كتّاب الأنباط

محمد عبيدات يكتب : قائمة العشيرة الواحدة الإنتخابية

{clean_title}
الأنباط -
أنّى كان تفسير وجود قوائم أو كتل عشائرية في الإنتخابات النيابية فالحقيقة والواقع يقرّان بوجود قوائم لون واحد لأبناء العشيرة الواحدة؛ حيث مجتمعنا عشائرياً حتى النخاع؛ وغالباً نجد هذا النوع من القوائم في العشائر الكبيرة لغايات ضمان نجاح أحد المرشحين فيها؛ والميزة الإيجابية في هذا النوع من القوائم هي نجاح القائمة ووصول أحد أفرادها لقبة البرلمان من خلال دعم أبناء العشيرة للمترشحين؛ لكن ينتقد البعض هذا النوع من القوائم بترسيخ العشائرية -وكأن بقية القوائم تحمل برامج حزبية !!- وبالطبع فمعظم قوائمنا الإنتخابية أساسها عشائري حيث الإنتخاب يكون في الحقيقة على أساس القُربى أو روابط الدم أو الجيرة أو الصداقة أو إصطفافات عشائرية أو ما شابه ذلك؛ ونادراً ما نرى أحداً ينتخب مرشحاً على أساس حزبي أو برامجي إلا من رحم ربي؛ كما ينتقد البعض القوائم العشائرية على أنها تُقصي من حولها ولا تعطي الفرص للآخر؛ وبالفعل فالقائمة العشائرية لها وعليها وهذا ما سيتم إستعراضه هنا:
١. الأصل في الإنتخابات أن تكون على أساس برامج ورؤى وأفكار -تحوّطاً من مزايدة أيّ كان على الأفكار الواردة في المقالة- لكن الحقيقة على الأرض لم تكن قط كذلك؛ لكنها في الواقع تكون على أساس إختيار الشخوص بناء على إعتبارات أخرى جُلّها عشائري أو مناطقي أو حتى قروي أو أكثر من ذلك؛ لكننا ندعو دوماً لإختيار الأفضل والذي يملك رؤى التغيير والتطوير والإصلاح حتى من أبناء العشيرة الواحدة.
٢. في ضوء ما تقدّم وفي ظل قانون الإنتخاب الحالي الذي أساسه القوائم؛ ظهرت فكرة قائمة العشيرة الواحدة التي يسجّل لها أنها توحّد النسيج الإجتماعي وأبناء المنطقة الواحدة دونما تشرذم ظاهرياً بحيث تكون الأصوات معظمها لهذه القائمة وبالتالي هنالك ضمانه شبه أكيده بفوز أحد المترشحين من القائمة في حال كانت الأصوات كافية للنجاح.
٣. قائمة العشيرة الواحدة لها العديد من الحسنات حيث أنها لا تشرذم أصوات العشيرة الواحدة وتضمن نجاح أو تقدم أحد أبناء العشيرة وتضمن أن الأصوات لا تخرج عن إطار القائمة وتبقى قلوب الناس ظاهرياً مع بعضها ولا تسمح بالإنشقاقات العشائرية للبعض التغريد خارج السرب؛ كما أنها تضمن وجود خيرة الخيرة من المتقدمين للإنتخابات ليكونوا فيها.
٤. بالمقابل فقائمة العشيرة الواحدة يسجل عليها ترسيخ العشائرية كإطار إنتخابي؛ وعدم إعطاء الفرص للعشائر الأخرى في المنطقة ذات الأعداد الأقل نسبياً لأخذ فرصتها مما يثير حفيظتهم وربما يؤدي ذلك لردود أفعال للتسجيل في قوائم أخرى من غير أبناء المنطقة الواحدة ومعهم الحقيقي ذلك؛ كما يسجّل عليها أنها تشكّل حالة تنمر كما يقول البعض وإن كان البعض الآمر يقول أنها مصدر فخر وإعتزاز.
٥. خطورة قائمة العشيرة الواحدة أن يُساء فهمها وتتحول قبل وإبان الإنتخابات إلى مناطقية أو قروية أو أي تفخيذات أخرى على سبيل الحصول على النجاح عن طريق المذهب الميكافيلي وأنّى كانت الوسيلة؛ والأخطر في حال تحول الناخبين في بعض المناطق إلى إنتخاب مرشح بعينه دونما غيره وحجب أقاربه أو جماعته عن المترشحين الآخرين؛ وهذا بالطبع رائحة خيانة أو أنانية مفرطة مما يجعل من هذه الممارسات السلبية وسيلة تنتفي لأجلها أهداف تشكيل قائمة العشيرة الواحدة أصلاً.
٦. قائمة العشيرة الواحدة تجعل المترشحين مطمئني البال على الإنتخابات ولا يبذلوا جهوداً إضافية أو مصاريف زائدة للدعاية الإنتخابية أو المقار الإنتخابية لأن الكل في منطقتهم الإنتخابية يعرفهم ويدرك من الأحق بإنتخابه والأسباب والمسببات في ذلك.
٧. قائمة العشيرة الواحدة قد تضمن نجاح واحد من أبنائها تنافسياً وأيضاً تدفع بإحدى بناتها عن طريق الكوتا النسائية لقبة البرلمان إذا ما أحسن الجميع التصويت؛ وهذه النتيجة شبه مضمونة إذا ما أحسن المنتخبين الإدلاء بأصواتهم للمترشحين كافة وإعطاء المترشحة على الكوتا النسائية بغزارة دونما هوادة أو حجب لا سمح الله تعالى وبنسبة تصويت عالية؛ وفي ذلك قمّة الوفاء والإئتمان.
٨. مطلوب أن تحوي قائمة العشيرة الواحدة خيرة الخيرة من أبنائها الأكفاء أنّى كانت آلية فرزهم أو إختيارهم؛ ومطلوب أن يمتلك هؤلاء المترشحين برنامجاً متكاملاً لترشيحهم؛ ومطلوب أن يقف المترشحين على مسافة واحدة من جميع الناس في منطقتهم الإنتخابية؛ ومطلوب إحترام وتقديم الخدمة لأبناء العشائر الأخرى والقرى الأخرى وكل الناخبين في منطقته سواء إنتخبوه أم لا في حال نجاحه؛ ومطلوب أن يتحلّوا بالروح الرياضية أنّى كانت النتيجة وإغباط الآخر وبإيثار حال نجاحه؛ ومطلوب الرقي بتصرفاتهم قبل وإبان وبعد الإنتخابات ليسجلوا ميزة تنافسية شريفة.
بصراحة: قائمة العشيرة الواحدة الإنتخابية لها وعليها؛ ويسجّل لها ضمان نجاح واحد من أبنائها وربما نجاح كوتا نسائية إضافية؛ بيد أن عليها تجاوز العلاقات مع العشائر الأخرى بالمنطقة في حال عدم منحهم الفرصة للترشّح؛ وربما تتحول لمناطقية أو قروية أو حارات في حال تشرذم العلاقات بين المترشحين؛ ولذلك مطلوب التركيز على الجزء المليء من الكأس في قائمة العشيرة الواحدة لتدعم الإنتخابات النيابية وتكون عشائرنا في خندق الديمقراطية التي أرسى قواعدها ورؤاها جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني إبن الحسين حفظه الله تعالى.
صباح الوطن الجميل


تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )