الأنباط -
تصادف اليوم الذكرى السنوية الأولى، لرحيل رئيس النقابة العامة للعاملين في الصناعات الغذائية السابق، وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات عمال الأردن، المرحوم أحمد أبو خصرا.
والراحل أبو خضرا، له بصمات واضحة في العمل النقابي على الصعيد الوطني، ومسيرة حافلة بالعطاء والانجاز يستذكرها عمال قطاع الصناعات الغذائية بكل فخر؛ وهم يحييون ذكرى وفاته رئيس نقابتهم الأولى.
محطات عديدة في حياة الراحل الكبير قضاها في العمل النقابي، وإيصال صوت عمال الأردن بشكل عام، ومن ينتسبون للنقابة العامة للعاملين في الصناعات الغذائية بشكل خاص. تلك النقابة التي قاد مسؤوليتها بكل عزيمة واقتدار لدورات نقابية عديدة، كانت زاخرة بالعديد من الانجازات باتجاه توسيع مظلة التنظيم النقابي ليشمل منشآت اقتصادية وشركات عاملة في قطاع الصناعات الغذائية، وتوقيع المئات من اتفاقيات العمل الجماعي مع أصحاب العمل في القطاع، والتي تعد ثمرة جهود مبذولة ومتابعة حثيثة، للوصول إلى اتفاق جماعي يحفظ حقوق العمال وأصحاب العمل على حد سواء.
يقول رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن مازن المعايطة، برحيل القائد النقابي أحمد أبو خضرا، تفقد الحركة النقابية الأردنية أحد روادها وأبرز قادتها ممن عاصروا محطات مختلفة في مسيرتها، وكان لها بصمات واضحة في إنجازاتها ومكتسباتها، ونشاط مثمر في حراكها ومطالبها. حينما نتذكر القائد أبو خضرا وهو أحد أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات عمال الأردن نستذكر حضوره القوي في الاجتماعات واللقاءات ومواقفه الصلبة في قضايا العمل والعمال. لقد كان رحمه الله شخصية نقابية قيادية تتوفر فيها صفات القيادة الناجحة من الحكمة والحنكة وتقدير الموقف وتقنيات العمل النقابي المختلفة؛ كالصبر في الوصول إلى الهدف، ومهارات التفاوض الفعّال وغيرها من صفات القيادة والإدارة الناجحة.
يضيف المعايطه، تواصل الحركة النقابية مسيرتها في هذه المرحلة التي يمر بها الوطن، وهو يعاني من تحديات اقتصادية صعبة ألقت بظلالها على مختلف القطاعات العمالية؛ وهي تستذكر بكل فخر واعتزاز إسهامات عديدة للراحل في القطاع الذي تمثله النقابة التي يرأسها، إذ كانت النقابة العامة للصناعات الغذائية أول نقابة توقع عقد عمل جماعي أثناء جائحة كورونا، وكان ذلك في شهر حزيران لعام 2020، إذ استطاع أبو خضرا أن يحقق هذا الإنجاز في ظروف اقتصادية صعبة فرضتها الجائحة وتمكن من تحقيق مزايا اضافية ومكتسبات جديدة لعمال الشركة العالمية الحديثة لصناعة الزيوت النباتية.
يشير المعايطه إلى أن المرحوم أبو خضرا كان شعلة نشاط وإضافة نوعية في مسيرة العمل النقابي على الصعيد المحلي والعربي، وكان مشاركا فاعلا في الوفود النقابية التي كانت تمثل الاتحاد العام في شتى المحافل المحلية والدولية، وكان حضوره مؤثرا في اجتماعات المكتب التنفيذي للاتحاد العام بآرائه ومواقفه. مشيدا بدوره في تحسين ظروف العاملين في قطاع الصناعات الغذائية والدفاع عن حقوقهم.
رئيس النقابة العامة للنقابة، بشرى السلمان تقول، تشرفت بالعمل مع الراحل الكبير لسنوات طويلة وعشت معه محطات مفصيلة من مسيرة النقابة، كان أستاذي الذي تربيت بين يديه، والقائد الذي تعلمت منه فنون القيادة ومهارات الوصول إلى الهدف، إلى جانب تقنيات وأدوات مهمة في العمل النقابي، وفهم طبيعته وآليات عمله، كان أبو خضرا مدرسة نقابية نهلت منها الكثير على صعيد المهارات والمعارف والعلاقات، كان رحمه الله الأب الحاني الذي كنت أشعر بنبل أخلاقه وأصالة معدنه وصلابة مواقفه وثباته على مبادئه، وهو صاحب الخبرة الطويلة في حمل قضايا العمال والدفاع عن مصالحهم.
