بدء الامتحانات النظرية لطلبة الشامل للدورة الصيفية 2024 غدا قراءة سريعة في نتائج الانتخابات النيابية 2024 الأردن والإمارات يمضيان نحو مستقبل استثماري استراتيجي كبير قراءة سريعة في نتائج الانتخابات النيابية 2024 النتائج الأولية للانتخابات النيابية (تحديث مستمر) ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار فيتنام إلى 141وتحذيرات من فيضانات ارتفاع أسعار النفط عالميا إثر مخاطر اضطراب الإمدادات الأميركية الأمن العام: مستمرون في تنفيذ واجب تأمين الانتخابات النيابية شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة العدوان على غزة يدخل يومه 341 والاحتلال يواصل ارتكاب المجازر وفيات الأربعاء 11-9-2024 أجواء معتدلة في المرتفعات والسهول وحارة في باقي المناطق اليوم الأمن يبحث عن مطلقي نار في معان والجفر ويستدعي مرشحين حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة لأربعة أيام قادمة شاي الماتشا يوفر فوائد خاصة لكبار السن في بث مباشر.. أوبرا وينفري تعزز دعمها لـ كامالا هاريس خطأ في التسعير يهدد شركة بالإفلاس حكم أوروبي يغرم (غوغل) 2.7 مليار دولار بسبب ممارسات احتكارية 7 فوائد لتناول الشوكولا الداكنة بانتظام ضبط ٧ مركبات أخفت لوحات الأرقام في معان
محليات

لا تدعونا نبكي وطن أعزنا وأذللناه...

لا تدعونا نبكي وطن أعزنا وأذللناه
الأنباط -
خليل النظامي 

منذ أيام وجميع من أقابلهم وأنا منهم نعيش في قلق غريب، لم يسبق لنا أن مررنا بمثل هذه الحالة غير المسنده بسبب، وأعتقد أن جميعكم يعيش بنفس هذا القلق حاليا، قلقون مما يحدث، وقلقون على ما سيحدث، وقلقون مما حدث، قلق لا مسبب له سوى تسارع الأحداث المتتالية من قتل وفساد ونهب وسرقة وخطف وغيرها من السلوكيات الإجرامية التي باتت تهدد أمننا وإستقرارنا كـ مواطنين على الصعيد المحلي. 

وقد وجدت في هذا المشهد أن أوجه عدة صيحات في إتجاهات أفقية وطولية، لـ ربما أعادتنا إلى خطة تجميع قوانا ورص صفوفنا من جديد لـ نتجاوز حالات القلق هذه التي نمر بها، ونبدأ بـ مكافحة ومقاومة كل السلوكيات العدائية التي يرتكبها الخارجون عن مسار الزمان الطبيعي بحقنا وتهدد إستقرارنا.

ودعوني أبدأ بـ رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة وأقول له، دعك من الجلوس في مكتبك الفخم، واركب سيارتك الخاصة لا الرسمية وتنقل بين الزقق والأوكار في مختلف محافظات المملكة وجالس المواطنين وإسمع منهم تفاصيل يومايتهم وعش معهم ولو لحظات وتذوق من طعامهم واشرب الشاي معهم، وبادلهم الإبتسامة وشاركهم همومهم وهمومك وهموم الوطن ولا تتركهم، إجعل لك جولة في كل شهر ولو مرة فهذا أمر سيطمئنهم ويهدي من روعهم والويلات الاقتصادية التي لحقت بهم.  

لـ أصحاب المعالي الوزراء كل في قطاعة 
لماذا نراكم لا تبارحون مكاتبكم إلا نادرا، لماذا لا نراكم في الشوارع والمدن والمحافظات والقرى، هل هي أزمة إرتفاع المحروقات، بحسب ما لدي من معلومات فأنتم لا تدفعون ثمن بنزين سياراتكم الحكومية، أقول لكم دعونا نرى جباهكم السمراء في جبال عجلون وسهول اربد وغابات جرش، دعونا نرى سياراتكم الفخمة في قرى الكرك وبين أبناء الطفيلة ونراكم تحتسون الرشوف في معان, لماذا لا تستمتعون بزيارة الرويشد والصفاوي ففيها عدد كبير من الأردنين يعيشون هناك لديهم حليب أغنام طازج ومشهور. 

نصيحتي لكم، دعكم مما أنتم فيه، وأنزلوا الميدان وجاليوا التجار وغسمعوا منهم، وتجمعوا مع العمال على صحن من الحمص والفلافل وتحدثوا معهم، ولا تدعوا صغيرا ولا كبيرا إلا وتسمعوا منه ما يسعده وما يقلقه، لا تخافوا فشعبنا طيب يغضب ويهدأ بنفس الوقت ولا يستغل الفرص ولن يؤذيكم، إسمعوا منهم فقط دعوهم يخرجون ما فيهم من كبت وغضب وهموم وقلق في وجوهكم فلن تخسروا شيئا، دعوهم يصرخون عليكم فهذا لن يؤذيكم، وحاولوا بقدر الإمكان اصلاح خلل هنا وخلل هناك وحدثوهم بشفافية عن ما تتعرض له الدولة من ازمات وعدوهم خيرا ولكن لا تتركوهم فريسة سهلة أمام الظروف القاسية، فتركهم بهذ الشكل فيه خلل كبير. 

