كتّاب الأنباط

عيدك بالجنة يا أبي

{clean_title}
الأنباط -

لم يقترب العيد بتاتا من منزلنا البائس لفقدانه عامود البيت وسنده , أبي الحنون تخاطبني حديقتك تطلب رشة مائك العذب على أوراق شجرها , وردك الذي زرعته على أطراف الحديقة لم يعد له تلك الرائحة العبقة التي كانت تملي المكان حين قدومك , أبي العزيز أوصيتني قبل وفاتك بأيام بأن أكمل مسيرتي الدراسية وسأكملها وأوصيتني بأن أقطع علاقتي مع البعض وقطعتها , أريد أن أبشرك بأنني على الطريق الصحيح ولن ألوذ عنه أبدا وأتمنى أن تسامحني على كل ما فات , سأرفع رأسك عاليا مثلما رفعت رأسنا حين تذكر في أحاديث محبيك فيكفيك إنك لم تؤذي أحد ولم تذكر أحدا بالسوء , أبي العزيز أفتقد أحاديثك معي في القضايا السياسية في لبنان وسوريا أتعلم يا أبي أننا لم نعد نفتح قناة الميادين و MTV اللبنانية التي أعتدت متابعة الأخبار والبرامج السياسية عليهما لاهتمامك المطلق في الشأنين اللبناني والسوري, وأفتقد لتحليلاتك الرياضية وتأييدك لي في بعض ما أحلله رياضيا , أبي لقد صقلت مني رجلا مدركا وواعيا في كل جزئية من حياته , اهتمامك بالعلم صنع مني أنسانا سيحيى ويموت على مواصلة التعلم فأنت علمتني أن العلم لا ينتهي ويتطور والشخص يطور من نفسه بالتعلم , أبي العزيز إن لم أظهر للعلن ما في داخلي لكنني أبكيك كل ليلة حين يعانق وجهي الوسادة , أبي العزيز عيدك في الجنة رحمك الله رحمة واسعة لا نهاية لها وأطلب ربي الأعلى وأرجوه باسمه الأعظم بأن يغفر لك ذنوبك ويمسح عنك خطاياك ويبدلها بحسنات

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )