الأنباط -
من يحارب الجمعيات البيئية الأقل حظاً ؟!
"هم فرسان التغيير القادرون على إحداث نقلة نوعية في مستقبل هذا الوطن وتحقيق الغد المشرق لأجياله المقبلة" .. بهذه الكلمات النبيلة ذات الدلالات العميقة يخاطب دائماً جلالة الملك عبدالله الثاني (حفظة الله ) الشباب..
ورسالة جلالة الملك واضحة للجميع عندما قال : "إنني أؤمن كل الإيمان بأن كل أردني يستحق الفرصة التي تمكنّه من أن يتعلم ويبدع، وأن ينجح ويتفوق ويبلغ أسمى المراتب، ويطمح دومًا إلى التميز والإنجاز، ويرنو أبدًا إلى العلياء".
ولكن للأسف ما يقوم به بعض العاملين في وزارة البيئة من تهميش واضح وصريح للجمعيات البيئية في المناطق (الأقل حظاً) يدل على عكس التوجيهات الملكية السامية ، ورسالة الحكومة الرشيدة في تنمية مختلف المحافظات . أتذكر زيارة وزير البيئة الدكتور صالح الخرابشة إلى محافظة معان والاجتماع بالجمعيات البيئية في محافظات الجنوب حيث جرى اللقاء في أجواء من الصراحة والودية، تضمن طرح جمعيات البيئة ملاحظاتهم ووجهات نظرهم حول المقترحات بخصوص معالجة المشاكل البيئية بشكل صريح، وكلام معالي الوزير الذي حمل بطياته الأمل والتفاؤل.. لم نعلم وقتها أننا في حلم وردي اختفى بمجرد مغادرة معاليه محافظة معان ؟!
تتعمد بعض الإدارات التابعة لوزارة البيئة التهميش ومحاربة الجمعيات البيئية (الأقل حظاً) ومنعهم من المشاركة في الفعاليات والبرامج المتواجدة في الميدان والتي تعمل على تنفيذها الوزارة ، بالإضافة الى تبخيس جهودهم ومساعدتهم في تنمية المجتمع المحلي !!.ولا يسعنا إلا الاستغراب و طرح الأسئلة التي لا نعرف لها جواب.. لماذا كل هذه الكراهية للجمعيات البيئية الأقل حظاً ؟ لماذا كل هذا الحقد لكلما هو أصيل؟ هل له أسباب أو مبررات؟ اين يكمن العيب في مشاركتنا او دعمنا في إنجاز مشروع يجلب دخلا لسكان المحافظة او المدينة؟ أين يكمن الخلل في خلق تعاونية تجمع الجمعيات والمجتمع المحلي في إطار منظم و تضامني؟
و مع كل هذا وذاك تخرج علينا وزارة البيئة ببرامج وفعاليات ومبادرات وشعارات تستهدف منها فقط الجمعيات صاحبة النفوذ داخل الوزارة والتي تنعم بدعمها وحمايتها!!
الجمعيات البيئية (الأقل حظاً) التي تجمع بين الصدق و العمل و التي تعمل بدون كلل او ملل و التي تنظر إلى المستقبل بتفاؤل و أمل محاربتها بهذه الطريقة سابقة خطيرة قد عفا عنها الزمن عشية تبني الدولة تنمية المحافظات، وسنت فلسفة لمستقبلها و فتحت أبوابها للتنمية و آفاقا واعدة للبيئة.
هذا النداء ليس مزايدة و ليس مجرد فكرة وانما غيرة على هذا الوطن الذي يعترف بكفاءة الفرد و قدراته و مهاراته، وطن يمنحه حرية التفكير و الإبداع و روح النقد و الإقناع ،وطن يتسع للجميع دون إقصاء أو تهميش او تمييز، وطن ليست فيه المواطنة مجرد شعار بل نضال وتشارك و حوار.
وسنبقى المخلصين للقائد والوطن في قطع دابر كل من يستغل مصالحه الشخصية والوظيفية للاستغلال ، مهما كان منصبه أو مكانته.