الأنباط -
حققت شركات الإسناد الأردنية قفزة نوعية في استقطاب استثمارات عالمية قصدتها لتلبية الطلب المتنامي على خدمات مراكز الاتصال والدعم أو خدمات الدعم الفني، ما دفع بشركات عالمية لاتخاذ المملكة مركزا إقليميا لتقديم كثير من خدمات الدعم الفني، بفضل ما تتميز به من بيئة آمنة ومستقرة ومناخ جاذب للأعمال والاستثمار.
واكد اقتصاديون وريادو أعمال أردنيون أن تسارع وتيرة نمو قطاع الإسناد المحلي أردنيا، يعود لما تقدمه شركات القطاع من خدمات نوعية في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لتوفر الموارد البشرية الأردنية الكفؤة القادرة على تقديم خدمات الإسناد، في وقت يعاني فيه العالم من تراجع في جودة تلك الخدمات أو نقص في الموارد البشرية المتخصصة في ذلك المجال، ما عزز استثمارات القطاع، ووفر نحو9 آلاف فرصة عمل للأردنيين.
وقالوا في أحاديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن تقدم الأردن على الخارطة العالمية في مجال خدمات الإسناد المحلي بات يحتاج إلى مراجعة شاملة تطال التشريعات الناظمة مثل قانون العمل، لتشجيع الاستثمار بإمكانيات المملكة كمركز لخدمات الإسناد المحلي، واستحداث مركز لتطوير المهارات والخبرات التي يحتاجها القطاع، الذي ارتفعت إيراداته عام 2020 إلى نحو80 مليون دينار.
وقال الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات (إنتاج) نضال البيطار، إن الأردن قادر على تلبية حاجة العالم من خدمات الإسناد المحلي بعد تطور رقمي متسارع يحتاج لموارد بشرية قادرة على التعامل مع المستجدات في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مؤكدا أن الأردن لديه فائض من الموارد البشرية المختصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأضاف أن الجامعات الأردنية تمنح شهادات في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأكثر من 5 آلاف طالبة وطالبة سنويا، مؤكدا ضرورة استغلال كل تلك الموارد البشرية عبر تشغيلها في الشركات المحلية التي يمكنها مواءمة خدماتها مع الشركات العالمية، وتلبية حاجتها في تقديم خدمات تطوير البرمجيات أو الدعم الفني أو مراكز الاتصال والدعم.
وقال البيطار إن علينا إدراك الفرص جيدا ومعرفة كيفية تأهيل الشباب الأردنيين بناء على الفرص والتشبيك مع الشركات العالمية التي تعاني من النقص في الموارد البشرية، مشيرا إلى أنه يوجد في العالم فرص كبيرة وواعدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ما يدعو الأردنيين إلى اقتناصها.
وأكد البيطار ضرورة دعم أدوات الشركات الأردنية التي تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتسويق خدماتها لكي تكون جاهزة للمنافسة عالميا.
من جهتها، قالت المدير الإداري والشريك المؤسس في شركة كريستل، زينة المجالي، إن شركات الإسناد المحلي الأردنية تسير بخطى متسارعة نحو العالمية تحقيقا للرؤية الملكية السامية في أن يكون الأردن مركزا عالميا لخدمات الإسناد المحلي خاصة باللغة العربية.
وأضافت أن تقدم الأردن عالميا في مجال خدمات الإسناد المحلي يستدعي بذل مزيد من العمل لتعزيز وتنمية مكانة المملكة كوجهة جاذبة لخدمات الإسناد المحلي، مشيرة إلى أن الاستثمار في هذا القطاع يوفر آلاف فرص العمل للأردنيين، ويسهم بفاعلية في الحد من البطالة.
وقالت المجالي إن القطاع يواجه عوائق تشغيلية رغم مرونته وانفتاحه على الجميع، داعية إلى تقديم تسهيلات للشركات العالمية بهدف زيادة استثمارات القطاع محليا وتعزيزها.
