الأنباط -
– مريم القاسم
دارت مناقشات في "ملتقى النخبة-elite" بين أهل المعرفة والإختصاص ،حول ظهور سلوكيات غريبة عن العادات والتقاليد المتعارف عليها في المجتمع ،ومنها ما هو بعيد عن الموروث الأخلاقي ،سواء بين الجيران فيما بينهم أو بعض السلوكيات في الأماكن العامة .
وشارك في النقاش كل من م. عبدالله عبيدات ، روضة ابو طه ، منصورعناد المجالي ، محمود ملكاوي ، الزميل الصحفي خليل النظامي ،العميد المتقاعد هاشم المجالي ، ابراهيم ابو حويله ،الاعلامي مهنا نافع ،الدكتور خالد الجايح ، حاتم مسامرة ومحمود الدباس.
ومن الآراء التي طرحت خلال النقاش أن هذا الموضوع يعتبربمثابة العصب المحرك للعلاقات العامه التي تضبط حركة المجتمع وهي الضمير الحي الجمعي الذي يحافظ على مجتمع أخلاقه راقية وتعاملاته نظيفة ،
وبين متحدثون أن العوامل التي تؤثر في هذه الأخلاق أولا المرجعيه الأخلاقيه التي يتصرف الشخص بناء عليها وهي متعددة وتشمل الالتزام الديني ،العشائري والعائلي ، ثانيا الأثرالبيئي الذي يعيش فيه الإنسان بحيث يتأثر بالأجواء والأخلاق المحيطه به ، ثالثا الرادع القانوني والمجتمعي، حيث من أمن العقوبه أساء الأدب، والمجتمع الذي لا يأخذ على يد المسيء ولا يشجع على الإساءه ،رابعا القدوة الحسنه وتشجيعها إعلاميا ومجتمعيا ، خامسا ومن الناحيه الهندسيه سوء التخطيط وتقارب المباني وضيق الشوارع وقله الخدمات والازدحام فيها يسبب احتكاكات مجتمعية سلبيه تؤدي إلى سوء الأخلاق.
وجهة نظر أخرى ، تبين أن التاثيرات الخارجية ومنها الانترنت المستخدم بطريقة غير صحيحة والقنوات الفضائية بأنواعها وأشكالها أثرت في نفوس الجيل الجديد لا سيما على سلوكيتهم وابتعادهم عما إعتاد عليه المجتمع ، إضافة لذلك الحاله المعيشية الصعبة لبعض الأسر، بحيث أجبرت الأم أن تتواجد في ميدان العمل للمساعدة في تأمين ما يسد حاجة العائلة ،بالتالي أثر ذلك على حساب البيت والأسرة ، أما الطبقة الأخرى فانشغلوا بأعمالهم الخاصة وتركوا الأبناء لعاملات المنزل من دون إهتمام وهن بعيدات كل البعد عن عاداتنا وتقاليدنا ،وحتى ديننا ،
وأوضحت أن الاجتماع العائلي على مائدة الطعام -على سبيل المثال- نادرا ما يحدث بسبب تضارب أوقات العمل والدراسة بين أفراد العائلة ، حتى وإن جلست العائلة معا ترى كل سابح في فضاء الانترنت بدون كلام أو حوار أو سؤال عن أمور بعضهم البعض.
ان ما تواجهه العائلة من أوضاع انعكس على المجتمع بشكل عام فليس للجار وقت يتكلم مع جاره والحياة صعبة على الطرفين وكل يسعى في مناكبها ومنهك ، لذلك لا زيارات بينهم ولا تبادل للأخبار والإطمئنان على بعضهم البعض ، فنرى عند أصغر مشكلة ينشب خلاف بينهم خاصة إن كان السكن في عمارة شقق و تكثرهنا المشاكل ،لأن كل منهم لا صبر لديه بعد عمل طوال اليوم ،ولكن مع ذلك وبعكس المدن الكبيرة لا زال في القرى بشكل عام ،نوع من الاحترام وتبادل السلام إن وجد كبار السن من الرجال أو النساء ،ولا زالت القرية في الأفراح والاتراح خاصة تقف بجانب بعضها وإن لم تكن بنفس الحجم السابق.
ومن الأمور الأخرى التي يجب أن نضعها بعين الاعتبار، ذهاب عدد كبيرمن الطلبه لتكملة دراستهم الجامعية في الخارج ولفترة اقلها 4 سنوات وهنا يكتسبوا عادات غيرعاداتنا وبعودتهم البعض منهم يتذمر من عاداتنا ،ولطالما سمعنا مصطلح "دقة قديمة" ،وعندما يعودون الى بلدهم يعترضون على أسلوب المعيشة والحياه من حيث أنه في الغرب عندما يبلغ الشباب سن 18 ينفصلو عن أهلهم ويعيشون لوحدهم ،ومن هنا تأتي فكرة رفضهم العيش مع أهلهم ، حتى على مستوى زيارة الأهل يكون هناك التذمر والشكوى.
، لكن نجد أن الكثير من الظواهر السلبية في مجتمعاتنا غير منتشرة في الغرب ولا يعني أنها غير موجودة ، ومن أمثلتها النزاع بين الجيران أو السلوكيات المنحرفة في الأماكن العامة أو حتى ظاهرة التحرش بشكل فاضح ، ويرجع السبب حسب ما هو معروف هو تطبيق القانون بحرفية عالية على الجميع بالتالي أثر ذلك على حياة الفرد العملية والجامعية والإجتماعية وحتى المالية ، بحيث أن كل شيء مرتبط بدولة القانون.
أما عن السلوك الإجتماعي ، هناك بعض العوامل المؤثرة فيه منها المحيط الإجتماعي ، ظروف الحياة المادية ، الأزمات والاضطرابات في دول الجوار، الغزو الثقافي ، تأثيرالأحزاب السياسية