جائزة الملكة رانيا للتميز التربوي والأداء المميز

الأنباط -

 

د.ريما زريقات

                   أصبح المجتمع الأردني ومنذ فترة ليست بقليلة يعرفون حق المعرفة جائزة الملكة رانيا للمعلم المتميز والمدير المتميز والمرشد المتميز ، فكل تربوي و تربوية ( مراعاة للنوع الاجتماعي )  من هذه الفئات لهم أخوة وأخوات وأم وأب وزوج وزوجة ، يشاركوهم الاستعداد للتقييم عند المشاركة بالجائزة ويبذلون جهودا لا تقل عن المرشح ، حقيقة هذه الجائزة أعادت للتربوي وخاصة المعلم ،  هيبته وحماسه وعطاءه المميز واللامتناهي واحترامه الوظيفي والمجتمعي ، وتأكيده لذاته .    

             انطلقت جائزة الملكة رانيا للتميز التربوي عام 2006 ، حين كنت مديرة مدرسة وكم كانت فرحة المعلمات وقتها بهذه الجائزة ، فحرصت المعلمات بالمشاركة فيها  للفوز ، وعام 2009 تشرفت بالمشاركة فيها وحقيقة أدركت كم كانت معاييرها رائعة ومميزة وهي معايير من صلب عمل مدير المدرسة لكنها تنظم العمل وتضيف له نكهة من التميز والإبداع والخروج عن المألوف وتجعله متواصل فاعل مع جميع المعنيين بالعملية التعليمية التعلمية داخل المدرسة وخارجها ، وتعمل على مواجهة المصاعب والتحديات ، لا بل تجعلها فرص نجاح وتميز ، وأكثر من ذلك أنها تهتم بأن يكون الطالب هو المحور وتصقل شخصيته بطريقة نوعية ومتكاملة وتسعى للإدارة بالنتائج ، نعم جعلت مني مديرا متميزا لمجرد العمل على تحقيق معاييرها ، وشاركت وقتها 26 معلمة بالجائزة ، لأن المدير القائد مؤثر في مجتمعه المدرسي باستمرار .

                 عام 2010 انتقلت لوظيفة مشرف تربوي ، وكنت أساعد المنسق والمرشحين بالجائزة لعشقي وقناعتي بها ، وبحمد الله فازت معلمة كنت أنا مشرفة إدارية وقتها للمدرسة وعملنا سوية ، لها ولمديرتها مدرستها كل احترام ، وبعد ذلك أصبحت منسقة للجائزة فحققت المديرية فوز مميز ،  فاز وقتها عدد لا بأس به من المرشحين ، وتكرمت المديرية بحصولها على أعلى عدد متأهلين ميدانيا ، ثم حدثت ثورة نوعية ومعرفية ووظيفيا في الأداء ،  وكان هذا الفوز تعزيزا وحافزا لجميع المعلمين والتربويين في هذه المديرية .   

             دعوني أوضح التميز في مراحل هذه الجائزة أيضا ، تبدأ بالاستبانة ، وهي استبانة تقيس جميع النتاجات السلوكية والانفعالية والمهارية ، ثم  تقييم كتابي وبعدها مقابلة ، المقابلة مرتبطة تماما بالتقييم الكتابي ، لا بل التأكد مما ورد فيه بطريقة توظيفية ، بعد ذلك التقييم الميداني ، وهو التأكد على ارض الواقع وفي سياق العمل وتوظيف المعايير الفعلي ، كل ذلك لا يهمل الجوانب الشخصية المتكاملة فتكون هناك مقابلة شخصية ، ثم الحفل الرائع ، برعاية سيدتي جلالة الملكة رانيا المعظمة ، اعتقد فعلا أن هذه المراحل تجاوزت جميع خطوات المنهجية العلمية بجميع أنواعها وأشكالها .

               عام 2018 أصبحت مديرة فنية وتعليمية في مديرية أخرى وكنت وقتها منسقة للجائزة في مديريتي السابقة ولكن حبا وحرصا مني استمريت كمنسقة للجائزة وأصبحت أتابع مرشحي المديريتين وكنت سعيدة جدا بذلك .

             عام 2019 أصبحت مديرة تربية ، ولم أتوانى عن متابعة الجائزة والمرشحين مع المنسق ، واستمريت بدعمها ونقل الخبرة والحث على المشاركة ، وبهذا العام تم تكريمي كمديرة تربية حققت مديريتها أعلى نسبة مشاركة بالجائزة والحمدلله ، وبعد ان انتقلت رئيسة وحدة جودة التعليم والمساءلة في وزارة التربية والتعليم ، أصبحت عضوا في لجنة مأسسة الجائزة التي أعتز بها وكانت هناك متابعة رائعة وحثيثة للفائزين وأثرهم في مواقعهم والميدان التربوي.

 
الرائع والذي يميز الجائزة وأكيد ليس فقط الشفافية والمهنية الرائعة وتأكيد ذوات الفائزين والأثر النوعي على الطالب ومخرجات التربية والتعليم ، هو التوازن  بأمرين أولا : استثمار المميز خير استثمار في جميع الجوانب وثانيا : منحهم الامتيازات التي يستحقونها من تكريم ورتب والحرص على تمييزهم وأعطائهم أولوية في كل المواقع والوظائف التي يتقدمون لها في وزارة التربية والتعليم ، فهنيئا لكل فائز بجائزة التميز ، مديرا ومرشدا ومعلما ، وهنيئا لكل طالب نهل من علمهم وخبرتهم ، وهنيئا لكل مرشح للجائزة ولأهله وذويه وأبنائه ومجتمعه ، ولنا أن نفخر في سيدة التميز التربوي وداعمته جلالة الملكة رانيا المعظمة حفظها الله ورعاه وسيدي صاحب الجلالة الملك المعظم الذين كانا وما زالا يحرصان على رفعة التعليم في وطننا الحبيب والعمل على نقله نقلة نوعية .

د.ريما زريقات