لـ السعادة النواب إسمعوا نصيحتي، أعلم أن الإنتقال من مرحلة الحياة الطبيعية لـ العيش في حاضنة السلطة التشريعية أمر يحدث تحولا جذريا في حياة وتفكير الفرد، ولكن عليكم العودة لـ الجذور التي نبتت ورفعتكم وجعلتكم ثمارا ناضجة، دعكم من السهرات والغدوات والعشوات وكثر السفريات، وعودوا لـ قواعدكم الانتخابية وجالسوهم وتسامروا معهم في ليالي الصيف الحزينة هذه على أنغام سميرة سعيد والجبلي عمر العبداللات برفقة كأس من الشاي الصعيدي المعتق.  

قواعدكم الإنتخابية أهل لكم وهم من أوصلكم للجلوس تحت قبة البرلمان، وما أوصلوكم لهذا المكان إلا لثقتهم بكم ومحبتهم الكبيرة، فلا تخذلوهم وتتركوهم وحيدين في ظل أزمات وعواصف متتالية لا ترحم كبيرا ولا صغيرا، قواعدكم بحاجة للفضفضة والشكوى والحديث، بحاجة لسماع كلام يريحهم ويطيب خواطرهم، هم الان بحاجة لأحد يسمعهم أكثر من كل وقت مضى، وصدقوني أيها الساده خذوا الناس بالطيب وحاولوا إحتوائهم بكل سبل الاحتواء فأنتم أملهم في انقاذهم من هذه الزوابع فكونوا معهم ولو لمرة واحدة. 

لـ المعلم في المدرسة والأستاذ الجامعي، أعلم يا صديقي ما عليك من ضغوطات وما في جعبتك من هموم تحملها، ولكن قاتل وحاول بقدر ما لديك من العلم والمعرفة على توجية الطلبة من الشبان والفتيات لـ الطريق السليم والمسار العلمي والاجتماعي الصحي، حاول وكثف محاولاتك، وأعمل على دمج نظريات العلوم وفلسفتها وربطها بظواهر الانحلال والانفتاح غير المقنن ولسليم، وتقرب منهم وأفهم طبيعة محورية التفكير لدى أبناء هذا الجيل وعاملهم على أنهم جميعا أولادك، وإحرص عليهم وحاول أن تخرجهم بأفضل صورة يكون عليها الشاب المستقيم والفتاة السليمة. 

لـ الأب الوالد، إسمع مني يا صديقي ودعك من الإنشغال لـ كلاسيكوا برشلونة وريال مدريد والدوري الإنجليزي، ودعك من لعب الشدة في المقاهي العتيقة، ودعك من السهرات وأهتم بأطفالك وأبنائك، وراجع حياتهم وتفقد تصرفاتهم، ورافقهم وصاحبهم وعش معهم في البيت لا من خلال قروبات الواتس اب، وتسامروا سويا وقومهم على التربية الصالحة فهم الان بأحوج وقت لما لديك من وقت فهذا زمن متلون متقلب غريب ومجنون.

وأنتي أيتها الأم الفاضلة، دعك يا عزيزتي من أفكار رضوى الشربيني، وقذارة مخرجات "بائعة الطناجر المحلية"، ودعك من نفس الأرجيلة في المقاهي الفخمة، ودعك من المسلسلات التركية ومخرجات تطبيقات التواصل الاجتماعي، وأهتمي بفتيانك وفتياتك، إهتمي خاصة بما لديك من فتيات، رافقيهن وكوني لهن السند والصديق، ولا تدعيهن لوحدهن في الغرف المغلقة، فالعالم الخارجي تملأه الكلاب المسعورة. 

وأنتم يا خطيب المسجد وقديس الكنيسة، لا تبخلوا على الناس بما لديكم من نصائح وحكم، تحدثوا للناس جميعا في كل موضع عن تعاليم سيد البشرية محمد صل الله عليه وسلم، وعن تعاليم سيدنا المسيح عيسى صلوات الله عليه، إنصحوهم ولا تتركوهم، واستخدموا كل الوسائل لتقديم النصح والموعظة ولا تصمتوا فهم بحاجة لكم. 

أم أنتم أيها الصحفيين والكتاب، فنصيحتي لكم لا تعدو أنها نصيحة لنفسي أيضا، فلا تبتعدوا عن الناس كثيرا، ولا تأخذوا من سلطة المال وسلطة الدولة ملجأ لكم ضدهم، وكونوا حياديين موضوعيين في مخرجاتكم، واعملوا على التوفيق والتقريب بين الحاكم ورعيته، ولا تقفوا في صف أحدهم فأنتم أمناء عليهم جميعا، وأنتم قادة فكر وتنوير كل في موضعه وتخصصه، فلا تكونوا غير ذلك، وتقربوا من الناس ولا تنشروا السوداوية بينهم، ولا تشحنوهم فما في جوف الناس من هموم يكفيهم لسنوات وسنوات.
 
ويا أهل الفن والموسيقى، أنت أهل المسرح الذي يتفوق على جميع المدارس في رسالته، وأنتم أهل الأصال والحداثة، ومن يحمل على عاتقه أكثر مما يحمل الحاكم في رقبته، رسالتكم عظيمة وأنتم أهل لها، فلا تبخلوا على الناس بتلك الرسالة النبيلة التي تحمل القيم السامية وتهذب النفوس.

وختاما، أقول لـ الجميع ولكل من تدوس قدماه أراضي هذا الوطن الحبيب، لا تقتلوا وطنا أعزنا منذ أن وعينا على أنفسنا، فليس لنا بعد هذا الوطن موطن نجد فيه ما نجده حاليا من كرامة وعزة وأنفة برغم ما نجده من معاناة وألم ووجع في كل مطرح.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير