الحيازات الحيوانية.. مليون و200 الف وهمية وتجار السوق السوداء يتحكمون باصحاب المواشي

- سالي الصبيحات

اكدت وزارة الزراعة على وجود حيازات وهمية في اعداد الحيازات الحيوانية المقدرة بـ 8ر4 مليون رأس، ما دفع الوزارة الى اتخاذ قرار بتخفيض مخصصات اعلاف مربي الماشية بنسبة 20%، الامر الذي "تسبب في ظهور السوق السوداء"، وفق تجار مواشي.

الناطق الاعلامي باسم الوزارة لورنس المجالي قال، ان سبب تخفيض كمية مخصصات الاعلاف على مربي المواشي يعود الى انه يوجد عدد كبير من الحيازات الوهمية، موضحا انه تم إلغاء مليون و200 ألف رأس منهم من اصل اعداد الحيازات المقدرة بـ 8ر4 مليون رأس وتم شطب نحو 20% من الكمية.

 وطالب المجالي في حديث لـ" الانباط"، كل من لديه اي شكوى او شعور بالظلم التوجه الى مديرية الزراعة لحل المشكلة، مستدركا، "لكن بعض اصحاب المواشي يرفضون التوجه للمديرية للكشف عن عدد المواشي لديهم" موضحا ان اي مربي يتجه للمديرية ويتم فحص العدد لديه ويتم اثباته والكمية المستحقة، تقوم المديرية بإرجاع 20% التي اتخذت منه. واضاف، على اصحاب المواشي اللجوء والتوجه للمديرية بدل التوجه للسوق السوداء، مبينا، تقوم المديرية بتعداد، لكن اخر مرة اجري فيها التعداد في 2017 تقريبا. وقال نحن كوزارة مستمرين في اجراءات شطب الحيازات الوهمية وسنقوم بمحاسبة قانونية لكل شخص استفاد من الخصومات والدعم الحكومي للاعلاف طوال الاعوام الماضية مبينا ان البعض يقوم ببيع كرت العلف لاشخاص غير مستحقين. 

ولفت المجالي الى ان خطة الوزارة مستمرة بتخفيض الكميات حتى نصل الى صفر حيازات وهمية.

وكان وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات قال في تصريح سابق، "ان الوزارة فعلت قرارها السابق بتخفيض كميات الأعلاف المقدمة بأسعار مدعومة لمربي الأغنام بواقع 20 بالمئة، والذي لم ينفذ منذ ثلاثة اعوام, وعزا القرار لحصر اعداد الحيازات الحيوانية المقدرة بـ 8ر4 مليون رأس، وهو رقم غير حقيقي، حيث يقدر العدد الفعلي بـ 4ر3 مليون، وسيسهم هذا الإجراء بحصر أعداد الحيازات الحيوانية بنحو 8ر3 مليون رأس.

وبحسب الحنيفات، فإن اصحاب الحيازات الحقيقية لن يتأثروا بهذا القرار، بحال مراجعة مديريات الزراعة وتعبئة نموذج خاص بلجان التحقق، حيث سيتم إعادة كامل الكمية المخصصة بالشهر الذي يليه. واشار الى ان الهدف من الإجراء هو ايصال الدعم لمستحقيه ممن يملكون حيازات حقيقية وعدم السماح لأصحاب الحيازات الوهمية الاتجار بحقوق المزارعين.

ووجه الى ايقاف القرار على اصحاب الحيازات الحقيقية وسرعة التحقق من الاعداد والايعاز الى مديريات الزراعة بسرعة التعامل مع مربي الاغنام حول هذا الامر بشكل يضمن عدم ايقاع اي ضرر على اصحاب الحيازات الحقيقية.

بدوره، قال الشيخ "ابو نهاش" احد اصحاب المواشي في منطقة البادية الشمالية الشرقية، "تسبب قرار وزارة الزراعة بتقليص كمية الاعلاف للمشتري في ظهور السوق السوداء"، موضحا انه "بعد إعتماد الوزارة تطعيم الأغنام اصبح البعض يزوزون اوراق لأخذ كميات من الاعلاف اكثر من المستحقة وبيعها في السوق السوداء، موضحا انه بسبب خفض الكمية التي كان يأخذها مربي المواشي اضطر المشتري اللجوء الى السوق السوداء لاخذ الكمية المناسبة لكن بسعر مرتفع، مبينا انه في السوق المحلي يباع الطن بـ 175 دينار وفي السوق السوداء يصل سعر الطن الى 250 دينار تقريبا، لذلك اصبح تجار السوق السوداء يتحكمون في اصحاب المواشي لحاجتهم لهم، واضاف يوجد تجار يشترون من السوق المحلي بكميات كبيرة "وهم ليس لديهم دجاجة واحدة حتى".

وقال ابو نهاش ن وزارة الزراعة عزت قرارها بخفض الكمية على اصحاب المواشي لحصر اعداد الحيازات الحيوانية الغير حقيقية مضيفا، لكن قرارها في التقليص فاقم وانعش السوق السوداء، مطالبا بارجاع الكمية فورا كما نطالب بمعالجة خلل الحيازات الغير حقيقية والغاء الاوراق اواعادتها التي اجريت قبل 4 سنوات، داعيا الوزارة الى إرسال لجان للكشف على اصحاب المواشي ,وعدم السماح الا لاصحاب العلاقة فقط باخذ الاعلاف من مراكز بيع الاعلاف، وان تقوم وزارة الصناعة والتجارة بتحديد الاسعار، مطالبا بتخفيض اسعار الاعلاف لمدة اربعة شهور لان الموسم جفاف.    

وبين ابو نهاش انه تم التواصل مع الوزارة التي قامت بكشف وإلغاء بعض الأوراق الغير حقيقية، لكن مازال يوجد تجار يملكون اوراق غير حقيقية مطالبا الوزارة إكمال عملية الكشف للتخلص من هؤلاء "المحتالين" وإنهاء الاسواق السوداء.

بدوره، اعتبر "ابو جمال" احد اصحاب المواشي ان المشكلة منبثقة من مديرية الزراعة وبالاخص الاشخاص الذين يخرجوا لتعداد الحلال عند مربي المواشي ويعطوهم اوراق وهمية. مضيفا ان بعض اللجان تقوم باعطاء اوراق لغير المستحقين فيها والذين ليس لديهم حلال ولا كواشين، كما ان بعض اللجان تعطي دفاتر غير حقيقية للتجار وبالتالي يساهمون بتعزيز السوق السوداء، لانهم عندما يحصلون على دفاتر تحصيل مواشي يأخذوا الاعلاف بكميات كبيرة جدا من قبل غير مستحقيها 

واضاف "ابو جمال" ان ربح تجار السوق السوداء على كل طن يصل الى 50 دينار تقريبا. وان معالجة الامر تتم عبر ارسال لجان مفاجأة على الحاصلين على دفاتر مواشي والتأكد من عدد الحلال لديهم وارجاع 20% من الكمية التي خفضت.