الأنباط -
مناسبات الأفراح والأتراح كثيرة، وتزداد مناسبات اﻷفراح في الصيف مما يعني إنشغال الناس وضياع وقتهم وقلة إنتاجيتهم، ما يؤشر لضرورة البحث عن بدائل وإستخدام التكنولوجيا العصرية للناس البعيدين في القيام بالواجب؛ وبالطبع رسّخت جائحة كورونا ثقافات جديدة يجب العمل بها كنتيجة حتمية للمستجدات على الأرض؛ فبات العمل عن بُعد والتعليم عن بُعد ثقافات دارجة؛ وباتت الواجبات الإلكترونية ضرورة دونما اللقاء الفيزيائي للناس في مناسباتها في الأفراح والأتراح حماية للصحة والسلامة العامة؛ وهذا يعزز ثقافة التغيير التي آلت كنتيجة لكائبة كورونا؛ ونتطلّع من خلالها تغيير ثقافاتنا الإجتماعية لقبول التواصل الإجتماعي عن بُعد دونما ضياع للوقت أو مخاطرة العبث في السلامة العامة أو الصحة لبني البشر:
1. بالرغم عن الإنطباعات الراسخة التي سادت بعد جائحة كورونا والدروس المستفادة منها؛ وواحدة منها ثقافة تغيير عاداتنا وتقاليدنا الإجتماعية؛ فلا يمكن ان ننسلخ عن موروثنا الحضاري وعاداتنا وتقاليدنا، لكننا من الممكن أن نعظّم فعالية أدوات التكنولوجيا اﻹلكترونية الحديثة للقيام بالواجب وخصوصاً الناس البعيدة بالأهمية بالنسبة ﻷصحاب المناسبة سواء بالمكان أو درجة القربى؛ والطرح هنا لثقافة التواصل عن بُعد وقبولها من قبل كل الأطراف.
2. علينا أن نوجد ثقافة مجتمعية تقبل العزاء أو المباركة بالهاتف أو الرسالة عبر الوتساب أو وسائل التواصل اﻹجتماعي للناس البعيدين؛ وهذا تعزيز راسخ لثقافة التباعد الإجتماعي والجسدي والمسافات الآمنة في زمن كورونا؛ ما يحقق السلامة والصحة لكل الناس ودونما نقل للأمراض سواء في زمن كورونا أو غيرها.
3. فوائد القيام بالواجب من خلال أدوات التواصل الحديثة أو الواجب اﻹلكتروني يحافظ على وقت الناس وجهدهم ومالهم وإنتاجيتهم وأعصابهم وأمنهم وصحتهم وسلامتهم وكثير؛ والأهم من ذلك أن يكون ذلك ثقافة مجتمعية راسخة بين الناس ويتًربّى عليها جيل الشباب ليتوارثها الأجيال وتتصف بثقافة القبول من قبل كل الفئات العمرية.
4. الواجب اﻹلكتروني في عصر السرعة وزمان كورونا يقضي على كثير من مشاكل الوقت لدينا وبعض مشاكلنا اﻹجتماعية التي نتمنى أن تستقيم أمورها ﻷن الناس باتت تهتم بالمظاهر أكثر من إقتصار المناسبات على اﻷهل والمقربين؛ وفي ذلك توفير المال والجهد والوقت؛ كما في ذلك دثر للمظاهر والشوفيات وإقتراب من الواقعية والعمل الحقيقي والواقعي وثقافة الإنتاجية.
5. نحتاج للتخفيف على بعضنا البعض من خلال قبول ثقافة الواجب اﻹلكتروني، ونحن نعالج ظاهرة بعينها ولا نتحدث عن أي إنسان كان ولا ننتقد أحداً؛ وعندما تترسخ هذه الثقافة تكون سائدة عند الناس وتحظى بالقبول دونما همز أو لمز؛ ويتحقق من خلالها ثقافة الإحترام لأوقات الناس ودرء لثقافة المدينة الفاضلة أو تمثيل الناس على بعضهم البعض.
6. نحتاج لتغيير وتهذيب عاداتنا اﻹجتماعية لتتواءم مع لغة العصر وأدوات التواصل اﻹجتماعي وعصر السرعة؛ ونحتاج أن لا نفرض على الآخرين وجهات نظرنا بقدر ما نحترم وجهات نظرهم؛ ونحتاج لثقافة العملية والإنتاجية والعطاء في الحياة كسباً للوقت والمال والجهد؛ ونحتاج لنؤمن بأننا نضيّع كثيراً من الوقت في مناسبات نستطيع أن نقضيها بالهاتف؛ وجائزة كورونا أثبتت نجاعة ثقافة التواصل الإجتماعي عن بُعد وإرسال التهاني والعزاءات عبر الهاتف دونما هدر للطاقات والوقت.
بصراحة: عاداتنا اﻹجتماعية مرهقة للناس وحان وقت التغيير التدريجي لقبول ثقافة القيام بالواجب اﻹلكتروني والتواصل المرئي أو الصوتي، وجائزة كورونا أثبتت للجميع نجاح فكرة التواصل عن بُعد لكل عاداتنا الإجتماعية سواء للأفراح أو الأتراح؛ والمطلوب من الجميع إستحسان الفكرة.