسي، وتطوير برامج فعّالة للوقاية منه وعلاجه .
واشارت البطوش إلى الدور الرئيسي الذي تلعبه المدارس في الوقاية من العنف ومعالجته من خلال اتخاذ العديد من الإجراءات، منها توفير خدمات إرشادية ونفسية للطلاب الذين يعانون من مشكلاتٍ سلوكية أو عاطفية، ممّا يساعدهم على معالجة هذه المشكلات وتطوير مهاراتٍ صحية للتواصل والتعبير عن الذات، مضيفة إلى ضرورة تدريب الكادر التعليمي على مهارات الإرشاد والتوجيه، ممّا يمكنهم من رصد علامات العنف المبكرة وتقديم الدعم اللازم للطلاب ،والتركيز على إنشاء برامج دعم للطلاب المعرّضين للعنف، سواءً من داخل المدرسة أو خارجها، لمساعدتهم على التعامل مع الصدمات النفسية وتطوير مهارات التأقلم .
وتابعت أن من الضروري دمج برامج التوعية والتعليم حول مخاطر العنف وآثاره السلبية في المناهج الدراسية، مع تعزيز ثقافة التسامح والاحترام والأخوة بين الطلاب ،فمن المهم جداً تعليم الطلاب مهارات التواصل الفعّال وحل الخلافات بشكل سلمي، مما يساعدهم على التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم بطريقةٍ إيجابية ،وضرورة وضع قواعد صارمة وواضحة ضد العنف بمختلف أشكاله، مع تطبيق عقوبات رادعة على المخالفين ،إضافة إلى إشراك الطلاب في وضع قواعد السلوك المدرسي، مما يساعدهم على الشعور بالمسؤولية تجاه بيئة المدرسة ،مشيرة إلى اهمية إقامة شراكات مع الأسرة لإطلاعها على سياسات المدرسة المتعلّقة بالعنف، وتشجيعها على التعاون في معالجة هذه المشكلة ، وبناء جسور التواصل بين المدرسة والمجتمع، وبالتالي تؤدي إلى تعزيز الثقة وتبادل المعلومات حول العوامل التي تؤدي إلى العنف ، وضرروة التعاون ايضاً مع الجهات المجتمعية المختلفة، كـ الشرطة والجمعيات المحلية ، لوضع خططٍ مشتركة للوقاية من العنف ومعالجته ، بحيث يمكن ايضا استخدام أنظمة المراقبة في الأماكن المعرضة للعنف، مع مراعاة الخصوصية، لردع السلوكيات العدوانية ، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتوعية بمخاطر العنف وطرق الوقاية منه.

واكدت البطوش أن هناك العديد من الطلاب يمتنعون عن الإبلاغ عن حالات العنف التي يتعرضون لها أو يشهدون عليها ويعود ذلك لاسباب عديدة منها الخوف من المعتدي، أو الشعور بالخجل، أو عدم الثقة بجدوى الإبلاغ ، لذلك فإنه من المهم اتخاذ تدابير فعالة لتشجيع الطلاب على الإبلاغ عن حالات العنف، وذلك من خلال العمل على نشر ثقافة احترام التنوع والاختلاف بين الطلاب، وتوفير قنوات آمنة للطلاب للإبلاغ عن حالات العنف، مثل صناديق اقتراحات مجهّزة في أماكن مختلفة في المدرسة، أو خطوط ساخنة مخصصة للإبلاغ عن حالات العنف، أو بريد إلكتروني مخصص لهذا الغرض ، موضحة أن من المهم ضمان سرية هوية الطالب المبلغ عن حادثة عنف، وذلك لحمايته من أي انتقام من المعتدي ، وتقديم أمثلة ناجحة لطلاب قاموا بالإبلاغ عن حالات عنف، وكيف ساعد ذلك في حل المشكلة وحماية الآخرين ،و استخدام وسائل مبتكرة للتوعية بأهمية الإبلاغ، كـ المسرحيات، والمبادرات ، والملصقات، وورش العمل التفاعلية.
وبينت البطوش اهمية إنشاء خط ساخن مخصص للطلاب للإبلاغ عن حالات العنف، مع توفير موظفين مدربين لتلقي اتصالات الطلاب والرد عليها ،بحيث يمكن إنشاء موقع إلكتروني خاص بالمدرسة يسمح للطلاب بالإبلاغ عن حالات العنف بشكل إلكتروني ، مشيرة إلى ضرورة تدريب المعلمين على كيفية التعرف على علامات العنف الجسدي والنفسي على الطلاب، كـ الكدمات، والجروح، والسلوكيات العدوانية، والانطواء، والاكتئاب ، إذ يمكن توجيه الطلاب عن كيفية الابلاغ عن حالات العنف بطريقة مناسبة، وذلك لضمان حمايتهم وسرية هويتهم ، إضافة إلى توفير قنوات تواصل مفتوحة بين المدرسة وأولياء الأمور، ليتمكنوا من إبلاغ المدرسة عن أي حالات عنف يتعرض لها أبناؤهم.
وزادت أنه يمكن استخدام التعزيز الإيجابي للطلاب الذين يبلغون عن حالات العنف من خلال الشكر والتقدير، أو تقديم شهادات تقدير، أو منحهم جوائز رمزي ، إذ يجب مكافحة ثقافة الصمت التي قد تمنع بعض الطلاب من الإبلاغ عن حالات العنف خوفًا من العواقب ، موكدة بأن القضاء على ظاهرة العنف المدرسي يتطلب جهدًا مُكثفًا من جميع أفراد المجتمع، وذلك من خلال التوعية، والوقاية، والعلاج بالتربية السليمة وغرس القيم الدينية والأخلاق الكريمة بأولادنا منذ الصغر ، وبناء ثقافة الإبلاغ، ومكافحة ثقافة الصمت .
وفي السياق ذاته قال المرشد النفسي والتربوي محمد عيد الدهون ، ان العنف المدرسي ينمي في نفوس الطلبة القلق والاكتئاب ، بحيث يزيد من تدني الثقة بالنفس وانحدار في الاداء الاكاديمي مما ينعكس على علاقات الطالب اجتماعيا وقدرتهم على التعامل بايجابيه مع الاخرين .
واشار الدهون إلى الطرق الفعالة للتعامل مع حالات العنف المدرسي والوقاية منه في اطار الصحة النفسية ومنها زيادة الوعي والتثقيف وتبادل المعلومات حول الاثار السلبية وتعزيز المهارات الاجتماعية والتدريب على كيفية حل المشكلات والتواصل الفعال ، مضيفا إلى ضرورة الدعم النفسي للطلبة المتأثرين بالعنف المدرسي ، ودور المدرسة من خلال تشكيل فرق عمل تعمل على تطوير سياسات واجراءات للتصدي للعنف والوقاية منه مع المراعاة في هذه الاجراءات خصوصيةكل حاله وكل مجتمع .

وتابع أن الانشطة والتدابير التي تعزز الصحة النفسية للطلبة داخل المدرسة هي تنظيم حصص ارشادية للتوعية والتثقيف حول مهارات حل المشكلات والتعامل مع الضغوط وتعزيز المهارات