الناصر: اهتمام جلالته بقطاع المياه بدا واضحا من خلال زياراته للوزارة.. الملك عاد من امريكا للاطمئنان على الوضع المائي بـ طيبة الكرك
الزعبي: وجود الأردن بقمم المناخ والبيئة والمياه مسعى ملكي لتحقيق الأمن المائي والغذائي والحد من آثار التغير المناخي
محاسنة: زيادة للمحميات الطبيعية والرقعة الخضراء وإنشاء مركز الأبحاث البيئية
خضير: الملك حريص على تنفيذ المشاريع البيئية ويوجه الحكومات لـ إيجاد الحلول لـ القضايا البيئية
الأنباط – ميناس بني ياسين
حظيت قطاعات البيئة والأمن المائي والغذائي باهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني، على مدى 25 عاماً وكان ذلك جلياً بتوجيهاته الملكية السامية للحكومات المتعاقبة في كتب التكليف السامية وخطابات العرش لإيلاء ملف الامن المائي والمناخي الاولوية، ويكاد لا يخلو كتاب تكليف سامي او مبادرة ملكية سامية من التركيز على الأمن المائي والغذائي الاردني وتحقيق رفاهية وجودة الحياة للمواطن الاردني وفق افضل المعايير العالمية.
وفي السياق أكد وزير المياه الأسبق حازم الناصر أن الأردن يعتبر من افقر دول العالم من حيث نصيب الفرد من المياه ويعود ذلك للزيادة في السكان واستضافة اللاجئين وشح الأمطار ونضوب موارد المياه والتغير المناخي والحاجة المتزايدة للقطاعات الاقتصادية المختلفة إلى المياه، بالإضافة إلى محدودية الموارد المائية بشكل عام، مما جعل هذا القطاع محط اهتمام جلالة الملك عبد الله الثاني، وخاصة فيما يتعلق بإسقاطاته المستقبلية وما يتعلق منه بالأمن المائي والغذائي وصحة المواطنين.
وقال، "أذكر حضور أول اجتماع برئاسة جلالة الملك حول المياه بعد حوالي الشهر من تولي جلالته سلطاته الدستورية، وكان ذلك في ١٩٩٩، وقد لاحظت الاهتمام الكبير الذي يبديه جلالة الملك حول ضرورة إيصال المياه إلى كافة المواطنين وفي كافة مواقعهم، وقد ركز جلالة الملك على ضرورة تنفيذ مشروع الديسي وتحسين نوعية مياه سد الملك طلال وتأمين مياه الشرب للمواطنين وكذلك مياه الري للمزارعين".
وتابع، كانت رسالة الملك حول اهتمامه بقطاع المياه جلية وواضحة من خلال زياراته المتكررة لوزارة المياه، إذ زار الوزارة خلال الأعوام ٢٠٠١-٢٠٠٥ و ٢٠١٣ و ٢٠١٨ سبعة (۷) مرات وقام بافتتاح (۹) مشاريع مائية، منها ما يخص السدود ومشاريع مياه الشرب. وما زلنا نذكر جميعاً ما حدث عام ٢٠١٠ عندما عاد جلالة الملك من الولايات المتحدة للاطمئنان على الوضع المائي في طيبة الكرك التي كانت تعاني مشكلة نقص مياه.
وأكد أنه تحقق الكثير من الإنجازات المائية في عهد جلالة الملك والتي كان لها الأثر الأكبر في زيادة منعة القطاع ومتانته في تقديم خدمات المياه والصرف الصحي والري للمواطنين والمزارعين وفي مختلف مواقعهم، وأكبر دليل على صلابة القطاع عندما استضاف الأردن مليون ونصف لاجئ سوري شكلوا ٢٢٪ من مجموع سكان المملكة، دون الوصول إلى حد الأزمة رغم شح مصادر المياه وقلة الإمكانيات، مشيراً أن كل ذلك تحقق بتوجيهات جلالة الملك لتأمين ما يحتاجه قطاع المياه من تمويل ومساعدات، إذ تم تنفيذ مشارع مائية بقيمة ستة (٦) مليار دينار، وتنفيذ استراتجية المياه ومشاريعها الاستثمارية والتي باركها جلالة الملك عام ٢٠٠٢ ومنها مشروع مياه الديسي إلى عمان وتوسعته لتصل مياه المشروع إلى شمال المملكة، وسد الوحدة الذي أصبح يخزن حصة الأردن المائية من نهر اليرموك، وسدود الموجب والوالة والتنور ووادي الكرك ووادي ابن حماد والتي أصبحت منظومة متكاملة لخدمة قطاع الشرب والري والصناعة، ومشروع وادي العرب إربد ومشروع سد كفرنجه الذين عززا خدمات مياه الشرب في إربد وعجلون، ومشروع توسعة محطة زي ومشروع الموجب - الزارة - عمان اللذان زوّدا العاصمة عمان بمياه الشرب.