ولفتت إلى أن بعض العوائق تكمن في التشريعات الناظمة للعمل محليا، داعية إلى مراجعة قانون العمل الذي يجب مواءمة مواده مع خصوصية العمل في خدمات الإسناد المحلي.
وأكدت المجالي أن الشركات المحلية والعالمية تواقة للاستثمار في خدمات الإسناد المحلي لكنها تنتظر تعديلات تشريعية في القوانين ذات الصلة لدفعها قدما إلى الأمام، مشيرة إلى أن القطاع يتسارع نموا، وبإمكانه توفير أكثر من 25 ألف فرصة عمل في المستقبل القريب.
بدوره، قال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كلمنتينا، سليمان شنك، إن المستوى التعليمي والمكانة الجغرافية يميزان الأردن عالميا، ويدفعان الشركات العالمية لطلب خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من الأردن، مؤكدا أن الاستقرار السياسي الذي تتمتع به المملكة منحها ميزة تنافسية في جلب الاستثمارات.
وأضاف أن إمكانات الأردن تستطيع تلبية الطلب المتزايد على خدمات الإسناد المحلي، ما يدفع شركات تكنولوجيا المعلومات للعمل من الأردن وتقديم خدماتها.
وطالب بإجراء تعديلات تشريعية على قانون العمل لجهة تنمية الاستثمارات الأردنية في مجال خدمات الإسناد المحلي تتيح إمكانية التعاقد مع موظفين للعمل الحر غير المنتظم.
ونبه شنك إلى أهمية العمل في خدمات الإسناد المحلي رغم أن غالبيتها أعمال حرة وغير منتظمة، مشيرا إلى أن كثيرا من الشباب يرفضون العمل في هذه الوظائف، لأنها وظائف غير دائمة، رغم أن الإحصائيات العالمية تشير إلى أن معظم فرص العمل بحلول العام 2027 ستكون وظائف غير منتظمة.
من جانبه، اشار المدير التجاري الأول في شركة كريستل، أحمد أبو رمان، إلى إن قطاع الإسناد المحلي يعد صناعة قادرة على توفير وظائف متعددة للشباب، وتوفير خدمات طوال اليوم بما يخدم مختلف القطاعات، مبينا أن الشركات العالمية باتت تتفرغ لعملها الأساسي أو صناعاتها بحيث يكون تركيزها أكثر على تطبيق الجودة، بينما تترك المجال أمام شركات الإسناد المحلي لتوفير خدمات ذات صلة مثل خدمة العملاء.
وأضاف أن الأردن قادر على المنافسة في هذه الصناعة وتطويرها بالشكل الأمثل للاستقرار السياسي والأمني، وريادة الاردن في مجال حلول تقنية المعلومات والاتصالات في المنطقة، وتوافر الموارد البشرية المؤهلة، وقوة قطاع اتصالات وتكنولوجيا معلوماتك محليا. ولفت أبو رمان إلى أن أجور العمل التنافسية محليا، مكنت شركات الإسناد المحلي من التنافس على مستوى العالم، بالإضافة إلى عامل التوقيت الزمني المناسب لجميع دول الشرق الأوسط.
وأكد أن قطاع الإسناد المحلي أسهم في جذب مستثمرين من عدة دول من الشرق الأوسط، لفتح مراكز اتصالات لخدمة العملاء ومراكز دعم فني لشركات تكنولوجيا المعلومات، لافتا إلى أن الأردن يمتلك جامعات متخصصة في نطاق التكنولوجيا، ويعد من أفضل الدول التي تخدم هذا القطاع من خلال وجود كثير من الشركات المحلية الرائدة في مجال تكنولوجيا الاتصالات.
ودعا أبو رمان إلى فتح مراكز تدريب لتمكين الخريجين والطلبة وتدربيهم في مجالات الإسناد المحلي كخدمات العملاء والدعم الفني وطرق التواصل من خلال الهاتف.
--(بترا)