كتّاب الأنباط

لا تزر طبيبا مجرما..

{clean_title}
الأنباط -

لا تزر طبيبا مجرما..

 

وليد حسني

 

حين تختار طبيبك تأكد انه لا يتاجر على ظهرك، وعلى حساب الامك وضعفك وقلة حيلتك..

 

وحين تزور طبيبك تأكد انه لا يرتبط بشراكة مصلحية مع مافيات الدواء، ويعمل في الحقيقة موزعا للأدوية لصالح شركات الدواء ليحصل على نسبة من سعر البيع، او يحصل على رحلة مجانية لاوروبا او لأي دولة اخرى يستجم فيها على حساب شركات الدواء وعلى حساب جيبك..

 

وحين تزور طبيبا تأكد انه لا يزال طبيبا إنسانا يلتزم بقسم أبقراط، ويحترم الإنسان، ويخاف على المريض الذي يجس نبضه بخوف واحترام ورجاء  لا أن يتعامل معه باعتباره صيدا ثمينا سيحقق من وراء مداواته مصالح وامتيازات لا تخلو من رحلة استجمام او من نسبة مئوية من عائدات الربح الباهظة من دواء قد لا تحتاجه أصلا..

 

اقول ذلك وقد اتسعت ظاهرة الاطباء الذين يستغلون عياداتهم ومهنتهم المقدسة من اجل المتاجرة بالام الإنسان وأوجاعه، ويتم التعامل معه باعتباره صيدا ثمينا، فيبيعه الطبيب الى الصيدلي، والصيدلي يبيعه لشركات الأدوية ومافيات احتكارات الدواء، وعلى قاعدة مشتبكة واحدة بين هذا الثلاثي السقيم وهي" ليذهب المريض الى الجحيم".

 

وهذه المافيات أصبحت تستيغ هذا الأسلوب  اللاانساني في استغلال المرضى، وعلاوة على ما يتم فرضه على المريض من أجور التشخيص والمراجعة فان أطباء لا ضمير لهم يقومون بصرف أدوية غالية الثمن للمريض قد لا يحتاجها أصلا من أجل الترويج لدواء معين لصالح شركة او صيدلية تحتكر توزيع  هذا  الدواء في المملكة وعلى المواطن ان يدفع الثمن، وللطبيب حرية اختيار هديته وجائزته..

 

بالأمس كنت أريد شراء دواء اشتريه عادة بمبلغ مالي كبير، ولم اجده في صيدلية بعينها وعندما اضطررت لزيارة احد فروع تلك الشركة الدوائية الكبرى فوجئت بان سعر هذا الدواء يفوق سعره الذي اشتريته به بــ 13 دينارا..

 

والمفاجأة القاسية بالنسبة لي أن هذه الشركة الدوائية هي التي تحتكر استيراد وتوزيع هذا الدواء في السوق الأردني ـ كما قيل لي ـ.

 

وقيل لي الكثير عن الأطباء الذين يرتبطون بعلاقات بزنس توزيع وترويج الأدوية والعلاجات لصالح شركات ومستودعات ادوية ويحصلون على عوائد مجزية من بينها بالطبع الحصول على تذاكر سفر مجانا واقامة في أرقى الفنادق في رحلات سياحية تنظمها شركات الأدوية بعد ان يكون ذاك الطبيب قد نجح بتوزيع حصته المقدرة له والمتفق عليها من دواء معين.

 

الحكايات هنا أكثر من ان تعد أو تحصى، وعلينا الإعتراف بان مافيات الطب والدواء متجذرة تماما في مجتمعنا، وان ما يندى له الجبين ان يكون أطباء شركاء في مثل هذه القضايا اللاأخلاقية واللاانسانية تماما، والتي تضر بمهنة الطب الإنسانية، وتشقي المريض وأهله..

 

حين تزور طبيبا تاكد أنك تدخل على إنسان يقدس الإنسان ولا يعتبره مجرد رقم في روشيتة سيحصل من ورائها على إجازة مجانية او نسبة مئوية.. وهم بالمناسبة كثيرون جدا وهم القاعدة واولئك الذين يتاجرون بالانسان هم قلة قليلة..//

 

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )