دراسة تتوقع ارتفاع متوسط العمر بالعالم 5 سنوات تسعيني أمريكي ينال شهادته الثانوية فيسبوك تقلل الزيارات المحولة إلى المواقع الإخبارية فيديو لممثلة سورية يشعل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف آخر صيحات الزواج.. ظهور العروس داخل مكعب جليدي غاب الحوار الهادف وحضر النقد الزائف.. تطوير القطاع العام عقد اجتماعي جديد هيثم بن طارق سلطان عمان .......وعد وإنجاز وأمل اربد.. حدائق الملك عبد الله تفتقر للنظافة خاصة الدورات الصحية صناعة المستقبل ... تحفيز العمل الحر والمبادرات الريادية لتعزيز النمو الاقتصادي مدير المخابرات الأسبق نذير رشيد في ذمة الله مدارس حقلية لزراعة الورقيات عضويا في الأغوار الجنوبية زيارة سلطان عُمان إلى الأردن تعكس التناغم في الرؤى السياسية بين البلدين اتفاقية لتركيب أنظمة الخلايا الشمسية في مناطق بلديتي أم الجمال ورحاب إنقاذ طفلة غرقت وفقدت العلامات الحيوية في إربد " إفتتاح مؤتمر "قصص نجاح أردنية" الاتحاد الأوروبي يندد بتدمير الاحتلال للبنية التحتية الطبية في غزة السعودية تعلن شراء 105 طائرات إيرباص الجبور يتفقد عددا من المرافق الشبابية والرياضية في الكرك شهيد وجرحى في غارة اسرائيلية على جنوب لبنان زراعة المفرق: اعتماد 10 محاجر بيطرية خاصة لغايات تصدير الأغنام للأسواق الخليجية
محليات

وسائل إعلام فاقدة لأبجديات العمل الصحفي

{clean_title}
الأنباط -
صانعة أفلام فاشلة تروج الشائعات عن الأردن

الأنباط – خليل النظامي

إعتادت وسائل الإعلام الأردنية سواء الرسمية أو الخاصة إستخدام نمطية التبرير كـ وسيلة دفاع إتصالية ضد الهجمات الإعلامية والشائعات التي تستهدف الأردن نظاما وشعبا وحكومة، وهذا ليس ضعفا وإنما شكل من أشكال المهنية الإتصالية الرفيعة.
حديثنا اليوم سيكون مختلفا عن كل ما سبق، وسيكون موقفنا بعيدا عن نمطية التبرير، وسيكون هجوميا ضد أي فرد أو جماعة او دولة تحاول المساس بصورة الأردن والأردنيين ومواقفهم التي باتت تاجا على رأس مواقف جميع الدول العربية، إزاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة وفلسطين بشكل عام.

ويجب أن نوضح للجميع كما أن هناك ضحايا ومضطهدين ومشردين في الحروب والمعارك، في المقابل هناك فئات يطلق عليهم إسم "تجار الدم" أو "تجار الحروب"، وهذه الفئات معروفة ومن السهل كشف أمرها، يحاولون بشتى الطرق الإستفادة من المعارك والحروب وتفاصيلها ونتائجها لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب الشخصية أو مصالح ومكاسب الجماعات التي يعملون معها.

وقد سبق وكشف الكثيرين عن هذه الفئة تاريخيا خاصة ممن يعملون مع الجماعات والتيارات التي تكون أولويتها تحقيق مصالحها الخاصة خلال الأحداث والمعارك التاريخية كـ حرب فيتنام والحرب الروسية الأوكرانية وتلك التي جرت وتجري في سوريا والعراق ولبنان وليبيا وغيرها، وإطلعنا على الكثير من وسائل الإعلام التي تكون أولوية أهدافها الصيد في الماء العكر، وفبركة القصص والأخبار، وتأليف وتزوير وقائع الحروب لتحقيق مصالحهم الخاصة ومصالح من يمولهم بعملة الدولار مثل الـ (CNN) في حرب الخليج والغزو على العراق، والـ (BBC) خلال العدوان الصهيوني على غزة والكثير الكثير غيرهم.

