الأنباط -
طرح رئيس جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا الأستاذ الدكتور مشهور الرفاعي سيناريو من شأنه أن يحدثَ نقلة نوعية في تميّز الجامعات الأردنية عالمياً، وقال إن المنافسة على المستوى المحلي لم تعد مطروحة، فالعالم أصغر من قرية يتنافس فيها الجميع، وإن على كل جامعة أن تثبت جدارتها في مجال محدّد.
وأضاف في محاضرة دعت إليها جمعية الأكاديميين الأردنيين، عبر تقنية الاتصال المرئي، قدّمه فيها رئيس الجمعية معالي الأستاذ الدكتور خالد العمري وحملت عنوان: (جامعات محليّة برؤى عالمية:
جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا إنموذجاً) أن التسارع الكبير في عالمنا لم يترك مجالاً لتتمدد الجامعة أفقياً، فتحاول أن تتميّز في كل شيء، بل كان لزاماً أن تتعمّق في تخصص لتحدث فرقاً فيه.
وبيّن الرفاعي، بحضور أعضاء الجمعية، ورؤساء جامعات أردنية وأساتذة من قطاع التعليم العالي، وهيئة الاعتماد، أنّ جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا وبتوجيهات من سمو الأميرة سمية بنت الحسن رئيس مجلس أمناء الجامعة خطّت لنفسها نهجاً يواءم بين العالمية والتخصّصية، مشيراً إلى إيمان الجامعة بنظرية التمتين المرتكزة على تقوّية نقاط القوة، وأنها لم تتوسع على حساب الجودة والفرادة، فحققت تميزها المشهود محلياً ودولياً.
وأكد الرفاعي قدرة معظم الجامعات الأردنية على تميّز يفضي إلى العالمية شرط تركيزها على تخصّصات محددة، تكرّس لها كل جهودها، مقترحاً أن تختار كل جامعة تخصّصاً يكون مركز تميز استناداً إلى تصنيفها العالمي QS SUBJECT.
وفي معرض توضيحه للمقترح قال الرفاعي بإنه وبعد اختيار مراكز التّميز تُقدّم لها التجهيزات بأعلى مستويات ممكنة، ويُختار لها أعضاء هيئة تدريس ذوو كفاءة عالية، وقبول الطلبة بعناية بعيداً عن الطريق المعهودة، ليعقبها تشكيل مجالس استشارية تعنى بتشبيك بين الأكاديميا والصناعة، مع السعي للحصول على اعتمادات دولية تدعم مسيرته، مشيراً أن الأمر يحتاج إلى إعادة النظر في بعض التشريعات.
ورجّح الرفاعي أن من شأن هذا السيناريو أن يحقّق وجود مراكز بحث قوية ذات سمعة عالمية في الأردن في ظرف سنوات قليلة، ليعقبها خلق رغبة في إنجاز خطوات مماثلة في باقي الكليات، مع إتاحة الفرص لتبادل الخبرات بين الجامعات الأردنية والعالمية المرموقة تدعم هذا الجهد.
هذا وكان العمري في مستهل تقديم المحاضرة، التي تلاها نقاش موسع، قد أشاد بخبرات الرفاعي الواسعة في مجالات البحث العلمي والإدارة الجامعية، متطلعا إلى أن تجد أفكاره المطروحة طريقها في تحسين وتطوير مخرجات التعليم العالي.
ويُجدير بالذكر أن الرفاعي حاصل على درجة الدكتوراة في الرياضيات والتخصص دقيق هو تبولوجيا جبرية من جامعة ولاية كولورادو الأمريكية عام 1989، وحاز على جائزة عبد الحميد شومان لأفضل عالم عربي في الرياضيات والإحصاء والحاسوب عام 1993م، وجائزة أفضل مدرس في جامعة أونينيتونو الإيطالية عام2005، وله ما يزيد عن 60 بحثا منشوراً في مجلات عالمية، وشارك في تأليف 8 كتب، وسبق أن كان عضواً في مجلس التعليم العالي، ونائباً لرئيس جامعة اليرموك للشؤون الأكاديمية.