زاوية سناء فارس شرعان
رغم ان القمة العربية الاوروبية التي عقدت في شرم الشيخ هي الاولى من نوعها الا انها حققت نجاحا غير مسبوق في القضايا المشتركة فيما اتفقت الدول المشاركة على استمرار عقد هذه القمة حيث ستكون القمة الثانية في بروكسل عام ٢٠٢١ .
ومع تعدد الموضوعات التي ناقشتها القمة الا انها اتفقت على العديد من القضايا ابرزها مكافحة الارهاب والاستمرار في هذا النهج وعدم اعتبار هزيمة داعش في سوريا والعراق نهاية للارهاب حيث قرر المؤتمر مواصلة محاربة الارهاب وتجفيف منابعه وموارده ومواصلة الحرب على التنظيمات الارهابية بلا هوادة مع الابقاء على التحالف الدولي ضد الارهاب الذي يضم زهاء ٧٠ دولة.
ابرز توصيات مؤتمر شرم الشيخ الذي ضم ٢٨ دولة اوروبية و٢٤ دولة عربية الاتفاق على حل الدولتين اي اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الى جانب اسرائيل، الأمر الذي يعتبر نسفا للخطة الامريكية بابرام صفقة العصر من خلال ابرام مصالحة اسرائيلية مع عدد من الدول العربية وتطبيع العلاقات السياسية والاقتصادية والسياحية والثقافية بين العرب واسرائيل بما يمكن اسرائيل من التغلغل في الوطن العربي والاستفادة من موارده المالية والبترولية ..
ويعتبر هذا القرار ردا قويا على المشروع الامريكي بحل القضية الفلسطينية لصالح اسرائيل ما يعيق تنفيڈ المشاريع الامريكية الاسرائيلية لحل القضية الفلسطينية وقضيتها وفق المخططات الاسرائيلية ..
حل الدولتين الذي اجمع عليه مؤتمر شرم الشيخ لم يأت من فراغ فالقضية الفلسطينية قضية العرب الاولى علاوة على ان الغالبية الساحقة من الدول الاوروبية تدعم القضية الفلسطينية والوقوف الى جانب الحق الفلسطيني .. من اجل ذلك جاء الاتفاق على حل الدولتين وباجماع الآراء …
واذا كان العرب والاوروبيين قد اتفقوا حول حل الدولتين مع معارضة اسرائيل وواشنطن الا ان الجانبين لم يتفقا بشأن الهجرة رغم الجدل الكبير الذي شهده المؤتمر حول الهجرة من الشرق الاوسط وافريقيا الى الدول الاوروبية حيث ترفض غالبية الدول الاوروبية السماح بالهجرة او تسجيل المهاجرين على أمل ان يتم معالجة موضوع الهجرة قبل مؤتمر بروكسل عام ٢٠٢١ .
مع ان مؤتمر شرم الشيخ هو القرار العربي الاوروبي الاول من نوعه الا انه حقق تقاربا كبيرا بين الجانبين قد يشكل طرحا جديدة في السياسة العالمية باعتبار الجانبين يشكل تجمعا سياسيا واقتصاديا وماليا على الصعيد العالمي … !!!