بـ الأمس خرجت علينا إحدى الناشطات عبر منصات التواصل الإجتماعي في فيديو قامت بتصويره صدرت من خلاله و بـ اللغة الإنجليزية والعربية المترجمة مجموعة من الوقائع المزورة والقصص الكاذبة حول طبيعة عمل المستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة في منطقة خان يونس، السلوك الذي شكّل نوعا من أنواع الإشاعات والشائعات تدحرجت في أوساط وحواضن منصات التواصل وبعض وسائل الإعلام كـ كرة الثلج، ولاقت ردود أفعال واسعة في كافة الأوساط صنفت بردود أفعال "عاطفية" لا منطقية، ما أجبر السلطات الأردنية على إصدار بيان خاص يفند حقيقة الشائعة التي صدرتها هذه الناشطة.

هذه ليست المرة الأولى التي يتم من خلالها تصدير الشائعات والإشاعات حول ما يقوم به الأردن تجاه الأشقاء في قطاع غزة وفلسطين، ولكن هذه المرة تختلف عن السابقة لأن مصدر الشائعات معروف وواضح، الامر الذي يسّهل عملية تفكيك وتحليل هذه الشائعات ومعرفة أهدافها وما الغرض الذي ترمي إليه فضلا عن إستكشاف الجهة التي تخدمها هذه الشائعات.

وبـ العودة لـ مفاصل الفيديو الذي تم تصديره نجد بداية أن اللغة التي تحدثت بها الناشطة كانت الإنجليزية، إضافة إلى العربية التي تم ترجمتها للإنجليزية أيضا، الأمر الذي يكشف لنا عن ملامح الجهات التي تستهدفها الناشطة وتريد إيصال الرسالة الإتصالية لها، خاصة أن التاريخ المهني لها والذي تم الإطلاع عليه من خلال صفحاتها عبر منصات التواصل المختلفة فيه الكثير من المخرجات والسلوكيات والبرامج التي تخدم توجهات منظمات دولية كثيرة معروفة بتبعيتها لـ أنظمة سياسية لم تتوانى للحظة عن دعم الكيان الصهيوني في عدوانه على أهلنا في قطاع غزة، علاوة على أن إستخدام اللغة الإنجليزية والعربية المترجمة للإنجليزية سلوكا يحمل هدفا واضحا فيه محاولة للإساءة لصورة الموقف الأردني وما يفعله لـ الأشقاء في غزة.

وفي التفاصيل، نجد أيضا أن لغة الجسد التي جسدتها الناشطة خلال ظهورها في الفيديو لم تشر إلى حجم الضرر الواقع عليها، وإستخدمت عنصري "البكاء والشفقة" لـ إثبات روايتها المزورة حول المستشفى في إسلوب إتصالي "عتيق" يتمحور حول العزف على وتر العاطفة لـ الجماهير، وهذا السلوك غالبا يجد تفاعلا كبيرا عند الشعوب والمتابعين الذين تسوقهم العاطفة ويقدمونها على العقل والمنطق خاصة الشعوب الأجنبية.

علاوة على إستخدامها إسلوب إتصالي يطلق عليه "السلوك الساخر" لفظيا وجسديا، الذي يكون نتيجة مقارنة شيء بآخر، عندما قالت : "هذه صيدلية وليست مستشفى"، وهذا ما يؤكد تحليلنا السابق حول الهدف من إستخدام الإنجليزية المتمثل بـ الإساءة وتشوية صورة المستشفى وكوادره الطبية.

أما حول المعلومات المزورة، والرواية الكاذبة التي قامت الناشطة بتصديرها فمن السهل كشفها، خاصة أنها بدأت بالتصوير بـ القرب من البوابة الرئيسية لـ المستشفى وإنطلقت بالإتجاه المعاكس في مشهد تريد أن توضح فيه لـ للجماهير المتابعة أنه تم طردها أو أن المستشفى مغلق، ولكنها غفلت عن أن أي معلومة يتم تصديرها يجب أن يكون معيارها التوازن في وجهات النظر ولم ترفق فيديو مصور للكوادر التي أعلمتها أن المستشفى مغلق لتثبت ما تستعرضه، وهذا يؤكد لنا زيف روايتها التي إبتدعتها حول المستشفى، ويكشف لنا أن ما صدرته مجرد محاولة صيد رديئة مهنيا، في وقت تدعي أنها متخصصة مهنيا في صناعة الأفلام، وهذا يشير أيضا إلى مدى رداءة المنتج الذي تصنعه ولا يجد رواجا، ولو كان لمنتجاتها أثرا لكنا سمعنا بـ إسمها من قبل كـ صانعة أفلام.

