الأنباط -
تتباين عقول الناس في زمن الألفية الثالثة وزمن جائحة كورونا بدءاً من الصغيرة ومروراً بالمتوسطة ووصولاً للكبيرة، والمقصود هنا ليس وزن أو حجم هذه العقول بقدر ما نتحدّث عن طرق تفكيرها وإستخداماتها في حل المشكلات أو التحديات التي نواجه؛ وعلى هذا الأساس تقاس طريقة تفكير الناس وقدراتهم العقلية؛ والأصل أن نسمو بعقولنا ونستخدمها لنفكر خارج الصندوق إستراتيجياً دونما وخز ونميمة للأشخاص وأفعالهم:
1. فالعقول الصغيرة هي التي تتحدّث عن الأشخاص ولا تُفكّر قطعاً إلّا ببني البشر، فهذا طويل وذاك قصير، وهذا معنا وذاك ضدّنا، وهذا لنستغيبه وذاك لنمتدحه، وهذا من جماعتنا ونغبطه وذاك نحسده ونكرهه لأنه ليس من شلّتنا؛ وهكذا دواليك.
2. والعقول المتوسطة هي التي تتحدّث عن الوقائع والأحداث والمناسبات والفعاليات وكل شيء مرتبط بالزمن؛ وهؤلاء على الأقل لا يتحدثون بالأشخاص وإن كانوا أصحاب ذاكرة لسرد الأحداث دون رؤية.
3. أمّا العقول الكبيرة فهي التي تمتلك الرؤية الإستراتيجية ورسالة التطوير والعصرنة والتحديث وأهداف الخطط الإستراتيجية ورسالة التنوير؛ وهؤلاء لا يتطلعون لا لأشخاص ولا لأحداث أو فعاليات.
4. والعقول الكبيرة جداً هي التي تفكّر خارج الصندوق بإبداع وتميز دوماً؛ وربما تمتلك مشاريع إستراتيجية عالمية وأحلام يقظة قابلة للتطبيق؛ وهؤلاء مطلوبون في هذا الزمان لغايات تحويل التحديات إلى فرص وحل المعضلات التي يواجهها العالم.
5. والعقول الصغيرة جداً تتحدث بفسافس الأمور ودوماً سلبية مع الجميع؛ ولا تمتلك أي شيء تقوله سوى أنها تتصيّد للناس هفواتهم وزلاتهم؛ وهؤلاء كثر هذه الأيام وكثير منهم من يخاطبوا الآخرين من خلال وسائل التواصل الإجتماعي والآيبادات واللابتبات والخلويات عن بُعد.
6. والعقول الصغيرة جداً جداً لا تفكّر سوى بالأكل والشرب والعيش اليومي دونما تكليف خاطرها بما بدور حولها؛ وهؤلاء نرجو الله مخلصين أن يكونوا قلّة جداً في هذه الحياة.
7. مطلوب أن نُكبّر ونسكو في عقولنا لنمتلك الإستراتيجيات ونفكّر خارج الصندوق ولا نتقوقع بالشخوص لنصل صوب طموحاتنا وتطلعاتنا وأحلامنا.
بصراحة: في ظل إنحدار منظومة القيم والمباديء بدأنا نلحظ أن كثير من عقول الناس من النوع الصغير أو الصغير جداً وقليلون هم من أصحاب العقول الكبيرة أو الكبيرة جداً، وهذه دعوة مفتوحة "لتكبير" عقولنا لنفكّر إستراتيجياً لا شخصنة أو شللية أو سرد لأحداث؛ والأمل يحدونا بأن تتغير الناس وتسمو بعقولها وفق منهج تربوي وخصوصاً في ظل أثّر جائحة كورونا على الجميع.
صباح العقول الكبيرة