الأنباط -
استضافت جامعة اليرموك حفل تأبين الشاعر الأردني الكبير نايف أبو عبيد، الذي نظمته مؤسسة إعمار إربد ووزارة الثقافة، بمشاركة رئيس الوزراء الأسبق / رئيس مجلس المؤسسة الدكتور عبدالرؤوف الروابدة، ووزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي، ورئيس جامعة اليرموك الدكتور زيدان كفافي، ونجل الفقيد الدكتور نظير ابو عبيد.
وقال الروابدة في كلمته التي ألقاها خلال حفل التأبين: "سلام على نايف الشاب المبدع في مدرسة الحصن، يكبرنا ويبرزنا حراكا ونشاطا ودورا، سلام على ابن الفلاحين شريكهم في نحت الصخر لاستنبات الأرض، سلام على شبابه أردنية غنت للزرع والحصاد والبيدر، سلام على الناي العذب الذي غنى لكل سهل ووادي في أردن العزة والتزم عروبته، صوت أردني ما عرف الإقليمية والعصبية"
وأشار أن للشاعر الحق الخالد في ثنايا أبياته وعميق تجلياته وعزاؤنا لأهله ومحبيه، مؤكدا سعي مؤسسة اعمار اربد على خدمة المدينة وان تصون القيم وتقدر الوفاء وترعى وتحفظ ود الأفياء ومن كانوا معا على درب الوطن.
من جهته قال وزير الثقافة الطويسي: نقف إلى جانبكم اليوم في هذا الحفل الكريم .. وفاءً لرمز من رموز الثقافة الأردنية، وسادنا من سدنة الهوية والتراث الأردني؛ إذ قدم فقيدنا نايف أبو عبيد عبر مسيرته الغنية بالمنجزات والإنتاج الأدبي الثري، نموذجا من نماذج العمل الثقافي المرتبط بالأرض، المخلص للمجتمع وتراثه العميق، والذي هو جزء من نسيج الهوية الثقافية الوطنية الأردنية.
وأضاف الطويسي أن أبو عبيد كان ولا يزال حاضرا في الوسط الثقافي، متميزا بتجربته في الأدب الشعبي، فقد رفد بهذا المنتج النقي إعلامنا الأردني، والأغنية الأردنية، والذاكرة الأردنية وترك في المكتبة الأردنية إرثا نفاخر به عبر سلسلة غنية من المؤلفات والدواوين الشعرية.
وأشار إلى أن رحيل مبدع كبير بقامة نايف أبو عبيد يترك فراغا حقيقيا في المشهد الثقافي، وان وزارة الثقافة لتقف إلى جانبكم في هذا الموقف وتشاطركم الشعور بالفقدان، عزاؤنا هذا الإرث العظيم الذي تركه الراحل في ذاكرة الوطن وفي قلوب محبيه، ولسوف يبقى ارث ابو عبيد خالدا تقرأه الأجيال شهادة دائمة على تميز الإنسان الأردني، وارتباطه بالمجتمع والارض والتراب الوطني .
بدوره قال كفافي في كلمته إننا فقدنا عَلما من أعلام ثقافتنا الوطنية، بل فقدنا عَلما من أعلام الشعر العربي والشعبي في بلادنا، خط بيراعه اليقظ صفحات معبرة وصادقة عن حياة شعبه، عن آماله وآلامه، طموحاته وأحلامه، أفراحه وأتراحه، حيث أن شعر نايف أبو عبيد سجل صادق لحياتنا وحياة آبائنا وأجدادنا، بل هو لوحات فنية لأنماط الحياة في الأردن ريفا ومدينة وبادية، رصد فيها نبضات قلب الوطن أرضا وأناسا.
وأشار إلى أنه قد ربطت بين جامعة اليرموك وشاعرنا المرحوم نايف أبوعبيد منذ تأسيس الجامعة أواصر علاقات حميمة ولم تنفصل حتى اليوم الأخير من حياته، فقد كان للمرحوم إسهام وأي إسهام في فعاليات مهرجان جرش ولجانه حين كان هذا المهرجان في عهدة جامعة اليرموك لسنوات طويلة، لافتا إلى أن كرسي عرار للدراسات الأدبية والثقافية في الجامعة قد خصص للشاعر أبو عبيد ندوة كاملة قبل عامين ونيف، تحدث فيها نخبة من الأدباء والأكاديميين المرموقين عن تجربته الشعرية والإنسانية، مضيفا أنه ومن المصادفات الحزينة أن تعقد مكتبة جامعة اليرموك ندوة أخرى وبرعاية رئيس الجامعة عن شاعرنا قبل أقل من شهرين، وكان مقررا أن يحضرها الفقيد، ولكن الفعالية أقيمت وقتها وهو على فراش اللحظات الاخيرة من حياته، وكانت ندوة متميزة تحدث فيها نخبة من الأدباء وأصدقاء الشاعر الكبير .
وأضاف كفافي أنه لما كان الادب الشعبي كما يقول المختصون صفوة أقوال وعصارة أفكار لأجيال سبقتنا عبر التاريخ الإنساني، ولمواهب بل لعبقريات عاصرناها ونهلنا من معين عطائها، فقد أجمع الوجدان الشعبي، والضمير الوطني، على صوابه والاستشهاد به في مواقف الجدل ومختلف ضروب الكلام، لذا نأمل ان يكون هذا الحفل الجليل لمسة وفاء تجاه شاعر لطالما حمل همنا وصور هواجسنا، وعبر عن أنماط حياتنا وشخص عاداتنا وتقاليدنا وأقوالنا وأفعالنا.
كما شكر نجل الفقيد الدكتور نظير ابو عبيد لكل من شاركنا ذكرى المرحوم نايف أبو عبيد، مشيرا إلى أن بساطة نايف أبو عبيد كانت بمثابة جسرا لكل من يتواصل معه، ولا شك بأن كل من عرف المرحوم تعرف على قصص ابو عبيد وهي مكتبة متنقلة و عالم ثقافي متنوع من عراق وشام ولبنان واردن وفلسطين وغيرها ومنكم من لم يعرفه ولكنه لمس ذلك في قصائده واشعار.
وأشار إلى ان مكتبة المرحوم احتوت 14 ألف كتاب تم التبرع بها على دفعات لجهات ثقافية ووطنية ومكتبات جامعية وغيرها.
كما تحدث في حفل التأبين الذي أداره المهندس اسماعيل أبو البندورة، كل من الشاعر الدكتور محمود الشلبي، والاستاذ عوض نصير وعبدالمجيد جرادات، وفردوس الشبار ، مستعرضين جوانب من سيرته وحياته العامة وأدبه المحكي الذي شكل علامة مضيئة في فضاءات الأدب الوطني والشعر الشعبي، إلى جانب اسهاماته في الحياة العامة وعمله في القطاعين العام والخاص.
وتضمن الحفل عرض فيلم وثائقي قصير عن حياة الشاعر وعمله ودراسته واصداراته وأعماله الشعرية.
وحضر الحفل مدير ثقافة إربد عاقل الخوالدة، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة والمسؤولين والمهتمين من المجتمع المحلي.