زاوية سناء فارس شرعان
فلسطين في الدوامة … !!!
في الوقت الذي تشهد فيه السلطة الفلسطينية ازمة سياسية واقتصادية ومالية غير مسبوقة لا تعرف كيف تخرج منها الا بالرضوخ للاملاءات الاسرائيلية والضغوط الامريكية التي لا يمكن احتمالها، يضاف الى ذلك الخلافات التي برزت بين السلطة ومصر بسبب اصرار الأخيرة على المضي قدما في المصالحة الفلسطينية رغم اعتذار السلطة عن ذلك وطلبها من القاهرة وقف التفاوض مع حماس واستمرار الخلافات التي لا نهاية لها بين فتح وحماس بسبب استئثار الأخيرة وسيطرتها على قطاع غزة وطرد السلطة منه ما حدا بالجانبين الى تبادل الاتهامات حول اي شأن من الشؤون الفلسطينية …
في هذه الاجواء القاتمة قرر الرئيس الفلسطيني تشكيل حكومة جديدة برئاسة محمد اشتيه الحليف السابق له في محاولة للخروج من المأزق الذي تعيشه السلطة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والمالية.
الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها وفقا لرئيسها المكلف من الفصائل الفلسطينية المندرجة تحت لواء منظمة التحرير طبعا حماس والجهاد الاسلامي ليست مندرجتين في اطار المنظمة الأمر الذي ينبغي معه استبعادهما من الحكومة الجديدة تواجه العديد من المشكلات والتحديات ابرزها مآزق السلام حيث اعلنت الادارة الامريكية ان خطة السلام بين الفلسطينيين واسرائيل سيتم طرحها بعد الانتخابات الاسرائيلية المبكرة بالشهر المقبل.
طبعا خطة السلام الامريكية تقوم على مبدأ القدس بقسميها الشرقي والغربي تعتبر عاصمة للكيان الصهيوني وليهود العالم وانطلاقا من هذا المبدأ نقلت الادارة الامريكية سفارتها في اسرائيل من تل ابيب الى القدس خلافا للاجماع العالمي على عدم الاعتراف لسيطرة اسرائيل على القدس قبل بحث الوضع النهائي للمدينة المقدسة ..
ولم تكتف الادارة الامريكية بنقل سفارتها الى القدس الغربية وانما قامت مؤخرا باغلاق القنصلية الامريكية في القدس الشرقية ودمجها مع السفارة الامريكية ما يكرس الاعتراف بالقدس الشرقية كجزء لا يتجزأ من القدس الموجودة التي تعتبرها واشنطن عاصمة للكيان الصهيوني.
ومن ابرز التحديات التي تواجه حكومة شتيه الجديدة الوضع المالي بعد رفض السلطة الفلسطينية تسلم اموال الضرائب الفلسطينية التي تجمعها اسرائيل لصالح السلطة بعد ان اقتطعت اسرائيل رواتب السجناء والاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية من هذه الاموال وكيف ستتصرف مع اسرائيل على هذا الصعيد وخاصة وان الادارة الامريكية وقفت الكثير من المساعدات للسلطة لممارسة اكبر قدر من الضغوط عليها حتى تواكب المسيرة السلمية التي وضعتها امريكا للقضية الفلسطينية وتحقيق الصلح بين العرب واسرائيل بما في ذلك السلطة الفلسطينية.
بالاضافة الى ذلك هناك التحديات الاقتصادية التي تواجه السلطة وخاصة قطاع غزة الذي يخضع لحصار امريكي اسرائيلي منذ اكثر من عشر سنوات ما شل الحياة الاقتصادية والاجتماعية في القطاع وتسبب بمعاناة غير مسبوقة من سكانه وعددهم زهاء مليوني نسمة بالاضافة الى معبر رفح الذي يقتضي فتحه لمصالحة فلسطينية يتطلب من مصر واسرائيل فيما تشترط اسرائيل تهدئة مع حركة حماس التي يخضع القطاع لسلطتها فيما تخضع هي لضغوط دولية وعربية لتثبيت تهدئة مع اسرائيل … !!!