الأنباط -
الأنباط -بعد يوم طويل وتمديد للاقتراع لمدة ساعتين انتهت الانتخابات النيابية بنسبة انتخاب متدنية بلغت 29,88 % من المسجلين في اللوائح الانتخابية حيث شارك بهذه الانتخابات منهم 749 , 386 ,1 ناخب فقط. نلاحظ ان هذه النسب تنخفض عن النسب التي جرت في الانتخابات السبقة عام 2016 والتي بلغت في نسبة المشاركة بها 36,1 % وعدد الناخبين 1,492,391 ناخب . واعتقد ان السبب في ذلك يعود لعدة اسباب ومنها : - 1 - وجود دعوات لمقاطعة هذه الانتخابات من قبل بعض المواطنين لاسباب متعددة مثل معارضتهم لقانون الانتخاب او كردة فعل عن عدم رضاهم على الطريقة التي تشكل بها الحكومات وطريقة ادارتها لامور البلاد ، او تعبيراً عن اعتراضهم على قضايا الخصخصة وحالات الفساد وعدم ملاحقتها وهو حق مشروع لهم ولا اعتراض عليه ، باستثناء قلة منهم يقفون هذا الموقف بسبب معارضتهم للنظام وسعيهم لتقويضه وتلك المجموعة القليلة لا قيمة لها ولا تمثل الا نفسها . 2 - عدم رضى مجموعة من المواطنين عن اداء مجالس النواب السابقة وانها لم تعمل على تحقيق المطلوب منها مما ولد لدى هذه المجموعة قناعة انه لا توجد فائدة من المشاركة بالانتخابات وان المجالس الجديدة لن تختلف عن القديمة . 3 - وجود مجموعة من الذين يطلق عليهم حزب الكنبة وهم يمثلون اغلبية الذين لا يشاركون في الانتخابات والذين لا يرون في يوم الانتخاب الا يوم عطلة يذهبون بة للتنزه او لقضاء حوائجهم او زيارة الاقارب والاصدقاء او الاسترخاء في البيت . 4 - كما تميزت انتخابات هذا العام بانتشار جائحة كورونا والارتفاع الكبير في عدد الاصابات والوفيات . وترافق ذلك مع حصول تجمعات كبيرة امام مقار بعض المرشحين وبما يخالف الاوامر والتعليمات مما ساهم في هذا الارتفاع وان لم يكن هذ هو السبب الوحيد ، فقد ساهم عدم التزام نسبة من المواطنين في ارشادات وقاية انفسهم من هذا الوباء ومشاركتهم في تجمعات اخرى مثل الافراح والمآتم ودون ارتداء الكمامات ومراعاة التباعد في زيادة هذه الاعداد . وقد ادى ذلك الى امتناع مجموعة كبيرة من المواطنين عن المشاركة في الانتخابات خشية ان يعرضوا انفسهم للاصابة بالعدوى او نقله لأفراد عائلاتهم . وزاد من خوفهم هذا استغلال بعض اطراف المعارضة لهذا الوباء في زيادة رعبهم من خطورة ذهابهم لمراكز الاقتراع من خلال ما كانوا ينشرونه من تخوفات لديهم ، بالرغم من الاحتياطات والإجراءات التي اتخذتها اللجنة المستقلة للانتخابات لتجنب اصابة الناخبين بهذه العدوى ، وبالرغم من الاستعدادات التي قامت بها الحكومة والاجهزة الامنية في هذا السبيل . وأخيراً فقد جرت الانتخابات وبمن حضر . وتم الامر وبمستوى عال من الوقاية الصحية الا في بعض المراكز الانتخابية التي حصل فيها بعض الفوضى المرفوضة وبعض المخالفات . ولكني كنت آمل بمشاركة جماهيرية اوسع وان نقوم بحسن الاختيار وان ننتخب الافضل من المرشحين والذين يمكنهم العمل للمصلحة العامة الامر الذي كان سيكون لو شارك من ذكرتهم في البنود السابقة في هذه الانتخابات . وان لا يتوقفوا عند قولهم ان البرلمانات السابقة لم تفرز الا نواب خدمات ، وان يدركوا ان ذلك يتحقق بسبب مقاطعتهم للانتخابات وعدم المشاركة فيها ، وانهم بمواقفهم السلبية هذه هم المسؤولين المباشرين عن ترك هذه البرلمانات ساحة لنواب الخدمات ولاصحاب المال الاسود والذين يسعون من وراء وصولهم للمجلس لتحقيق مصالحم الشخصية . ولذلك فانني اقول لمن لم يشارك بهذه الانتخابات بأنهم فقدوا حقهم في انتقاد المجلس القادم مهما كانت تشكيلته لأن سلبيتهم هي التي انتجته . وبنفس الوقت ومع قله عدد المشاركين في الانتخابات فأنه لا يزال لدي امل كبير بأن يحوي المجلس القادم عدداً كبيراً من الخيرة وان تكون لهم بصماتهم فيه وفي وضع قوانين وتشريعات تعالج الخلل في القوانين والتشريعات الموجودة بما فيها قانون انتخابي عصري ينهي ظاهرة نواب الخدمات . ملاحظة / لقد تم كتابة هذا المقال فور اغلاق صناديق الاقتراع وقبل عمليات الفرز وبناءاً على المعلومات الاولية عن عدد المشاركين ونسبتهم لمن لهم حق الاقتراع . حمى الله الاردن وشعب الاردن وقيادة الاردن