الأنباط -
الأنباط -بعيدا عن الرياضة .. صبرا جميلا !
نتابع تطورات الفايروس من حولنا وفي دول العالم الكبرى .. ونراقب حجم الاصابات الكبير ومعها حالات الوفاة المتواصلة بشكل يومي ..ورغم ذلك نستعجل الحكومة بالمسارعة بالتخفيف من حجم الاجراءات التي تتخذها من أجل حماية المواطنين ومنع تفشي الوباء بالصورة التي ضرب فيها العالم ..وبات خبر الوفيات يتقدم على غيره من الاخبار على اهميتها ..حتى ان العديد من الدول بدأت تقتبس من الاردن الافكار المتقدمة التي يطرحها كل يوم في سبيل الوقاية من كورونا ومنع انتشاره كما حصل مع غيرنا .. وخصوصا في موضوع الحظر الذي سارعت الدول الشقيقة والصديقة بتنفيذه بعد ان اثبت بلدنا نجاحه المطلق في هذا الجانب ..لكن الوضع بات فعلا بحاجة للمزيد من الصبر فحسب ..
الصبر.. على فترة الحظر التي ستتواصل حتى نهاية الشهر الجاري مع ما في هذا القرار من اثاره السلبية على حياة المواطن وقدرته على مواصلة حياته بشكل طبيعي ..وخصوصا في موضوع شراء حاجياته الاساسية بكل راحة ودون توجس او خوف من اقتراب هذا الفايروس اللعين منه ..الامر الذي قد يساهم في انتقاله معه الى حيث اهله وعائلته الكبيرة ومجتمعه كله لا قدر الله ..!
الصبر .. على مواصلة الجلوس في المنزل بعد ان تغيرت مسيرة الحياة تماما ..وبات الخروج الى الشارع يشكل الكثير من القلق والخوف والرهبة ..بحيث يخرج الواحد منا لشراء ما يلزم ..وعند العودة يبدأ بطرح الاسئلة المختلفة على نفسه مع سلسلة من الشكوك التي تراوده ..من الاشخاص الذين اقتربوا مني في المخبز او السوبر ماركت او محل الخضار وفي الشارع .. ومن لمسني منهم وهل ساكون سببا في احضار الفايروس الى منزلي ..!!
الصبر .. على بقاء بعض المحلات مغلقة لفترة بسيطة والتي لم تجد الحكومة ضرورة من شمولها بقرار العودة الى اعمالها مع ما يشكله هذا القرار من ضرر على اصحابها وعلى العاملين فيها ..والذي يتراجع امام الهدف الاكبر والاكثر اهمية وهو نجاح الاجراءات الحكومية بالقضاء على هذا الوباء الخطير في اسرع وقت ..حتى تعود الحياة من جديد الى طبيعتها ..وحتى نعود كلنا لمواصلة عاداتنا دون خوف ..
الصبر .. على العادات التي كان الناس يمارسونها في هذا الفصل الجميل من العام ..بالقيام برحلات التنزهه الداخلية والخارجية واستغلال التغيير المناخي من فصل الشتاء البارد الى أجواء الصيف الدافئة ..مع ما يشكله هذا الفصل من راحة وسكينة وجمال ..والذي تبدل تماما وتغير الحال بعد ان فرض كورونا حضوره القاسي على حياتنا وساهم بالنمط الكئيب الذي نمر به حاليا ونسأل الله تعالى الخلاص منه ..!!
الصبر.. على ما تبثه بعض الفضائيات من تهويل ومبالغات .. تساهم في زيادة حجم القلق الذي يعيشه المواطن اصلا كل ساعة من حجم الاخبار والتقارير التي وان ساهم البعض منها في وضع المواطن في صورة الحدث اولا باول ..الا ان العديد منها بات بحاجة لمراقبة ان لم نقل فلترة لانه خلق الكثير من التوتر في نفوس الناس وخصوصا البسطاء منهم الذين تشدهم الاخبار الايجابية وترفع من معنوياتهم بشكل كبير ..لقد امرنا الله بالصبر " وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون ..صدق الله العظيم .
عوني فريج