الأنباط -
كان لقاء طلبة الجامعات الأردنية في حواراتهم والتي نظّمها الطلبة وشارك بها عدد منهم مع عدد من رؤساء الجامعات والذي تشرفت بالمشاركة بها كرئيس لجامعة جدارا لجانب زملائي وإخوتي رؤساء جامعات الهاشمية والحسين بن طلال والعلوم الإسلامية الدولية وإربد الأهلية وعميدي شؤون الطلبة في الجامعة الأردنية والهاشمية؛ وكان محور الحوار الجامعات وقرارات التعليم العالي في زمن كورونا؛ وطرح الطلبة بجرأة طلباتهم كما قدّم رؤساء الجامعات رؤيتهم للتحوّلات الناجحة والمذهلة في التعليم العالي لتحويل تحدّي التعليم الإلكتروني إلى فرصة ناجحة بالإعتماد على العقول الأردنية المتميزة من أعضاء هيئة التدريس والعاملين والذين أحسنوا صنعاً من خلال تطويرهم لموادهم التعليمية وبعض البرمجيات الخاصة بذلك؛ بالإضافة لوجود بنية تحتية نوعية في الإنترنت وإن كان البعض يشكوا من سرعتها وكفاءتها في بعض مناطق الأرياف والبادية في وطني الحبيب:
١. الأردن نجح في تحويل كثير من التحديات إلى فرص في زمن جائحة كورونا؛ وخصوصاً في قضايا التعليم عن بُعد وحتى العمل عن بُعد؛ بالرغم من الظروف الصعبة ودقّة الظرف ومحدود الوقت لذلك.
٢. مجمل ما طرحه الطلبة تبلور في قضايا التعليم عن بُعد ومشاكله وتحدياته وشبكات الإنترنت وحزمها وتقييم الطلبة وقرار الدفاع رقم ٧ وخيارات الطلبة في الامتحانات والأوزان وحضور الطلبة وأنشطتهم ومنصات التواصل والدراسات العليا والرسوم الجامعية والتدريب الميداني ومشاريع التخرج وإحتفالات تخريج الطلبة وأعذار الطلبة والساعات المكتبية ومستوى أداء أعضاء هيئة التدريس وكفاءة التعليم عن بُعد ووحدات الدعم النفسي والإجتماعي للطلبة وغيرها من النقاط.
٣. بالمقابل إجابات رؤساء الجامعات كانت واضحة جداً وتنطلق من خلال معاملة الطلبة كأبناءهم وخدمتهم من القلب لغايات أن يحققوا أهدافهم وأن يأخذوا بأيديهم صوب مخرجات وجودة تعليم نوعي يشار له بالبنان على مستوى العالم؛ وكانت الرسائل التي أطلقوها لأبناءهم وبناتهم الطلبة تحمل الإشارات التطمينية والتفاؤلية للوصول لبر الأمان في زمن كورونا من حيث تفسير كل التعليمات لصالح الطلبة وفق توجيهات جلالة الملك المعزز وقرارات مجلس التعليم العالي ومجالس العمداء الداعمة للطلبة.
٤. تقييم تجربة التعليم الإلكتروني والتغذية الراجعة مستمرة لغايات تجويد العملية التدريسية ومخرجاتها من خلال تقديم حلول عملية لكل مفاصل العملية التعليمية سواء في المنصات التعليمية أنفسها أو المادة التعليمية أو أساليب وطرائق التدريس أو وسائل وأدوات التقييم أو تحليل النتائج أو مخرجات العملية التدريسية أو جودتها أو البنى التحتية للتعليم الإلكتروني أو حزم الإنترنت أو غيرها.
٥. للأمانة رؤية جلالة الملك الإستباقية في ضرورة توفّر بنية تحتية للإقتصاد الرقمي وشبكة إنترنت متكاملة وأدوات تكنولوجية عصرية في التواصل وبرامج تعليمية ناعمة للتواصل كلها ساهمت في نجاح تجربة التعليم الإلكتروني والإنتقال إليه من التعليم التقليدي كنتيجة للجائحة المفاجئة؛ ومع ذلك كان الإنتقال للتعليم الإلكتروني شبه سلس دونما أي منغّصات تذكر وبذلك حوّلنا التحديات إلى فرص.
٦. للأمانة أيضاً يحق لنا أن نفخر بالعقول التي ساهمت بنجاح هذه التجربة من زملاءنا أعضاء هيئة التدريس والعاملين والمطورين والمبرمجين الذين حققوا على الأرض برامج نوعية ساهمت في سهولة الإتصال والتواصل المرئي والصوتي والرقمية التي باتت سمة العصر في زمن الألفية الثالثة.
٧. الحوارية نفسها بين طلبة الجامعات وأساتذتهم رؤساء الجامعات كانت نموذجاً للحوار الهادىء والمسؤول بين شباب يسعون للأفضل وقادة يأخذونهم صعودًا للأمام لمستقبل زاهر يواكب عصر التكنولوجيا ولغة الألفية الثالثة ويطمّنونهم بأن المستقبل يحمل الأفضل بحول الله من خلال أمتلاكهم لمهارات سوق العمل سعياً لتشغيلهم بدلاً من أن يصطفّوا في طوابير العاطلين عن العمل.
٨. مطلوب تفهّم الحاجات الحقيقية لهذا الزمان بعد التحول الرقمي وولوج زمن التعليم عن بُعد من خلال إيجاد تشريعات ناظمة للتعليم الإلكتروني وقبوله على غرار الدول المتقدمة كخيار رئيس للتعليم في الأردن.
بصراحة: الأردن والحمد لله تعالى حوّل التحديات في كثير من القضايا لفرص حقيقية؛ وخصوصاً في التعليم عن بُعد والتعليم الإلكتروني وحتى العمل عن بُعد؛ ونتطلّع إلى أن تتحمل ثقافتنا التعليمية حرماً جامعياً إفتراضياً وبتشريعات تقبل ذلك ولو كخيار إحتياطي؛ والحمد لله تعالى كل تلك النجاحات التي تحققت تُعزى لكفاءة طاقاتنا فوق الأرض التي نعتز بها.
وكل عام وأنتم بألف خير ورمضان كريم.