وأضاف أنه تم بعهد جلال الملك إدخال تقنية تحلية المياه لخدمة المناطق التي لا يوجد بها مصادر مائية صالحة للشرب مثل «الرويشد والصفاوي ووادي عربة والأغوار والزرقاء وجرش»، وتم كذلك إدخال الطاقة المتجددة في مشاريع المياه لتقليل أثمان المياه على المواطنين.
أما فيما يخص حماية أمن المنشأت المائية من العبث فقد تم تأسيس مركز للسيطرة والتحكم متطور ومتقدم على مستوى المنطقة بهدف متابعة وتشغيل ومراقبة أنظمة ومنشاءات المياه في كافة المناطق وعلى مدار الساعة.
وأشار أنه للاستمرار في تحسين الوضع المائي وتزويد المواطنين بالمزيد من المياه، فما زلنا نذكر توجيهات جلالة الملك للحكومة قبل أشهر للإسراع في تنفيذ مشروع الناقل الوطني وذلك لتعزيز سيادة الأردن المائية والاعتماد أكثر على مصادرنا الداخلية، بالإضافة إلى حزمة كبيرة مستقبلية من مشاريع المياه والري وإعادة الاستخدام سيتم تنفيذها في القريب العاجل.
وفي السياق ذاته: قالت الخبيرة في مجال دبلوماسية المياه ميسون الزعبي أن الأردن يشكو من ندرة المياه، حتى ما قبل التغير المناخي تبعاً للهجرات وتوزيعها والمصادر المائية النادر وجودها في الأردن، فكان الأردن واعيا وجلالة الملك كان مدركا لوضع الأردن في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة الإقليمية حالة من التحديات والصراعات، وعمل بجهود كبيرة في الساحة الدولية على وجود الأردن على طاولات قمم المناخ والبيئة والمياه سعياً في تحقيق الأمن المائي والغذائي والأمن من آثار التغير المناخي على الأردن.
وأشارت أن قطاع المياه لطالما كان في أجندة جلالة الملك وتوجيهاته وركز على تحديات المياه وكان حريصا على مؤتمرات التغير المناخي والحضور بفكر واعي ومشاريع يحملها ويعرضها في قمم المناخ والبيئة، إضافة إلى أنه كان حريصاً على نقل الواقع في خطاباته، مبينة أن أول اتفاقية تم توقيعها حينما عقد المنتدى الاقتصادي في منطقة تشهد أكبر تأثر من شح المياه والتغير المناخي وهي البحر الميت.. وكأن جلالة الملك كان يريد أن يطلع العالم على صورة الأردن واحتياجاتها من خلال المناطق الجافة في الأردن، ودعما مباشراً من جلالته للقطاع كان يقوم بنفسه بافتتاح المشاريع الكبرى ومتابعتها على سبيل المثال: تدشين مشروع جر مياه الديسي، مشروع جر مياه وادي العرب، ورعايته لمؤتمرات المياه العالمية المؤتمر الدولي لادارة الطلب على المياه، والمؤتمر والمعرض السادس لاتحاد المياه العالمي لإدارة وكفاءة استخدام المياه لعام 2011، تحت عنوان "إدارة الطلب على المياه: التحديات والفرص
وقالت أن إحدى أكبر الإنجازات التي عمل عليها جلالته نظراً للوضع المائي الذي شهده الأردن عام 2007- 2008 تقريباً هي اللجنة الملكية لقطاع المياه وكانت برئاسة الأمير فيصل، مراعياً في تشكيل اللجنة اختيار الشخصيات المعنية بالمياه وكان الهدف منها الخروج باستراتيجية لقطاع المياه وتم عمل لقاءات مع معنيين في القطاع، وكتابة الاستراتيجية بأيدي أعضاء اللجنة 2008-2021 وهذا يدل أن جلالة الملك كان يحمل هم الوضع المائي على عاتقه بشكل كبير حتى اليوم.
وأضافت أنه لولا ان التغيير في مسؤولي قطاع المياه شكل بعض التحديات، لكان مشروع الناقل الوطني قد وُقع قبل أكثر من 10 أعوام، موضحةً أن جلالة الملك يعمل إلى يومنا هذا حتى أصبحت الأردن من أولى الدول التي ساهمت بعقد مؤتمر المناخ COP في الدول العربية والدول ذات التأثير الأكبرعلى التغير المناخي والحد منه، مشيرة أن ما حدث في غزة أعطى درس للدول بضرورة أن تكون الدولة معتمدة على نفسها في الأمن المائي والغذائي