لم يكن هذا الذي حققه المنتخب القطري الشقيق ذات مساء عربي جميل ..بفوزه بلقب كاس اسيا يمثل فقط انجازا عربيا اسيويا كبيرا يحق لهذه الدولة الفتية ان تفخر به .. لكنه يشكل ايضا حالة من الابداع والارادة والعطاء والتصميم ..باعتبارنا تركنا ترشيحاتنا لهوية البطل قبل انطلاق العرس الاسيوي ..ووضعنا كبار المنتخبات الاسيوية اليابان وكوريا الجنوبية والصين وايران في قائمة المرشحين ..وتجاهلنا كبار العرب السعودية والعراق وقطر والامارات ..تلك المنتخبات التي سبق وان ابدعت وتالقت في البطولة نفسها ..لا بل ان المنتخب السعودي سبق وان حصد اللقب ايام العصر الذهبي لاصحاب الزي الاخضر ..ليأتي هذا العنابي الجميل وينسف كل التوقعات ...
التجربة القطرية في اعداد المنتخب للمنافسة على اللقب الاسيوي تستحق ان تكون مثالا صارخا على النجاح والابداع ..بعد ان ساهمت اكاديمية اسباير المتخصصة باعداد الجيل الصاعد من النجوم ..بصقل مواهب معظم النجوم الحاليين من اصحاب الانجاز الاسيوي ..ويقف على راسهم هداف البطولة الرائع المعز علي وغيره من المبدعين الذين اذهلوا المراقبين وخبراء اللعبة في القارة بهذا الاداء الجميل وذاك الجهد الذي تصاعد من مباراة لاخرى حتى الشوط الاخير الذي قطف فيه المنتخب الشقيق ثمار هذا التعب والعناء ...وسجلوا اسماءهم في دفتر المجد ابطالا لقارة اسيا لاول مرة في تاريخ البطولة ..ولتؤكد هذه التجربة نجاحها في تقديم جيل فتي قادر على المضي قدما نحو المزيد من النجاحات ...
الجميل في الانجاز القطري انه جاء بمثابة التعويض عن الاخفاق العربي في البطولة ..بعد ان خرجت المنتخبات الشقيقة تباعا دون ان تترك بصمة جميلة ..رغم اننا راهنا على بعض المنتخبات العريقة على هذا الصعيد وعلى راسها السعودية والعراق والبلد المنظم الامارات ..الا ان النتائج جاءت مغايرة لحجم الامال التي بنيت عليهم ...ليأتي انجاز المنتخب العنابي بمثابة الاثبات على تطور الكرة العربية وقدرتها على مجاراة التقدم اللافت على مستوى الكرة في شرق القارة الاسيوية التي احتكرت الفوز باللقب سنوات طويلة مضت ...!
والجميل ايضا ان هذا الانجاز يرسم لمرحلة طويلة من العمل والاعداد للقادم الاهم وهو بطولة كأس العالم التي منحت قطر شرف تنظيمها ...ونحن الذين نرى في هذا المنتخب الشاب القدرة على اظهار الوجه المشرق للكرة العربية بين نخبة منتخبات العالم ...بعد سنين قادمة نتطلع من خلالها بان يكون التمثيل العربي في مونديال الدوحة كبيرا وفاعلا ومنجزا ...
من قلوبنا نتقدم بالتهنئة للمنتخب القطري وجماهيره ...فهذا الابداع وان كان يحمل الدمغة القطرية ..لكنه بحق انجاز عربي نفخر به ونزهو مع اصحابه مثلما نتوجه بالتحية للامارات على براعة التنظيم ...مبارك لكل العرب .//