تؤكد السلمان، أن أفواجا عديدة من النقابيين في نقابة الصناعات الغذائية تخرجوا على يدي الراحل أبو خضرا، ونهلوا من خبرته الطويلة، " لقد حظي باحترام الجميع وكان محط تقدير من العمال واللجان النقابية، وكذلك من أصحاب العمل من إدارات الشركات والمؤسسات العاملة في في القطاع، وما ذلك إلا بفضل ما يتمتع به من صفات حسنة وأخلاق عالية إذ يشهد له بذلك كل من تعامل معه".
وبحسب السلمان، فإن أبو خضرا استطاع إدارة علاقات العمل التي تجمع النقابة مع أصحاب العمل، بكل حرفية ومهارة إيمانا منه بأن الحوار الاجتماعي هو السبيل لتحصيل مطالب العمال وتحسين ظروف عملهم، وتمكّـن من تكريس الشراكة الاجتماعية وتأطيرها من خلال العقود الجماعية التي تحفظ حقوق العمال وتحافظ عليها، وإذا تطلب الأمر؛ اللجوء إلى خيار التصعيد؛ فكان - رحمه الله - حريصا على اختيار التوقت المناسب والظرف الملائم، ضمن مراحل حراك النقابة في قضية عمالية أو مطالب للعمال.
تقول السلمان ، استطاع أبو خضرا، وعبر سنوات من حمله أمانة المسؤولية كرئيس للنقابة أن ينهض بواقع العمال في قطاع الصناعات الغذائية، وتحسين ظروف عملهم، إلى جانب الارتقاء بوضعهم المعيشي والاقتصادي، وخير دليل على ذلك ما يتمتع به العاملون في القطاع من رواتب إضافية وحوافز مادية ومعنوية ومزايا اجتماعية انعكست إيجابا على جودة العمل وتعزيز عجلة الانتاج، حيث كانت ثمرة جهود متواصلة أفضت إلى عقود جماعية مع أصحاب العمل.
توضح السلمان، أن الراحل أبو خضرا كان له حضور مميز في مختلف القضايا العمالية على الصعيد الوطني، وكان يعبر عن رأيه بكل جرأة وشجاعة؛ سيما عندما يتعلق الأمر بالتشريعات الناظمة لقطاع العمل كقانون العمل والضمان الاجتماعي، أو مواقف تمس المصلحة العامة والشأن العام، إذ كانت مواقفه وطنية نابعة من الحرص على ثوابت الدولة الأردنية والحفاظ على أمن الوطن والدفاع عن رسالتها وأمنها والسير خلف قيادتها، جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، حفظه الله. مشيرة إلى أن، أبو خضرا أرسى علاقات شراكة متنوعة وعديدة مع مختلف المنظمات العمالية والنقابية ومؤسسات المجتمع المدني على المستوى المحلي والاقليمي والدولي، وذلك من خلال اتفاقيات وبروتوكولات تعاون تؤطر علاقات النقابة الدولية والمحلية. وقد كان ممثلا لعمال قطاع الصناعات الغذائية خير تمثيل من خلال عضويته بالمكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات عمال الأردن، في شتى المحافل الدولية والمحلية المعنية بالعمل والعمال كمنظمة العمل الدولي والاتحادات العربية والإقليمية.
تختم السلمان حديثها، ذكريات أبو خضرا كثيرة ومسيرته حافلة بالبذل والعطاء، وهو حاضر معنا بإنجازاته وما أسسه من منجزات نقابية نفخر بها جميعا، وإن كنا قد فقدناه جسدا، فإن روحه النقابية تسرى بيننا وذكراه العطرة باقية بين أبنائه من النقابيين والنقابيات وسائر العاملين/ات في قطاع الصناعات الغذائية، وكذلك أصدقائه ومن عرفوه. مؤكدة، أن النقابة سوف تسيرعلى الطريق الذي رسمه الراحل أبو خضرا، وتكمل مسيرة العمل في الدورة النقابية الحالية على الإرث النقابي الذي تركه.