الأنباط -
الأنباط -لسنا بخير !
في بداية الجائحة كانت فرق الاستقصاء الوبائي وفحص الكوفيد19 العشوائي والاجهزة الامنية والقوات المسلحة تعمل ليلا نهارا لكشف المصابين والوصول لمخالطيهم وعزلهم حتى لا ينقلوا العدوى لغيرهم ونجحنا حينها في السيطرة على انتشار الفيروس وحصر بؤر انتشاره في اضيق ما امكن، اليوم الصورة مختلفة فقد تم فتح كافة الانشطة الاقتصادية والمعابر الحدودية، والاكتفاء بالحجر المنزلي للمصابين والتوقف عن حصر المخالطين ومخالطين المخالطين، لقد خسرنا ثمانية اشهر في الاستعراضات والمؤتمرات الصحفية والمقابلات التلفزيونية وتوزيع الهدايا والورود واطلاق المصفوقات وارهقنا الاجهزة الامنية والقوات المسلحة وفرق الاستقصاء الوبائي ولم نستغلها في تقييم الوضع الوبائي والامكانيات الطبية والصحية واللوجستية والكوادر البشرية والاستعداد لمواجهة تطورات الجائحة الذي كان يُجمع العلماء انه سيكون الاسوأ، مع اقترابنا من حاجز الاربعة الاف اصابة يومياً لا نريد ان نخسر وقتاً آخر، لقد انتفت الحاجة لعمل فرق الاستقصاء الوبائي ولإجراء الفحوصات العشوائية لانها هدر للجهد والمال ومضيعة للوقت، ويمكن استثمار مخصصاتها في توفير ادوات حماية شخصية للكوادر الطبية وتمويل توزيع كمامات ومعقمات مجاناً على المواطنين، والاكتفاء بإجراء فحص الكورونا لمراجعي المستشفيات الذين تظهر عليهم اعراض الكورونا المرضية، قانون الدفاع منح الحكومة ادوات ووسائل قانونية مفتوحة للتصرف عليها ان تحسن استغلالها في تعزيز المنظومة الصحية بالتنسيق مع القطاع الخاص ورفدها بالكوادر المؤهلة والاجهزة والمعدات اللازمة وتنظيم عمل المؤسسات الصحية وضبط المنافذ الحدودية والتصرفات السلبية والتوقف عن الرهان على وعي المواطن.