النخبة elite- تناقش العادات الاجتماعية الدخيلة على المجتمع

مريم القاسم 

طرح ملتقى النخبة elite- اخيرا عادات اجتماعية دخيلة على مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا وتراثنا حيث عرضوا ما يتفق منها مع الدين والعرف مقترحين اصدار وثيقة شرف يتبناها ابناء الوطن للحد منها  خاصة وان هناك عادات تغيرت وتطورت بشكل ايجابي وجزء منها اتجه نحو المنحى السلبي. 

واجمع المشاركون على ان المغالاة في تكاليف الاتراح والافراح هي من العادات الدخيلة على  مجتمعنا والتي ارهقت كاهل المواطن ، لدرجة انها سببت عزوف الشباب عن الزواج موضحين انها عادات متزامنة ومستمرة مع مرور الزمن اضافة الى عادات العزاء والطهور وحفلات التخرج من الثانوية العامة والجامعات حيث كانت بسيطة غير مكلفة ماديا يظهر فيها  تكافل وتعاضد ومحبة المجتمع دون اية التزامات مالية فيها.

وبينوا ان المغلاة في ترتيبات العزاء تتمثل بالارهاق المادي والبدني لاهل المتوفى من حيث تحمل نفقات الطعام والشرب التي يقدومها خلال ثلاثة ايام مما يسهم بتعطيل لأعمال الناس ومشاغلهم خاصة إذا كان مكان العزاء بعيدا بالاضافة لاستئجار صيوانات او قاعات  لاستقبال المعزيين وتذهب حيانا للمباهاة بفخامة وضخامة بيوت العزاء. 

واشاروا الى انه من الواجب اكرام اهل المتوفى فقط وفقا لما جاء في حديث الرسول صلى عليه وسلم  وليس  من الواجب اكرام كامل العشيرة لما في ذلك من تكاليف مالية مرهقة لمن يقوم بدعوة اهل المتوفى حتى ان البعض تخلى عن ذلك لما تشكله من ثقل مالي عليه مما جعل اهل المتوفى باكرام انفسهم بانفسهم واكرام ضيوفهم في عادات دخيلة على مجتمعنا يعجز البعض ان يقوم بها. 

وفيما يتعلق بالافراح وظاهرة اطلاق النار ومحاولات للحد منها خلال سنوات ماضية لفتوا الى انها ما زالت مستمرة  وتسهم في وقوع وفيات فيما يعتبرها البعض من الوسائل المعبرة عن الفرح ، متسائلين عن عقلية هؤلاء الاشخاص عند القيام بذلك مع التفكير باحتمال وفاة اي شخص نتيجتها مؤكدين  ضرورة محاربة هذه العادات من خلال عدم المشاركة بالمناسبات التي فيها مبالغة في الولائم، وتقليص عدد المدعوين وتخفيف حجم الوليمة في مناسباتهم ما أمكن. 

واقترح اعضاء الملتقى اصدار وثيقة شرف للحد من مظاهر المغلاة في الافراح والاتراح متل وثيقة السلط الشعبية ووثيقة الفحيص الخاصة بالعزاء والتي اتفقت فيها العشائر كافة على الحد من تكاليف العزاء وتنظيمه بما يتلائم مع ظروف اهل المتوفي حيث اسهمت في التخفيف من التكاليف المادية ومنعت اقامة ولائم الطعام من قبل العائلات الاخرى واقتصر طعام العزاء على العائلة او العشيرة الواحدة. 

واوضح المشاركون ان العادات الدخيلة جاءت لسببين الأول ناتج عن ضعف الثقة بالنفس والذي يؤدي إلى السعي إلى تقليد الآخرين وخاصة المجتمعات الغربية ، والثاني تقليد الاشخاص المحليين وذلك بهدف مجاراة الأصدقاء والأقارب والسعي خلف شهرة شكلية ومظاهر زائفة. 

واقترح المشاركون حلولا منطقية وعملية للحد من هذه الظاهرة تدريجيا حيث لا بد أن يكون لدائرة الافتاء ورجال الدين رأي واضح ومحدد في هذه الظاهرة من ناحية دينية يجري تعميمه اضافة لدور الوجهاء وشيوخ العشائر فيما يتعلق بهذه الظاهرة حيث يجري توثيقه خلال اجتماع أو مؤتمر يعقد لهذا الخصوص ودور الاعلام التقليدي والحديث من خلال تخصيص مساحات زمنية ومكانية في البرامج واللقاءات للحديث عن الظاهرة.

وشارك في النقاش كل من المهندس محمود الدباس ، ابراهيم ابو حويله ، محمود ملكاوي ، المهندس رائد حتر ، المهندس احمد العدوان ، الدكتورة هيام ابراهيم ، مهنا نافع ، الدكتور علي حجاحجة ، الدكتور عبد الكريم الشطناوي ، هاشم المجالي ، الدكتور موفق الزعبي ، موسى مشاعره ، الدكتور جمال الدبعي ، المهندس عبد الله عبيدات ، حسام مضاعين ، الدكتور ياسر الشمالي ، الدكتور عديل الشرمان ، الدكتور خالد الجايح ، الدكتور زياد النجار ، الدكتورة فاطمة عطيات .