زاوية سناء فارس شرعان
كان لا بد من الضجة التي اثارها تصريح ترامب بسحب قواته من سوريا وتداعيات هذا الاعلان والفوضى التي تسبب بها لدول المنطقة والعالم خاصة التي لها قوات ضمن قوات التحالف مثل بريطانيا وفرنسا ان يوضح الرئيس الامريكي موقف بلاده من التواجد في سوريا والسياسة التي ستسببها في المنطقة.
بناء على ذلك قرر الرئيس ترامب ايفاد وزير خارجيته بومبيو للشرق الاوسط في جولة= تشمل ٨ دول للتباحث مع زعمائها حول اوضاع المنطقة بما في ذلك الوضع بعد الانسحاب الامريكي من سوريا، جولة الوزير الامريكي التي تشمل مصر والاردن ودول مجلس التعاون الخليجي تتضمن نقل رسائل امريكية لقادة هذه الدول فحواها ان واشنطن لن تترك الشرق الاوسط حتى لو انسحبت من سوريا علاوة على ان ايران هي التي تسبب الفوضى في المنطقة وتهدد امن دولها واستقرارها ..
اما تخصيص الزيارة المشار اليها بالزيارة فهي لانها الدول التي يطلق عليها «النيتو العربي» التي ترغب واشنطن في ان تكون دول المواجهة مع المشاريع والمخططات الايرانية فان ذات الوضع المؤسسي وهي التي تمتلك الكوادر العسكرية المقاتلة القادرة على مواجهة ايران وميليشياتها هي سوريا فحسب وانما كل من سوريا ولبنان والعراق واليمن والقادرة كذلك على حماية اسرائيل من اي اعتداء ايراني او تهديد حدودها وتملك الاموال القادرة على شراء السلاح من مختلف مصادره لاسيما وان الرئيس ترامب يطالب هذه الدول او بعضها بحمايتها من الخطر الايراني الذي يهدد وجودها وامنها واستقرارها …
جولة بومبيو الشرق اوسطية يشبهها المراقبون والاعلاميون في الغرب بجولة الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما بالشرق الاوسط عام ٢٠٠٩ التي روجت بمشروع تعاوني امريكي اسلامي من خلال الكلمة التي القاها اوباما في جامعة القاهرة .. خاصة وان الوزير الامريكي سيلقي كلمة وصفت بالمهمة في القاهرة ما يعيد الى الاذهان كلمة اوباما …
من الواضح ان الجولة ستركز على احياء مشروع امريكي غربي اعلن عنه في وقت سابق للتعاون في التصدي للخطر الايراني لدول المنطقة بما فيها اسرائيل من خلال اقامة تحالف امريكي عربي يضم دول الخليج العربي التي تعاني من تهديدات امريكية مباشرة في اليمن وتحرشات في الخليج العربي والبحر الاحمر ما يهدد خطوط التجارة العالمية التي يمر ١٢ في المائة منها بالبحر الاحمر عبر مضيق باب المندب.
فالمشروع الاستراتيجي الامريكي العربي يهدف اولا واخير الى دور الاخطار الايرانية عن دول الخليج بما فيها السعودية والبحرين والامارات والتصدي للاطماع الايرانية في دول الخليج بشتى الوسائل بما فيها الوسائل العسكرية حيث تعمل دول الخليج على تعزيز الاموال اللازمة لشراء السلاح وترويد الجيشين المصري والاردني باحدث انواعه استعدادا لمواجهة اية اطماع ايرانية في الخليج او محاولة ايران اغلاق مضيق هرمز في الخليج العربي او مضيق باب المندب والتأثير على حركة الملاحة الدولية.
لا شك ان الفرصة ستكون مواتية لبحث مشروع صفقة العصر مع قادة الدول العربية وتحقيق مصالحة عربية اسرائيلية تتضم تطبيعا سياسيا واقتصاديا وسياحيا بين الجانبين مع ابعاد الخطر الايراني عن الكيان الصهيوني الذي اصيب بصدمة كبرى اثر اعلان ترامب انسحابه من سوريا دون التوصل للمفاهمات لحماية اسرائيل وتمكينها من العيش الآمن في عمق الوطن العربي… !!!