الأنباط -
يختلف الأمس عن اليوم كثيراً بكل شيء، ورغم الترف والرغد الذي يعيشه بعض الناس هذه الأيام إلّا أن معظمهم ما زال يتغنّى بالماضي، ويبدو أن الناس تعشق الماضي لكرهها أو عدم قبولها بالحاضر؛ وفي زمن كورونا لا أحد يقبل بالحاضر ويقف على أطلال الماضي ويتطلع للمستقبل؛ وتالياً بعض الأمثلة:
1. زمان كان عدد لا بأس به بالأسرة الواحدة يسكنون في نفس الغرفة ويتحمّلون، واليوم أصبح كلٌّ له غرفته الخاصة وحمّامه ومع ذلك يتذمرون؛ ويبدو أن بعض الناس بطرانة فعلاً!
2. زمان كانت الكتب شحيحة والوسيلة الثقافية الوحيدة ومع ذلك الناس مثقّفة، واليوم أصبحت التكنولوجيا ووسائل الإتصال والتواصل الإجتماعي وشبكة الإنترنت منتشرة ويمتلكها معظم الناس ومع ذلك لا يقرأون لا بل البعض أميين ليس بالقراءة فحسب بل بالثقافة والحاسوب وغيرها؛ ويبدو أن بعض الناس لا يعجبها العجب!
3. زمان كان الدخل قليل والحياة صعبة ومع ذلك الناس سعداء، واليوم أصبح الدخل أكثر والحياة أسهل ومع ذلك الناس غير مرتاحة؛ ويبدو أن صفة القناعة والرضا عند بعض الناس تتلاشى.
4. زمان كان الناس يطالبون بالديمقراطية ومتعطشون لها ومع ذلك الإنتماءات الحزبية كثيرة رغم حظرها، واليوم أصبح عدد منتمي الأحزاب أقل رغم ترخيصها والتحول الديمقراطي ووجود القرار السياسي بالتشجيع عليها؛ يبدو بأن بعض الناس ملّانة.
5. زمان كان الكل يطمح ليصبح عالم أو شيء مميز رغم الفقر والحرمان، واليوم أصبحت طلبات الشباب مُستجابة وأدوات التكنولوجيا يمتلكها معظمهم ورغم ذلك يفتقد الكثير منهم للإهتمام بالعلم أو حتى الحصول على الشهادة؛ يبدو بأن بعض الناس زهقانة.
6. زمان كان يحضر الفرح أهله المقربين ويستديم الزواج ويُكتب له النجاح، واليوم أصبح يحضر الفرح من كل المحافظات ونسبة الطلاق مرتفعة نسبياً؛ يبدو بأن بعض الناس طاقاتها سلبية.
7. زمان كانت المركبات العامة وسيلة نقل شبه الوحيدة ومع ذلك يصل معظم الناس بأوقاتهم، واليوم أصبح معظم الناس يمتلكون مركباتهم الخاصّة ورغم ذلك يتأخرون؛ يبدو بأن إدارة الوقت عند بعض الناس ليست بالمستوى المطلوب.
بصراحة: عازفو وتر الأمس وأيام زمان مُحقّون، وعازفو وتر اليوم والحاضر مُحقّون أيضاً، وكلّ يغنّي على ليلاه، والتغيّر الإجتماعي والتكيّف مع متطلبات الحياة مطلوب؛ لكن الأمثل المواءمة بين الأصالة والمعاصرة.
صباح الأمس واليوم والغد