الأنباط -
بدو انه وبإنتهاء عطلة عيد الفطر السعيد، سنبدأ هنا في الاردن تدريجيًا بالعودة للحياة الطبيعية ولأنه لا يمكن لنا أن نعيش بمعزل عن العالم فإن قرارًا من هذا القبيل كان متوقعاً إتخاذه لأنه لم يكن من الممكن أبداً الإستمرار بنفس الوضع الذي كنا به وذلك للكلفة العالية والتي نستمر بتقديمها، إجتماعياً وسياسياً ولإقتصادياُ، ربما كنا بحاجةٍ لمخرج من هذه المعضلة ووجدنا ضالتنا في الأقطار الأكثر تؤثرا" بهذه الجائحة وخاصة" الأقطار الأوروبية والتي بدأت فعلاً بالعودة لحياتها الطبيعية وإن كان ذلك بالتدريج، رغم كل الإصابات والوفيات التي ما زالت تجتاحها وهذا وفر لنا غطاءً للعودة لما سبق.
الدول الاوروبية ورغم عدم إختفاء المرض ولإستمرار الوفيات والإصابات وبأرقام ليست بقليلة إلا أنه وتحت وطأة ضغط العجلة الاقتصادية العالي نسبيًا بدأت فعلاً بوضع آلية للتعامل والتعايش مع وجود هذا الفايروس، لم ينتهي الفايروس هناك ولم يتم التغلب عليه، إلا أن هذه الدول وضعت البرامج والطرق في مختلف مجالات الحياة والعمل لإستئناف الحياة والعودة تدريجياُ لما كانت عليه مسبقاً، ما تم إستثنائه تقريباً في معظم الدول هو كل ما يسبب تجمعاً للمواطنين مثل المباريات الرياضية ودور السينما والتي ستخاض بدون جماهير أو الصلوات والجنائز أو المقاهي والمطاعم، أو المطارات ورحلات الطيران، أو المدارس والجامعات، جميع هذه التجمعات أصبحت ممنوعة في أغلب دول العالم.
الأقطار الأوروبية لم تستطع ورغم الإصابات والتي ما زالت بالألوف والوفيات والتي ما زالت بالمئات أن تستمر بالمنع، بعض الدول ما زالت في أوج الأزمة، رغم ذلك كان هناك ضغطاً كبيراً من المؤسسات الإقتصادية للتخفيف من الضغوطات ودعوات للتعايش مع وجود هذا الفايروس، ذلك كون إقتصاديات هذه الدول مبني لدرجة كبيرة على كاهل الشركات الصغيرة والمتوسطة والتي كانت عليها وما زال إلتزامات كبيرة، لذا فقد كانت أمام واحد من خيارين إما الموت او عودة النشاط والتعايش بحذر مع تواجد فايروس الكورونا.
فعلاً بدأت العديد من هذه الدول بوضع الخطط للعودة للحياة الطبيعية وإتخذت الكثير من الإجراءات لضمان السلامة العامة مثل التباعد ولبس القفازات والكمامات ووضعت إجراءات للتصرف والتعامل داخل الدوائر الحكومية والأماكن العامة كالمقاهي المفتوحة ووسائل المواصلات للوقاية من الأخطار المحيطة، رغم كل ذلك فإن الكثير من المواطنين في هذه الدول تجنبوا الخروج وخرج فقط صاحب الحاجة وتجنبت الأغلبية منهم المشاركة بما لا داعي له.
عندنا ماذا سيحدث بعد عطلة العيد وعند إستئناف الحياة والعمل؟ هل سيعتقد المواطنون أن المرض والوباء قد إنتهى وعليه فإنهم سيقومون بكامل نشاطاتهم كالمعتاد؟ الإصابات الآخيرة وعددها يقول عكس ذلك، فالخطر ما زال محدقاُ وما زال المرض كما كان سابقاً وربما أكثر شراسة وما حدث بسبب سائق الشاحنة لهو أكبر دليل على ذلك، لذا فإذا كان ولا بد من إستئناف النشاطات فيجب أن يكون ذلك مصطحباً بتعليمات واضحة، سواء من طرف الحكومة والتي عليها أن تقوم بواجباتها في هذه المرحلة من خلال إرسال الرسائل الصحيحة الخاصة بالحذر والتباعد وإحترام التعليمات ووضع كل الإجراءات المطلوبة لحماية المواطنين للتقليل من التجمعات والإختلاط وحماية بلدنا من الأخطار الخارجية والتشدد في ذلك وحماية الجيش الأبيض كوادرنا الطبية الباسلة من الأخطار المحدقة، المواطنون في نفس الوقت عليهم واجباتهم أيضا" فإن كانت الدول الغربية قد بدأت بالعودة للحياة الطبيعية بالتدرج فهي هناك قد عولت على وعي مواطنيها وحبهم لأوطانهم ولعائلاتهم، والذين في الكثير من الحالات ما زالوا يرفضون العودة الكاملة للحياة السابقة، فهل سيكون مواطنينا على نفس الدرجة من الوعي؟
نعول على وعي الجميع هذا هو الأصح!!