د.محمد طالب عبيدات
التسويف ثقافة عمل اﻷشياء على مبدأ 'سوف' مستقبلاً، والمبدأ يعني الوعود والتي ربما تتراكم بطريقة لا يمكن للفرد أو حتى المؤسسات الوفاء بها، فاﻷصل في اﻷشياء تطبيق الممكن منها؛ وتالياً قراءة ممكنة في تسويف الألفية الثالثة:
1. مستخدمو التسويف نوعان: النوع اﻷول يمتلك إستراتيجية العمل الحقيقي، والنوع الثاني يدفع باﻷشياء للامام لترحيلها وتراكمها لعدم توفر القدرة والإمكانات على إنجازها.
2. الوعود الرنانة غالباً ما يستخدمها بعض الناس وخصوصاً السياسيون وأصحاب القرار وحتى بعض المؤسسات كإغراءات لغايات تحقيق مكتسبات آنية أو بعض اﻷهداف، وللاسف أنها تمر على بعض ساذجي التفكير.
3. التسويف أحياناً يؤدي لثقافات تدعيم الثقة إن تحقق الشيء الذي تم الوعد به، أو هدم الثقة وزياد الهوة بين الواقع والطموح إن لم يتحقق، وغالباً النتيجة لهدمها أكثر ﻷنه سيزيد السجل المتراكم من عدم المصداقية.
4. التسويف أحياناً أو ربما غالباً كذب أبيض بغطاء الدبلوماسية أو فن اللعب باﻷلفاظ.
5. التسويف فيه مغريات وبريق وأمل، لكن التجارب أثبتت أن نسبة ما يتحقق من الوعود قليل نسبياً.
6. نحتاج لتمحيص غث التسويف من سمينه، ومفتاح ذلك مصداقية الشخص أو المؤسسة التي تستخدم التسويف.
بصراحة: التسويف 'ربابة' او 'آله موسيقية' يعزف عليها البعض لوعود المستقبل التي تحتمل الصدق والكذب، واﻷصل أن يكون فيها ضمانات ومعايير ومؤشرات لقابلية التحقيق، وأساس هذه الضمانات المصداقية التاريخية لمسيرة الناس المسوّفين وذهنية متلقي التسويف وبيئته وواقعيته!//