زاوية سناء فارس شرعان
المذبحة التي شهدتها مدينة كرايست تشيرتش النيوزلندية وأودت بحياة ٥٠ مسلما واصابة مثل هذا العدد خلال ادائهم صلاة الجمعة في مسجدين من مساجد المدينة تحيي الروح العنصرية الدموية المتعطشة لدماء المسلمين والرافضة لهجرتهم للدول الغربية في امريكا واوروبا والعالم الجديد.
مجزرة كريست تشيرتش تنفذها شاب استرالي لم يتجاوز الـ ٤٣ من العمر يطفح عنصرية وحقدا ضد الاسلام والمسلمين متأثرا بجماعات غربية مصابة بانهاء صراع الحضارات وتصادم الأديان التي تروج لها عصابات فكرية واجتماعية في الدول الاوروبية منها بريطانيا والدنمارك والنرويج واستراليا لا تؤمن بحوار الاديان وتبادل الثقافات والافكار على الاطلاق ما يجسد نظرية كراهية الاسلام والمسلمين او ما يطلق عليه الغرب الاسلاموفوبيا.
هذه الجماعات العنصرية المتطرفة التي تطفح حقدا وكراهية ضد الاسلام والمسلمين تطالب بمنع هجرة العرب والمسلمين للدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة ومن بين هذه الجماعات الحاقدة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي منع الهجرة من الدول الاسيوية الاسلامية والافريقية للولايات المتحدة على رأس حملته الانتخابية الهادفة الى دعم اسرائيل وانكار الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني واعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس الغربية واغلاق القنصلية الامريكية في القدس الشرقية ونقلها للسفارة في القدس الغربية.
اغرب ما في هذه المذبحة انها وقعت في وضح النهار خلال صلاة الجمعة وباستخدام رشاش كان الرصاص يتدفق منه بسرعة فائقة ما اسفر عن مصرع ٥٠ من المصلين واصابة مثل هذا العدد من بينهم اردنيين وسعوديين وعراقيون وفلسطينيين وباكستانيون فغالبية المهاجرين للدول الغربية والعالم الجديد ينحدرون من دول عربية واسلامية ضاقت عليهم الارض بما رحبت ما دفعهم الى مغادرة بلدانهم والانتقال طلبا للعيش الى دول اخرى تتوفر فيها فرص العمل وامكانية الكسب المشروع.
لقد تعرض المسلمين لعدة هجمات في دول غربية خلال السنوات الماضية بسبب حملات الاسلاموفوبيا التي تشهدها دول غربية ما ادى الى سقوط اعداد كبيرة منهم قتلى وجرحى ما عزز الكراهية بين الشعوب بسبب ان حكومات الدول الغربية تغض الطرف عن مثل هذه الجرائم المروعة.
مذبحة نيوزلندا كانت حصيلة لحملات الاسلاموبيا التي تنظمها العناصر العنصرية من الجنس الابيض التي تكره الاجانب وخاصة المسلمين والعرب والافارقة وهي الجماعات اليمينة المتطرفة التي ينتسب اليها دونالد ترامب وعدد من زعماء ورؤساء الاحزاب والجماعات الحاقدة ضد الاسلام والمسلمين …
استنكار دول العالم وادانتها لمثل هذه المذبحة الوحشية بما في ذلك رؤساء الدول وفي مقدمتهم بريطانيا وفرنسا وروسيا والمانيا وبابا الفاتيكان والولايات المتحدة لا فائدة منها ولا طائل من ورائها اذا لم يتم وقف هذه الجرائم العنصرية والدينية التي تصف بانها عمليات ارهابية بامتياز من خلال احالته الى القضاء ووقف الضخ الاعلامي ضد الاسلام والمسلمين ووقف الحملات الدعائية ضد المسلمين وعدم التصدي للاسلاموفوبيا وكراهية المسلمين كنهج واسلوب حياة من خلال اقامة الحوارات الفكرية والدينية وتناول الافكار الحضارية بين الأمم والشعوب … !!!