نايل هاشم المجالي
يولد الانسان وهو على الفطرة السليمة والصحيحة التي لا تعرف الكره ولا الاذى ولا الاجرام ، لكن نجد ان البيئة التي تحيط به شيئاً فشيئاً تشكل شخصيته حيث يتأثر بها سلبياً او ايجابياً ، فالبيئة السلبية تقود الشخص الى الانحراف ونحو السلوكيات الغير جيدة وارتكاب الممارسات الغير مقبولة ، اما البيئة الايجابية فعلى العكس من ذلك كله تجده يتمتع بالخصال الحميدة والسلوكيات الايجابية .
والجريمة تعرّف على انها انحراف عن المقاييس والانضباطية الدينية والاخلاقية والقانونية ، فهي توجه عدواني وهي محظورة قانونياً وشرعياً ، نهى الله عنها مهما كان شكلها ومعناها ، فلها عقوبة في القانون حسب نوع الجرم ، فهناك الجريمة التي تخرق الاسس الاخلاقية إما لضعف الواعز الديني او الاخلاقي ، فكل الجرائم بانواعها واشكالها سلوك اجرامي .
لكن علينا ان نعترف ان هناك جرائم غير منظورة وهي جرائم مخفية يرتكبها الاشخاص بالخفاء ولا يطالهم القانون ، وبالتالي لا تزل العقوبة العادلة بهم كونها تخفي خفايا ونوايا تحت ستار لا يظهر مرتكبها ، وهو مسبب للاذى للاخرين اما من باب الحسد او الحقد ، وما تضمر به نفوسهم ويخططون لها بشكل متقن ، ومن شأنها تحطيم حياة الآخرين وجعلهم كبش فداء لما يضمرون اتجاه الاخرين .
فعلى سبيل المثال اثارة الفتن المؤدية الى التشهير وتشويه سمعة الاخرين ، او المساس بشرفهم وسمعتهم باسلوب متقن كذلك الفتن المحرضة والتي تؤدي الى العداوة ين العائلات اسرية او عشائرية .
كذلك الفتن التي تؤدي الى خسائر بالشركات مثل تشويه صورة المنتج وفساده كذلك الفتن المحرضة التي تؤدي الى خسارة الشخص لعمله مثلاً نشر صور له على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل غير لائق ، وفبركة هذه الصور واحداث ضجة اعلامية عليها لتناقلها بشكل سلبي كذلك تلفيق الاكاذيب وترويج الشائعات ، وخلق اصدقاء زائفين على مواقع التواصل الاجتماعي لاثارة الفتن تحت اوجه اقنعة مختلقة شباب وسيدات ، اي ان جرائمهم ترتكب بالخفاء وبأسلوب الافعى ويبدون للآخرين عكس ما يضمرون ، وكما قال الشاعر يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب ، خاصة عندما تكون اسمائهم مستعارة او وجودهم خارج الوطن .
كذلك هناك نوع آخر الا وهو الاجرام السلبي ، عندما يمتنع الشخص عن الادلاء بمعلومات تمنع ارتكاب جريمة ، او عدم الادلاء بشهادةتقر بحقائق لجريمة ، او الامتناع عن اسعاف مصاب او انقاذ شخص ، او المشاركة في اطفاء حريق او منع حدوث سرقة ، اي ان هناك كثير من الجرائم التي تتم بالخفاء وجرائم سلبية .
ومما شجع على ذلك التطور التقني التكنولوجي ومواقع التواصل الاجتماعي بانواعه ، حيث التغريدات وتلفيق الصور واثارة الفتن والتشهير بالاشخاص والمسؤولين بالرغم من وجود قانون للجرائم الالكترونية .
لكن الذي يحدث ان هناك من يستطيع الافلات منه بصورة او بأخرى ، او من يقدم اشخاصاً مقابل الثمن لنشر الفتن والشائعات والتشهير بالاخرين والتلاعب بمشاعرهم ، واحياناً يأتون بتلك الاخبار من باب الفكاهة والمزح .
لكن كل ذلك يحدث معاناة كبيرة لدى الاخرين خاصة عندما يتم التطرق لخصوصياتهم ، وكثير من الجرائم المخفية لا يعاقب القانون عليها مثل تلك الاساءات المخفية ليبقى عقاب الله ومن لا يردعه ضميره لا يمكن ان يكون هناك رادع آخر له .
وها نحن في مجتمعنا نرى كثيراً من هؤلاء الاشخاص يلعبون ادواراً سلبية بالخفاء من اجل النيل من سمعة كثير من الشخصيات والمسؤولين والاقلال من شأنهم ، وابراز خصوصياتهم والنبش في القيود عن كل ما يسيء اليهم من معلومات او فبركة صور او اثارة فتن ، كذلك الامر عندما يتم تصعيد كثير من القضايا التي من السهل حلها بالتفاهم .
وهؤلاء على المجتمع ان يعاقبهم بنبذهم من المجالس ،واينما كان موقعهم الحقيقي او الافتراضي ، لان الاذى سيبقى خصالهم التي اكتسبوها لايذاء الاخرين .
Nayelmajali11@hotmail.com