الأنباط -
لم يقترب العيد بتاتا من منزلنا البائس لفقدانه عامود البيت وسنده , أبي الحنون تخاطبني حديقتك تطلب رشة مائك العذب على أوراق شجرها , وردك الذي زرعته على أطراف الحديقة لم يعد له تلك الرائحة العبقة التي كانت تملي المكان حين قدومك , أبي العزيز أوصيتني قبل وفاتك بأيام بأن أكمل مسيرتي الدراسية وسأكملها وأوصيتني بأن أقطع علاقتي مع البعض وقطعتها , أريد أن أبشرك بأنني على الطريق الصحيح ولن ألوذ عنه أبدا وأتمنى أن تسامحني على كل ما فات , سأرفع رأسك عاليا مثلما رفعت رأسنا حين تذكر في أحاديث محبيك فيكفيك إنك لم تؤذي أحد ولم تذكر أحدا بالسوء , أبي العزيز أفتقد أحاديثك معي في القضايا السياسية في لبنان وسوريا أتعلم يا أبي أننا لم نعد نفتح قناة الميادين و MTV اللبنانية التي أعتدت متابعة الأخبار والبرامج السياسية عليهما لاهتمامك المطلق في الشأنين اللبناني والسوري, وأفتقد لتحليلاتك الرياضية وتأييدك لي في بعض ما أحلله رياضيا , أبي لقد صقلت مني رجلا مدركا وواعيا في كل جزئية من حياته , اهتمامك بالعلم صنع مني أنسانا سيحيى ويموت على مواصلة التعلم فأنت علمتني أن العلم لا ينتهي ويتطور والشخص يطور من نفسه بالتعلم , أبي العزيز إن لم أظهر للعلن ما في داخلي لكنني أبكيك كل ليلة حين يعانق وجهي الوسادة , أبي العزيز عيدك في الجنة رحمك الله رحمة واسعة لا نهاية لها وأطلب ربي الأعلى وأرجوه باسمه الأعظم بأن يغفر لك ذنوبك ويمسح عنك خطاياك ويبدلها بحسنات