المضحك بـ السيناريو الرديء الذي قدمته الناشطة، نوع المرض الذي كانت تعاني منه، الأمر الذي لا يعكس الصورة الحقيقية لـ جبروت المرأة الفلسطينية التي عرفت بـ قدرتها على التحمل ومقاومة الأمراض وقساوة الأوجاع ووزنت بـ ألف رجل، علاوة على وقفتها كـ السنديانة الصلبة في وجه القنابل والصواريخ التي لم يمر يوما في تاريخها لم تشهد فيه آلام وأوجاع صحية ومعنوية ونفسية، وهذا ما كانت تتصف به نساء عسقلان والقدس إبان الحملات الصليبية في عهد نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي، وهذا سلوك يفند رواية الناشطة، ويوضح لنا أن ما قامت ببثه كان مجرد سيناريو تمثيلي رديء الصناعة لا أكثر، خاصة أنه لا يعبر عن مستوى وصورة جبروت المرأة الفلسطينية.

والأخطر في ما حصل بـ هذا الحدث، نشر بعض وسائل الإعلام المحلية الأردنية الفيديو الذي صورته الناشطة حول المستشفى الأردني، ضاربين بعرض الحائط جميع أبجديات العمل المهني الصحفي والإعلامي المتمثلة بـ معايير التحقق من المعلومات والتوازن والموضوعية والرأي والرأي الآخر قبل نشر المعلومات الخبرية، وهذا إن دل على شيء فـ إنما يدل على أن كثير من وسائل الإعلام المحلية تفتقر لـ أصول المهنية في العمل الصحفي من جهة، أو أن هناك أدلجة معينة في سياسات تحرير بعض هذه الوسائل شأنها إفتعال الازمات والتصيد في الماء العكر بهدف الإثارة وكسب أكبر قدر ممكن من المتابعين والمشاهدات على حساب المعايير الأخلاقية والمهنية الصحفية.

ولتفنيد كل هذه الشائعات والأكاذيب المضللة التي إبتدعتها الناشطة وأخذت حيزا في الأوساط عبر منصات التواصل الإجتماعي وبعض وسائل الإعلام، أصدرت السلطات الرسمية الأردنية على لسان مصدر رسمي بيانا قالت فيه "ان المستشفى الميداني الأردني في خانيونس وبالرغم من أنه مستشفى جراحي، إلا أنه يستقبل الحالات الطارئة للغزيين المصابين جرّاء الحرب".
وأشار البيان إلى أن كوادر المستشفى تستقبل الحالات الطارئة على مدار 24 ساعة، وطوال أيام الأسبوع، دون وجود أي عطل، مؤكدا أن المستشفى يتمتع بسمعة طيبة لدى الفلسطينيين في القطاع، وبشهادة وكيل وزارة الصحة العامل في غزة، وكذلك مدير عام المستشفيات في القطاع.

سيبقى الأردن بـ نظامه الحكيم وشعبه الأصيل واقف وقفة وعز ومروءة وشموخ مع الأشقاء في فلسطين وقطاع غزة، وسيبقى شوكة في حلق كل عدو متربص، وفخا لا يمكن الخلاص منه لكل صياد لا يجيد أصول الصيد، وخنجرا في وجه الأعداء الصهاينة ومحاولاتهم، ومهما حاول مطلقي ومروجي الشائعات ضرب أمن الأردن أو تشويه سمعته، فسنكون نحن أهل القتال الفكري والعلمي والعقلي له بالمرصاد، ولن نقف بعد اليوم موقف المدافع المبرر، بل مقاتلين مهاجمين.